موريتانيا.. والهم العربي / بقلم أسماء الحسيني

أربعاء, 2016-02-24 09:20

توجهت الأنظار إلى موريتانيا بعد اعتذار المغرب أخيرا عن استضافة القمة العربية المقبلة،واعلان موريتانيا أنها

سوف تستضيف القمة 7و8 يوليو المقبل.فهل يشكل عقد القمة فى موريتانيا فرصة للاقتراب العربى من أرض شنقيط بلد المليون شاعر‏.وموريتانيا السباقة فى المنطقة العربية فى البحث عن ربيع ديمقراطي تعيش الآن في ظل متغيرات عديدة تؤثر فيها وتتأثر بها، جعلتها فى مرمى ساحة دولية وإقليمية منشغلة بمكافحة الإرهاب وتعزيز مصالح القوى الكبرى، كما ينعكس عليها بشدة الوضع فى منطقة الساحل والصحراء الملتهبة، فضلا عن الأوضاع المعقدة داخل الدول المغاربية ولا سيما ليبيا، كما تخوض الدولة الموريتانية معارك أخرى في الداخل من أجل التنمية ومع الفساد الذي استنزف في الماضي مقدراتها، وهى التى تتجه الآن لاكتشافات واعدة في مجال البترول والمعادن.وقد خاضت موريتانيا أشواطا طويلة ومراحل عديدة لبناء استقلاله وبلورة وحدته الوطنية والعمل لتعزيز انتمائها العربي والإفريقي على حد سواء، وهى الدولة التي هيأها التاريخ والجغرافيا كما يدرك أهلها لتكون صلة ربط بين شمال افريقيا وجنوبها، وبين العالم العربي والقارة الإفريقية، وفيها تتعايش الثقافتان العربية والغربية. وقد وصلت موريتانيا إلى سدة قيادة الاتحاد الإفريقي عام ٢٠١٤..واليوم بعد أن قررت موريتانيا استضافة هذه القمة المحاطة بالتعقيدات، فالأمل أن تكون هي النجم الحقيقي لهذه القمة، وأن يسلط عليها الضوء العربي الذي طالما تجاهلها، على أهلها وناسها ومشكلاتها وقضاياها، ولعلها تكون فرصة لموريتانيا الحبيبة لكي تنفض عن نفسها بعض مالحق بها من أشقائها من تجاهل وإهمال ولامبالاة، رغم كل الجراجات والآلام والهموم العربية التي ستناقشها القمة في محطتها الجديدة.

(الأهرام)