هل هناك مكيدة من شيوخ قبائل كيفه؟.

اثنين, 2015-10-05 09:04

غصّت ساحة فندق بلدية كيفه مساء الجمعة بحضور كثيف؛ وحشد قبلي مشهود؛ كلّ يحجز موقعه حتى يئطّ بأتباعه؛ وأمن الولاية كان مبثوثا؛ يحمل معه اللين والرفق؛ يسوس بهما الناس.وانتهت الجلسة بكلّ عفويه وانسياب بإدارة والي الولاية ؛الذي جمع فيها حلم معاوية وغلظة الحجاج مع مارقي الجلسة ؛وبهذا النجاح يكون الوالي قد حقق هدافا رائعا في إدارة الجلسات؛ خفق في تسديده أوان زيارة رئيسه الماضية.

هذه العفوية سادت فحوى المتدخلين؛ الذين تواطئوا عن غير قصد على إبراز مشاكل الولاية وهمومها؛وفي غفلة منهم تناسوا حساسياتهم ؛ التي تسدّ ما بين المشرق والمغرب؛ وتناسوا غرض اللقاء الذي يطبّل للحوار المرتقب؛ فكادت أبواق الوجهاء تجمع على تململ ساكنة الولاية من تهميشها في القرار السياسي ؛ واستغربوا إقصائها من الحقائب الوزارية ؛ واعتبروه ردا قاسيا من الرئيس على فشل زيارته لعاصمة الولاية.

كان الوفد الرسمي هادئا؛ كأنّ على رؤوسه الطير؛ يختلس النظر إلى وجوه وجهاء؛ بعضهم ضاق ذرعا من كلام مريديه؛ومنهم من نفد صبره ؛حتى غمز أحد أعوانه؛حين أسهب في عورات النظام ؛ وألحّ في عطش الولاية ؛ إلّا أنّ المغموز يبدو أنّه كان طبلا؛ كما يقال في المثل ؛ فقد تشنّج وانفجر صارخا:أنا لا أغمز؛ أنا عمدة بلدية؛وولائي لجميع الأنظمة المتعاقبة معروف؛وخاصة نظام ول عبد العزيز ؛ لكن للشعب هموما لا بدّ من إظهارها.

طفق المتدخلون يطالبون بالتخطيط العمراني؛وبعضهم يستميت في إشراك المعارضة.

وكأنّ هناك مكيدة من شيوخ قبائل كيفه؛أبرموها بليل ضد اجتماع الوزير وحواره المزعوم؛ بسبب تهميش أطرهم؛ فإن لم يكن؛فهناك من دون ريب رمية من غير رام ؛ أصابت اجتماع الوزير في كبد.

مما سبق نستنتج أنّ الرابح الأكبر هو مدينة كيفه؛ حين طفح كيلها أمام الوزير؛ بحديث ذو شجون أوّله الغبن السياسي وآخره العطش.

والرابح الثاني هو والي الولاية الذي نجح في تمرير اجتماع؛ مشحون بالقبلية؛من دون صخب أو ضجيج.

وخاسره الأكبر هو مبعوث النظام الذي أراد عمرا فأراد الله خارجة ؛فقد وجد شجونا وعتابا؛ يغلي في صدور القوم.

وكان خارج سور الفندق وجيها؛ يهمس أنّ ولاية لعصابه مع كلّ مصلح ؛وخاصة إذا كان هذا المصلح يزعم أنّه يحب الفقراء ويحارب الفساد ورئيس العمل الإسلامي .

لكنّها ضد كلّ مستبدّ ؛وخاصة إذا كان على رأس هرم نظام همّه الوحيد أن يغيّر دستور أمة؛ حسب مزاجه الخاص.