بيانات قوية لطلب الصين ترفع أسعار النفط

ثلاثاء, 2016-01-19 22:45

ارتفعت أسعار النفط أمس الثلاثاء مدعومة ببيانات تظهر أن الطلب على النفط في الصين سجل على الأرجح مستويات قياسية في 2015، إلا أن الأسعار ظلت قرب أدنى مستوياتها في 12 عاما مع توقع وكالة الطاقة الدولية أن تستمر التخمة في الأسواق هذا العام.
وزاد خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 45 سنتا إلى 29 دولارا للبرميل بحلول الساعة 1439 بتوقيت غرينتش.
لكن الخام الأمريكي تراجع في العقود الآجلة بواقع 39 سنتا إلى 29.03 دولار للبرميل بعدما لامس أعلى مستوى في الجلسة 30.21 دولار للبرميل.
وقال تاماس فارغا، محلل النفط في «بي.في.إم أويل أسوشيتس» للسمسرة في لندن «يبدو أنه اتجاه صعودي صحي للتصحيح في سوق تشهد تراجعا عاما.»
وقال تجار إن الأسعار لقيت دعما من بيانات قوية من الصين، حيث أظهرت حسابات أولية لرويترز من واقع البيانات الحكومية استهلاكا قياسيا للنفط في 2015 يصل إلى 10.32 مليون برميل يوميا، بزيادة 2.5 في المئة عن 2014 رغم تباطؤ النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
من جهة ثانية دفع رفع العقوبات عن إيران أسعار العقود الآجلة للخام إلى أدنى مستوياتها في 12 عاما، وجعل مستويات ما دون العشرين دولارا للبرميل تلوح في الأفق، لكن بعض المنتجين يعيشون بالفعل ذلك الواقع المؤلم.
بعض هؤلاء المنتجين يبيعون شحنات الخام في السوق الحاضرة بأسعار أقرب إلى عشرة دولارات للبرميل، بفضل وفرة الخامات «عالية الكبريت» التي ينتجونها، وقاعدة مستهلكين تفضل الخامات «الخفيفة» عالية الجودة التي تأتي من مناشئ أخرى.
ويتأهب منتجو خامات معينة من المكسيك وفنزويلا وكندا والعراق لمواجهة ما هو أسوأ في ظل استعداد إيران – المتحررة أخيرا من العقوبات الدولية – لضخ كميات ضخمة من الخامات الثقيلة عالية الكبريت في أسواق التصدير.
وبلغت أسعار بعض شحنات الخام المكسيكي الثقيل أقل من 13 دولارا للبرميل. ويبدو أن الضغط النزولي على أسعار الخامات صعبة التكرير مرشحا للتنامي.
وقد يفرض ذلك ضغوطا إضافية على عقود الخامين القياسيين برنت وغرب تكساس الوسيط التي هوت نحو 20 في المئة منذ بداية العام لتنزل عن 28 دولارا للبرميل.
وقال المحللون في «جيه.بي.سي إنرجي» أن «التراجع الحاد في الأسعار يعصف بالخامات الثقيلة التي تباع غالبا بتخفيضات كبيرة عن الخامات القياسية.»
ففي بلدة هارديستي في إقليم ألبرتا الكندي يمكن شراء برميل الخام الكندي الغربي، الذي يعد من أثقل خامات أمريكا الشمالية، بأقل من 15 دولارا في حين يحتاج المنتجون إلى سعر لا يقل عن 43 دولارا كي يربحوا.
وفي أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي عرضت شركة النفط الوطنية المكسيكية «بيمكس» خصما على المشترين الآسيويين لخام «المايا»، تحميل يناير/ كانون الثاني، بلغ نحو 12 دولارا للبرميل عن متوسط خامي سلطنة عمان ودبي، وهما خاما القياس للإمدادات الآسيوية.
لكن مع تراجع أسعار النفط أكثر من عشرة دولارات منذ ذلك الحين فقد خفض ذلك الخصم السعر عمليا بمقدار النصف إلى حوالي 12.50 دولار للبرميل أمس.