سوق الدجاج بالعاصمة: ظروف البيع وجدل الأسعار

جمعة, 2016-03-04 10:20

بيع الدجاج في موريتانيا قصة طويلة مثلت أملا لدى الكثير من شباب هذ البلد للنجاة من البطالة وجني أرباح تخفف من أعباء الحياة.

فمنظر العريش الذي يعج بأصوات فراخ الدجاج الصغيرة بات منتشرا في شوارع وملتقيات الطرق في العاصمة نواكشوط، موقع الصحراء فتح هذ الموضوع مع بعض الباعة، سعيا للتعرف على آلام وآمال هذه الشريحة من التجار الصغار.

 

باعة الدجاج المحلي

تمتهن تربية الدجاج المحلي على نطاق واسع في العاصمة نواكشوط خاصة في المنازل والأكواخ البعيدة عن مركز العاصمة، حيث تشرف نسوة في الغالب على تربية مثل هذ الدجاج وتسويق بعضه من خلال أطفال صغار يتجولون داخل الأحياء وفي الأسواق الرئيسية لتقديم بضاعتهم للراغبين، ويقول هؤلاء الباعة إنهم أحيانا يبيعون كل ما لديهم وأحيانا لا يبيعون شيئا فيرجعون بدواجنهم لحظائرها لتبيت وفي الصباح الباكر يغدون بها في رحلة البحث عن الأرزاق مع كل إشراقة صباح جديد.

وقد لاحظنا خلال الحديث مع بعض باعة الدجاج المحلي تذمرا واضحا من المنافسة الشرسة للدجاج المستورد؛ حيث طالبوا السلطات بالإنصاف والحماية من الدجاج المستورد من الخارج بكميات كبيرة.

 

باعة الدجاج المستورد

بكثير من الإصرار يواصل باعة الدجاج المستورد استيطان حوانب بعض الشوارع العامة وخصوصا في أطراف المدينة بعد بناء أعرشة مسيجة لعرض بضاعتهم.. حيث يراقبون كل قادم أملا في أن يجدوا لديه ما يبدد حيرتهم ويخفف من قسوة برد ليالي العاصمة الشاطئية نواكشوط، وما إن تقترب سيارة حتى يكونوا لها بالمرصاد، حيث تطالعك مختلف ماركات السيارات الحديثة وهي ترابط قرب هذه المداجن انتظارا لإنتهاء العامل من ذبح وتهيئة الديك، فعمال هذه المحلات يستخدمون آلات في عملهم لإزالة ريش الديك، وبعضهم لا يمتلك هذه الآلة مكتفيا بماء شديد الغليان لا يصمد أمامه هذه الريش الذي يحمي الدجاج من الخارج.

 

جدل الأسعار

كثر اللغط المثار حول سعر الدجاج المستورد بعد انخفاضه مؤخرا ليرتفع مجددا، ومنذ يومين فقط بفارق 500 أوقية عن سعره العادي 1500، وفي معرض سؤالنا لبعض باعة الدجاج قالوا إنه قد ارتفع في السوق بعد انخفاضه، ويقولون أن الأمر يقرره الكبار من السماسرة والمستوردين وهم تبعا لهم فإن انخفض سعره في السوق ينخفض عندهم، وقد حملت جهات مدنية مسؤولية رفع الأسعار للوزارة الوصية، غير أن مصادر أخرى تحدثت عن احتمال وجود مرض في الدجاج المغربي كان السبب وراء انخفاض الدجاج نتيجة لمخاوف لدى المربين من إفلاس قد تتعرض له حظائرهم.

فهل سيعي باعة الدجاج في موريتانيا هذه المخاوف ويبادرون بتأمين السوق من سيل المستوردات المشكوك في صلاحيتها للاستهلاك ؟ أم أن الجهات المعنية ستتراجع عن تراخيها في الصرامة المطلوبة من أجل رقابة دائمة لمصادر غذاء المواطنين ؟!

مركز الصحراء