جريدة البعث الموريتاني :" فتشوا عن فرنسا خلف القلاقل الإفريقية!!"

سبت, 2016-11-12 13:41

حديث رئيس الوزراء الفرنسي ، مانيل فالس، في قناة فرنس 24 ،و زيارة وزير الدفاع الفرنسي للغابون يؤكدان أن الدول الغربية عموما ، و فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية، بوجه خاص، تتخذ سياسة "الكيل بمكيالين" نهجا ثابتا في تعاملها مع قضايا الشعوب ،.فكل قضية منها تخضع لمقاربة القرب و البعد من المصالح الفرنسية و الأمريكية . وحتى لا نبتعد كثيرا وراء الأمثلة الكثيرة على هذا النهج للسياسة الخارجية لكل من هذين البلدين ، دعونا نقتصر على فرنسا في تعاطيها مع الشأن الإفريقي . ففرنسا التي تزعم أنها رائدة الحريات و أصل في حقوق الإنسان و مهبط معاني الثورة على قهر الإنسان ، لا تجد حرجا في دعم الانقلابات العسكرية على الدساتير المدنية للشعوب الإفريقية حين يكون ذلك مفيدا للمصالح الفرنسية ، أو حين يكون الانقلابيون يفتقرون للشرعية الداخلية في بلدانهم ، أو ليس لهم سند شعبي  فيلجأون إلى فرنسا التي تمدهم بأسباب الدعم الخفي مقابل ارتمائهم بأوطانهم ثقافيا و اقتصاديا في الأحضان الفرنسية . أما حين يكون النظام السياسي ، في دولة من الدول الإفريقية الدائرة في حوزة النفوذ الفرنسي، يعمل من أجل شعبه و يوظف موارد بلده لتنميته ، ويقاوم تدابير النهب الدولية لثروات وطنه ، فإنه يواجه بشتى المؤامرات و يتعرض لكل أساليب التشويه و الشيطنة . و من يتابع الخطوات الفرنسية ، هذه الأيام ، لعملية الالتفاف التي قامت بها عائلة بونغو و رهطها على دستور البلاد ، بتغييره حتى يتلاءم مع نزوات علي بونغو و عطشه للسلطة ، من يتابع ذلك يعرف أن فرنسا تجيد النفاق السياسي و تحظى بخبرة عميقة في تخريب الشعوب الإفريقية و العبث بمصائرها .في مقابلة له في قناة افرانس 24 ،قال رئيس الوزراء الفرنسي ، فيما يتعلق بإعادة بونغو للحكم ، في انتهاك فاضح لأبسط قواعد الديمقراطية ، قال ما معناه إن فرنسا تحبذ الحوار و الجلوس على طاولة النقاش(...) و أنها لا ترى في أسلوب المواجهات فائدة للشعب الغابوني .ترى ، هل كانت فرنسا لتكون على هذه الدرجة من الوداعة و الحرص على السلم الوطني في دولة من الدول لو أن شخصا آخر قام بما قام به بونغو الابن ، وليس حليفا لفرنسا ؟!. إنها فرنسا "الديمقراطية " التي تتقن الدوس على الديمقراطية لصالح تعزيز قبضة الديكتاتورية للأنظمة العائلية ، بمجرد التأكد من ولائها لفرنسا و "لقيمها". إن حديث رئيس الوزراء الفرنسي ، هذا ، يذكرنا، في موريتانيا، بأول رد فعل لفرنسا على الانقلاب على الرئيس المدني المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله : أنما يهم فرنسا هو استقرار موريتانيا .فكان ذلك إيذانا على دعم فرنسا للانقلاب العسكري على الديمقراطية و على دستور الشعب الموريتاني ، مثلما تعتبر مواقفها في الغابون اليوم إعطاء للضوء الأخضر لأبالسة بونغو ، ولغيره ، للدوس على دساتير شعوبهم .. ففتشوا إذن عن فرنسا وراء كل القلاقل والانقلابات العسكرية والدستورية في الدول الإفريقية .

 

إيران تواصل نشر ألغامها المذهبية في موريتانيا !!

يتحدث المواطنون الأبرياء في موريتانيا على أنه من الملاحظ منذ ما يزيد قليلا على السنة وجود حركة لسيولة نقدية غير اعتيادية يتداولها بعض الناس في البلاد ، الذين ليس لهم دخل أصلا و خاصة في أوساط النساء و بعض المواطنين العاديين . و الذي لفت الانتباه إلى هذه الظاهرة هو أن هذه الحركة ليست مرتبطة بنشاط تجاري معروف لأصحابها أولا ، وثانيا لأنها موجودة في أيدي أناس عاديين ، وثالثا أن هؤلاء "الميسورين الجدد" يفتحون منازل كبيرة و ينفقون نفقات يومية باهظة على أطباق الأكل المفتوحة لعموم الزائرين .كذلك، فإن هؤلاء الميسورين لا يبرحون منازلهم إلا قليلا ، كأنهم مفرغون لاستقبال المواطنين لطرح مشاكلهم الخاصة . فهناك من يطرح مشكلة علاجه خارج البلاد ، وهناك من يطرح تمويل مشروع صغير له أو لأحد أبنائه ، وهناك من يطرح شراء سيارة أو بقرات أو شياه .واللافت أيضا أن هذه المنازل باتت قبلة يرتادها المواطنون بصورة متواترة . وفي الآونة الأخيرة ، ظهر من بين الميسورين الجدد – الذين يتحدث الناس"عن سخائهم" – سيدات كشفن عن هويتهن المذهبية الصفوية ، من خلال تدوينات على صفحاتهن يشتمن فيها صحابة النبي (ص) و يعبرن فيها عن إعجابهن البالغ بإيران و ولائهن لقيادتها ، و أنها تمثل خلاص الأمة مما هي فيه من ضيق . و من المؤكد أن المخابرات الإيرانية تعمل بجد و نفس طويل في الأوساط الشعبية الموريتانية ، و أنها تستغل الوضعية الاقتصادية و الاجتماعية البائسة لهذه الأوساط ، كما تستغل جهلها بالدين و بعدها عن مدى تأثير القوى المناوئة للشعوبية الإيرانية .كما أن قسما من هذه القوى يعمل بحسب التوجيهات الرسمية ، التي تعرف مدا و جزرا في موضوع إيران .كما أن قسما آخر من هذه القوى يعمل تبعا لنفس طائفي مقيت و متعصب يجلب من السلبيات أكثر مما يأتي به من الإيجابيات و تنقصه الإرادة و الحزم و الاستقلالية للاستمرار في مقاومة التلغيم المذهبي الإيراني ، الذي تعتمده إيران أسلوبا ناجعا و فتاكا لتدمير المجتمعات العربية ، بالتنسيق مع حملة أخرى تقوم بها القوى الغربية ضد العرب ، ترتكز على إثارة النعرات العرقية و افتعال الصراع بين الخصوصيات الثقافية في كل قطر عربي .إن هذه الحقائق سيظل ينظر إليها ، بكل أسف ، من قبل كثير من الموريتانيين بعدم الاكتراث ، بمن فيهم المسؤولون وصناع القرار ، حتى إذا اطمأنت إيران إلى قدرة أدواتها التخريبية أشعلت أولى شرارات المذهبية لتفجر المجتمع الموريتاني ، عندها سيأخذ الموريتانيون نواصيهم و يعضون أصابعهم و يضربون كفا بكف على ما فرطوا فيه من وقت كان كافيا لتلافي فتنة في وقت كان أنسب و أسهل عليهم ، وقد فاتت الفرصة ليسيل الدم الموريتاني ، لأول مرة ،من أجل الخامنئي و دجله الذي لا يفنى .