صحيفة تتهم الجزائر بالضلوع في ملف ولد هيداله

اثنين, 2016-02-15 14:22

هبة بريس الرباط

 

لا تزال تداعيات اعتقال محمد ولد هيداله، نجل الرئيس السابق للجارة الجنوبية للمملكة، من طرف الامن الموريتاني، على خلفية تورطه في قضية تهريب كميات ضخمة من المخدرات، مستمرة الى حدود كتابة هذه الأسطر، و ذلك بعدما قام هذا الاخير باتهام عنصرين من الشرطة بتعريضه للتعذيب، محاولا بذلك اعادة نفس المحاولة التي سبق و أن قام بها عقب خروجه من السجن بالمغرب، حيث اتهم السلطات بتعذيبه و تعريض حياته للخطر، من خلال تصريحات أدلى بها بالجزائر، حيث كان يقيم رفقة والده.

 

توجيه اتهامات للشرطة الموريتانية بالتعذيب، و الترويج لذلك من خلال منابر اعلامية جزائرية، يوحي الى أن نفس الخطة تعيد نفسها، و بأن مصدرها هي المخابرات الجزائرية، التي احتضنته بعد خروجه من السجن في المغرب، ليعود لممارسة نشاطاته في مجال التهريب الدولي للمخدرات، و ما خفي كان أعظم، كما أن الطريقة التي يتم من خلالها الترويج لموضوع التعذيب لا تختلف عن الطريقة التي روجت نفس الجهات في وقت سابق لاتهامات وجهها نفس الشخص للسلطات المغربية، ومع احتضانها له، فقد تورطت الجزائر بشكل مباشر في هذا الملف الذي لايزال معروضا على القضاء الموريتاني.

 

نجل الرئيس الموريتاني السابق، يعتبر من أثرياء موريتانيا، سبق و أن اعتقلته السلطات المغربية، عقب مطاردة هوليودية في الصحراء، استعملت في المروحيات، و هو يتزعم مافيا لتهريب المخدرات تضم موريتانيين و مغاربة و جزائريين، ظلت تنشط طيلة المدة التي قضاها في السجون المغربية، قبل أن يطلق سراحه ليلتحق بها، بعدما قبل عرضا من الجزائر، يقضي باحتضانه و مساعدته، و توفير الاقامة له، مقابل الاستثمار في الجزائر، و الدخول على خط قضية الصحراء لصالح الطرف الاخر، غير أن يقظة الشرطة الموريتانية حالت دون أن يتمكن من تنفيذ عملية كانت تهذف الى نقل كمية جد ضخمة من المخدرات.

 

و حسب مصادر موثوقة، فان نجل الرئيس الوريتاني السابق، تربطه علاقات جد مثينة مع أحد جنرالات الجزائر، المكلفين بمهمة في تيندوف، و الذي تعرف عليه عن طريق بعض قيادات البوليساريو، كما أن المعني بالامر، يعتبر من بين الاشخاص الذين يساهمون ماديا في نشاطات البوليساريو، وذلك مقابل مساعدته على ممارسة نشاطاته، التي ترتكز بالاساس على تهريب المخدرات و الاسلحة، الشيء الذي مكنه من تحصيل ثروة هائلة، يشاع أن لبعض القياديين في البوليساريو نصيبا منها، فيما يبقى الخبر الاكيد هو دعم الجزائر له من خلال فتح الطريق في وجه سيارات التهريب التابعة له، و توفير الاقامة له بشكل مستمر.

 

و تتحدث مصادر من موريتانيا، عن تحركات تقوم بها جهات جزائرية، من أجل التدخل لصالح المعني بالامر، الذي من المرتقب أن يحاكم بعقوبة حبسية قد تصل للمؤبد، بعدما تم تسجيل مقاومة للامن الموريتاني استعملت فيها الاسلحة النارية، كما أن القانون الموريتاني، يعاقب بصرامة القضايا التي لها علاقة بالمخدرات، و هو ما دفع بالجزائر الى التدخل لدى موريتانيا في سرية تامة، من أجل تخفيف العقوبات على ولد هيدالة الذي يعاني من اعاقة جسدية.