القاعدة في المغرب الإسلامي ترفض بيعة “البغدادي”

ثلاثاء, 2014-07-15 02:35

اصدر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بيانا حدد فيه موقفه من الدولة الإسلامية و أبرز فيه التنظيم بعض الملاحظات والمآخذ التي اعتبرها عقبة في طريق ” خلافة البغدادي” . وأعلن التنظيم تمسكه ببيعته السابقة لزعيم القاعدة أيمن الظواهري.

وطالب التنظيم قادة الجهاد إلى ضرورة التواصل والتشاور للخروج من المأزق القائم اليوم بين الجماعات الجهادية. وهذا نص البيان:
الحمد لله القائل في كتابه العزيز ﴿ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين﴾ والصلاة والسلام
على المبعوث رحمة للعالمين القائل: ((يد الله مع الجماعة)) وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد نستهل بياننا هذا بتهنئة إخواننا المسلمين في كل مكان بحلول شهر رمضان المبارك، سائلين الله تعالى أن يجعله شهر فتح على المسلمين، وألا يمر الشهر الكريم إلا وقد انفرجت مآسي المسلمين وتعافت جراحاتهم.. نسألك اللهم أن تنصر عبادك المجاهدين وأن تفك قيد المأسورين والمسجونين، آمين.
لقد توالت في الفترة الأخيرة أحداث بالشام، كنا نرقبها ونتابعها ولم نغفل عنها، كيف لا والشام عقر دار المؤمنين وملائكة
الرحمن باسطة أجنحتها عليها، وعلى أرضها تكون ملاحم المسلمين العظام.
ولقد صمتنا طيلة هذه المدة ليس لعجزنا عن الكلام، ولا قصرا منا عن البيان، وإنما خشية منا أن يكون كلامنا وقودا لنار الفتنة
المشتعلة، حيث كثر المتربصون بجهاد المسلمين في الشام، وكثرت الأوزاغ النافخة في نار الفتنة الحاصلة ولا حول ولا قوة إلا
بالله.. خشينا أن يستغل أعداء المسلمين حديثنا ويحوروه في ضرب طائفة من المجاهدين، في حين كنا نأمل أن يلتئم الصدع
وأن تنفرج المحنة، ولم نكتف بمجرد الأمل والسكوت، بل إننا سعينا في مساع لإصلاح الحال سرا، بمعية إخواننا في جبهات
الجهاد الأخرى، إيمانا منا أن خلافات المجاهدين ينبغي أن تحل في السر، بعيدا عن مسمع ومرأى إعلام الأعداء المتربص، وقدر
الله أن تتسارع الأحداث ولم يكتب لمساعينا النجاح، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
واليوم وأمام الحدث الأبرز من تلك الأحداث، لم نجد بدا من بيان موقفنا، وتسجيل كلمات موجزة نبرئ بها ذمتنا وننصح فيها
لأمتنا وإخواننا، مستمدين العون والسداد من الله جل جلاله.
سمعنا كما سمع غيرنا من المجاهدين والمسلمين، كلمة المتحدث الرسمي للدولة الإسلامية في العراق والشام، والتي يعلن فيها
قيام الخلافة الإسلامية، ومبايعة الشيخ أبي بكر البغدادي خليفة للمسلمين، ولنا مع هذا الحدث وقفات:
أولا: إن إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تحكم شرع الله في المسلمين، و تجمع كلمتهم وتحمي بيضتهم، هي
مسعى كل مجاهد صادق، وكل التنظيمات والجماعات الجهادية المعروفة بصدقها وصحة منهجها، بذلت وتبذل المهج وتسكب الدماء
وتنفق الأموال في ذلك السبيل .
ثانيا: إن من البديهي والمسلم لدى كل التنظيمات الجهادية ذات المنهج الحق، أن إعلان خطوة خطيرة كهذه (أعني قيام الخلافة)، لا يتم إلا بعد توسيع المشورة امتثالاً لأمر الله سبحانه القائل. مادحا عباده المؤمنين ﴿وأمرهم شورى بينهم﴾،
والقائل آمرا نبيه المعصوم صلى الله عليه وسلم: ﴿وشاورهم في الأمر﴾، ولسنا نذيع سرا إن قلنا إن إخواننا في الدولة، لما ظهرت
بوادر الفتنة في الشام، أرسلوا إلينا رسائل أطلعونا من خلالها على تفاصيل ما حدث، وهو فعل حمدناه لهم كما حمدنا لهم ثقتهم فينا.
فكيف اليوم والخطب أعظم والشأن أخطر، يتم إعلان كهذا دون مشورة قيادات المجاهدين، الذين ثبت صدقهم وبلاؤهم ونصحهم للأمة وسعيهم لإقامة الخلافة الراشدة.
يا إخواننا في الدولة الإسلامية، أين أنتم من قيادة طالبان وأميرها الملا عمر مجاهد حفظه الله الذي ضحى بدولة كاملة من أجل
ثلة من المهاجرين من بينهم مؤسس الدولة الإسلامية في العراق الشيخ أبو مصعب الزرقاوي رحمه الله، أين أنتم من الشيخ أيمن الظواهري، الذي لم يكد يخلو خطاب له من الإشادة ببطولاتكم في العراق، وإن اختلفتم معه في الفترة الأخيرة، أين أنتم
من إمارة القوقاز الإسلامية، وأين أنتم من قيادات فروع القاعدة في سائر الأقاليم، وغيرهم من المجاهدين.
هذا ناهيك عن العلماء والدعاة أهل الصدق الذين ثبت لهم قدم صدق راسخ في الإسلام وفي الدعوة إلى إقامة الخلافة، ولم
يركنوا إلى الطواغيت المحكمين للقوانين الوضعية الموالين لأعداء الأمة، ونخص بالذكر أسد التوحيد الشيخ أبا محمد المقدسي
والشيخ أبا قتادة الفلسطيني والشيخ المجاهد أبا الوليد الغزي والشيخ المحدث سليمان العلوان الذي تجرع السجن سنين طوالا
بسبب نصرته للجهاد في العراق، فالأمر أوسع من أن تحده خلافات فقهية أو سياسية، إنها الخلافة التي يتفيأ ظلها كل المسلمين
برهم وفاجرهم.
رابعا: أمام الواقع الجديد، ندعو أولي الأمر، علماء وأمراء، ونخص بالذكر المشايخ الفضلاء الشيخ أبا محمد المقدسي والشيخ أبا
الو ليد الغزي والشيخ أبا بكر البغدادي والملا محمد عمر والشيخ أيمن الظواهري والشيخ ناصر الوحيشي والشيخ أبا الزبير
والشيخ أبا محمد الجولاني وغيرهم من العلماء العاملين وقادة المجاهدين، للاجتماع على كلمة سواء، وإصلاح الخلل داخل البيت
الواحد بعيدا عن وسائل الإعلام، من أجل حفظ بيضة الإسلام والحفاظ على وحدة المسلمين وحقن دمائهم .
خامسا: نعلن بكل وضوح، أننا سنكون أول الملبين لما يخرج به هؤلاء الأعيان، وفي انتظار هذا الموقف المشرف -إن شاء
الله-، نؤكد أننا لا زلنا على بيعتنا لشيخنا وأميرنا أيمن الظواهري، فهي بيعة شرعية ثبتت في أعناقنا، ولم نر ما يوجب علينا
نقضها، وهي بيعة على الجهاد من أجل تحرير بلاد المسلمين وتحكيم الشريعة الإسلامية فيها، واسترجاع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
سادسا: نضع موقفنا هذا أمام علماء الأمة وعلى رأسهم مشايخ المجاهدين ومرجعياتهم، ليفتونا بوضوح تام في هذه النازلة و
يقوّموا موقفنا إن رأوا فيه اعوجاجا، فإن الحق مطلبنا، فهذا أوان الصدع بالحق وترشيد المجاهدين.
ولا يفوتنا في هذا المقام أن نوجه ا لرسائل التالية:
ندعو الفصائل الجهادية التي هي في قتال مع الدولة وعلى رأسهم إخواننا في جبهة النصرة، أن يكفوا عن حملة
التحريض ضدها، وأن يلتزموا بما أمرهم به أميرهم الشيخ أيمن حفظه الله،كما ندعو إخواننا في الدولة الإسلامية لذلك ،
وكل هذا تمهيدا للصلح بينهم، فإنه لا يفرح مؤمن صادق باقتتال المجاهدين، بل لا يفرح بذلك إلا عدو حاقد أو منافق حاسد.
نتمنى من الجماعات الجهادية أن يساهموا في هذا المسعى ورد الأمر إلى العلماء من أجل جمع كلمة المجاهدين وتفويت الفرصة على الأعداء المتربصين .
نذكر المنابر الإعلامية الجهادية، أن أي إعلان أو موقف لا يصدر عن مؤسسة الأندلس الإعلامية، فهو لا يمثل تنظيم
القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، كما ننبه على ضرورة التثبت وتحري المصداقية في النقل.
وختاما: نؤكد أن الخلافة الإسلامية مطلبنا، وأننا نعمل لها بجهادنا وقتالنا لأعداء الأمة الذين يكيدون بالليل والنهار لمنع قيامها،
ونريدها خلافة على منهاج النبوة، تقوم على أساس الشورى، وتسعى لتوحيد صف المسلمين، وحفظ دمائهم. كما نؤكد على أن
الوقت مازال كافيا لتدارك الخلل الواقع في هذا الإعلان، بإشراك رموز العلم والجهاد في هذا القرار والأخذ برأيهم، فهم أولى
الناس بوصف أهل الحل و العقد.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز به أهل طاعتك ويذل به أهل معصيتك، اللهم وحد صفوف المسلمين ورد عنهم كيد أعدائهم
المتربصين، وأبطل كيد المنافقين والمرجفين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المرابع مديا