حوانيت أمل.. أمام تفاقم الطلب.

اثنين, 2016-02-01 16:19

موضوع من مجلة الدرب العربي 

شكلت حوانيت " أمل" - التي فتحتها السلطات الموريتانية-  تخفيفا وعونا اقتصاديا لقسم كبير من الأسر الموريتانية ذات الدخل المحدود، في ظل تفاقم محموم لأسعار جميع السلع والمواد الاستهلاكية الضرورية. ومع أن هذه الحوانيت تقتصر في خدمتها على بعض السلع الأساسية دون بعض آخر. إلا أنه ، مع ذلك، لا ينبغي المكابرة في دورها؛ فقد ساهمت في تخفيف وطأة الأسعار الجنونية في المواد الاستهلاكية، التي تصاعدت بصورة منفلتة من كل عقل ومنطق، فقد كان الأمر شبيها بالفوضى السعرية، التي تحدث عادة مع الفوضى الأمنية. ومن المعروف أنه كان يستفيد من خدمة هذه الحوانيت ، في الأغلب، شريحة الفقراء  دون الشرائح الأخرى، لأسباب اقتصادية وسوسيو- ثقافية . فهذه الشريحة يتفشى بين أسرها ضعف الدخل على نطاق واسع وغير مقيدة "بعقدة الغنى"  التي تكبل كثيرا من الأسر عن الاستفادة من تلك الحوانيت خوفا من تصنيفها في خانة الفقراء .. وكان لهذا الأمر، أكبر الأثر وأطيبه على الفقراء ، نظرا لتوفر الحوانيت على ما يكفي من مخزون في أغلب الأحيان   . ولكنه من الملاحظ أن انتشار البطالة وتدني الأجور والارتفاع المذهل، والمتواصل في الصعود، للسلع الاستهلاكية  قد أحدثت فعلها في الشرائح الاجتماعية "المترفعة عن حوانيت ( أمل )"، وأصبحت مضطرة للتوجه إليها، للحصول على المواد الموجودة في هذه الحوانيت  لقاء أسعارها الرسمية  المضبوطة والمناسبة لأصحاب الدخل الضعيف، وهم ، اليوم، الأكثرية في عموم الشرائح الاجتماعية. غير أن تزايد أعداد المواطنين  وتزايد الطلب، بالنتيجة، تحت ضغط الغلاء ، قد أثر سلبا على كمية المخزون من المواد الغذائية في هذه الحوانيت.  فأصبحت حوانيت " أمل" غير قادرة على تأمين ما يكفي من الكميات  حتى تستجيب لحجم الاحتياجات ومستوى الطلب المتصاعد  على هذه الحوانيت. فمادة الأرز ، على سبيل المثال، غير متوفرة حتى كتابة هذه السطور في حوانيت "أمل" برغم أن الرز المستورد قد عرف ارتفاعا مرعبا في أسعاره بعد ارتفاع  التسعرة الجمركية عليه. إن على السلطات أن تستعد لارتفاع الضغط بارتفاع الطلب على حوانيت " أمل" ، طالما أن أسعار المواد الغذائية  في الأسواق وصلت إلى مستويات يستحيل على جميع المواطنين ، بمن فيهم كبار المسؤولين، شراءها، أي أن جميع المواطنين سيتوجهون، هذه المرة، إلى حوانيت أمل نتيجة للارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية واحتفاظ البنزين بأسعاره الباهظة، برغم هبوط  أسعار النفط إلى أدنى مستوى في سائر أنحاء العالم، باستثناء بلادنا التي ترى أن في ارتفاعه عندنا  حكمة ونعمة لصالح الفقراء. وبالتالي، سيكون من الخطأ الجسيم عدم أخذ تزايد الطلب  الكبير جدا على حوانيت " أمل" بعين الاعتبار عند شراء الكميات، في مثل هذه الظروف الصعبة، وإلا ستقع مجاعة مخيفة ، حتى في العاصمة نواكشوط  والمدن الكبرى من البلاد.