السيد الرئيس ليس أبا فحسب ل أحمدُّ

سبت, 2015-12-26 22:14

بقلم: محمد ولد الطالب ويس

سيادة الرئيس ليس أبا فحسب لذلك الشاب الخلوق الذي تقرأ في ملامح وجهه البساطة والعطف والسماحة واللين، وتقرأ في حركاته وتحركاته وتصرفاته الرحمة والقرب ممن يبيتون في هوامش الحياة يشوون القراح، سيادته ليس أبا فحسب لذلك الشاب الذي اختطفته طيور الجنان، مسرعة به إلى رضا الرحمن، هاربة به عن نكد الزمان، سيادته ليس أبا فحسب لذلك الشاب حتى نخصه وحده بتعزيته وحتى لا نعزيه إلا فيه، بل من الإنصاف والعدل أن نتجاوز بالتعزية الأبوين الإنسانين الذين فقدا قطعة رطبة ندية من كبديهما إلى الذين رسم الشاب البسمة على شفاههم وأدخل الفرحة إلى قلوبهم،: من أطفال مزق الفقر سراويلهم وقمصانهم ورسم بطبشورته الداكنة خيوط التعاسة على جنوبهم وسيقانهم الهزيلة،،؛ من شيوخ عبثت خيوط التعاسة بوجوههم النحيلة وألصقت بطونهم على ظهورهم المحدودبة،،؛ من نساء سرقت منهن الحياة سحنة الأنوثة وعلمتهن الخفة بعد أن كن بهنانات وهنانات،،؛ من أصحاب حوانيت صغيرة كانوا يتهللون عندما يرون سيارة أحمدُّ ويستبشرون بدخل جيد في ذلك اليوم،،،! كل هؤلاء قد اتخذوا أحمدُّ ولدا وإن لم يلدوه، واتخذوه أخا وإن لم تلده لهم الأمهات،" ورب أخ لك لم تلده أمك "، إلى هؤلاء جميعا نتقدم بتعازينا القلبية،، رحمة الله وبرد عفوه على قبر دُفنت فيه أحلام الفقراء...،!

سيادة الرئيس ليس أبا فحسب لأحمد بل إنه كذلك أب للشيخ عمر انجاي الشاب الذي رافق أحمد في آخر رحلة والذي كانت آخر تدويناته وصية بالوالدين، ياللخاتمة،! سيادته ليس فقط أبا للذين قضوا أو أصيبوا في ذلك الحادث الأليم، بل إنه كذلك أب لكل الذين قضوا وأصيبوا في حوادث طرق الموت هذه، فليتقبل كذلك التعازي في كل أولئك،،؛ سيادته ليس فقط أبا لأحمد بل إنه كذلك أب ل: سيد وبلال وفاطمه وماريه وكمب وجالو وكمرا وجوب، أي ما يقارب خمسة ملايين نسمة، وإن كان أحمد قطعة من كبده، فإن هؤلاء قِطَعاً من كبده شاء ذلك سيادته أم أباه،،! سيادته أبا لهذا الوطن بكل مفردات جملته،،،!

" ويلك يا عمر لو أن بغلة تعثرت في العراق لسئل عنها عمر لما لم تمهد لها الطريق " كلمات قالها الفاروق مستحضرا جسامة الحمل وضعف الحامل، " لو تعثرت بغلة " من تعثر بغلة يتحسر الفاروق، فما بالك يا سيادة الرئيس لو كان المتعثر إنسانا، ذا كبد رطبة،! " وفي كل كبد رطبة أجر " كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام، هذا للمحسن، ومقتضى العكس يفيد " إثم " ويكبر طبعا حسب نوع المسؤولية،،؛ سيادة الرئيس إن مواطنيك، أي أبناءك يعثرون في كل بقعة من هذا الوطن وحتى في خارجه، والعثرات يا سيادة الرئيس منتشرة انتشار الشوك في مكان شجرة عوسج تعاورتها فؤوس الحطابين، فالفقر عثرة، والطرق عثرة، والمستشفيات عثرة، والمدارس عثرة، وظلم المسئول للمواطن والوكيل عثرة، والمحسوبية عثرة، والشعور بالغبن والظلم والتهميش عثرة، والبطالة عثرة، وهجرة الكفاءات إلى الغربة عثرة، وظلم المواطنين في الغربة والغربة عثرة،،،! والعثرات يا سيادة الرئيس لا تنتهي،، " ويلك يا عمر... " رغم أنه عمر، عمر الذي نفخ النار تحت القدر حتى غص من الدخان وحتى خرج الدخان من خلال لحيته ورغم أنه ورغم أنه....

لا نملك يا سيادة الرئيس في هذه الظروف إلا أن نقول لكم: أحسن الله عزاءكم وعظم أجركم وجعل المصائب أزِمَّة تقودكم إلى الخير.