دافع رجل الدين الصوفي اليمني الحبيب علي الجفري، الاثنين، عن مؤتمر "أهل السنة"، الذي عُقد مؤخرا في غروزني بالشيشان، وأثار جدلا واسعا، نافيا تقديم الرئيس الشيشاني اعتذارا للسعودية.

وقدم الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، الأحد، في زيارة للسعودية اعتذاره لولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن مؤتمر غروزني، مؤكدا أن السلفية وأهل الحديث مكوّن رئيس في أهل السنة والجماعة، معتذرا عن أي سوء فهم.

وتمسك الجفري في تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر" بالدفاع عن "مؤتمر غروزني" بالقول، إن "مستشار رئيس الشيشان ينفي صحة شائعة الاعتذار عن المؤتمر وينقل تأكيد سمو ولي ولي العهد على العمل لتحقيق نتائج المؤتمر".

ونشر الداعية اليمني تصريحا لآدم شهيدوف المستشار الديني لرئيس الشيشان، جاء فيه إن "رئيس الشيشان رمضان قديروف زار المملكة العربية السعودية يوم أمس بدعوة كريمة من صاحب السمو ولي ولي العهد محمد بن سلمان بن عبد العزيز".

ووفقا للتصريح، فإن قديروف لم يقدم اعتذارا عن مؤتمر الشيشان، وهو كذب محض. والصحيح الذي لا شك فيه أننا قدمنا صورة حقيقية عن مؤتمر الشيشان التي شوهت على لسان الحاقدين والتيارات المتطرفة خاصة "الإخوان المسلمين".

وكان شيخ الأزهر أحمد الطيب تبرأ، الجمعة الماضية، من إقصاء التيار السلفي من أهل السنة خلال مؤتمر "غرزوني" بالشيشان، لافتا إلى أن الأزهر بريء من البيان الختامي لهذا المؤتمر، والذي استغله البعض لإثارة الفتنة بين أهل السنة.

دعوات للجفري بالاعتذار

من جهتهم طالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الحبيب علي الجفري بمنع دخوله للسعودية في حال لم يقدم اعتذاره عن "مؤتمر غروزني"، ولاسيما بعد تبرؤ الأزهر في مصر واعتذار رئيس الشيشان، حسبما رصدت "عربي21".

وقال الأمير السعودي الدكتور خالد آل سعود في تغريدة له على  حسابه في "تويتر": "أتمنى أن يُمنع المدعو الحبيب الجفري من دخول المملكة، ما لم يعتذر عن المؤتمر المشبوه مؤتمر غروزني، وعلى إساءته للإمام محمد بن عبد الوهاب".

من جهته رد الناشط خالد بن محمد الشهري على نفي الجفري اعتذار قديروف بالقول: "مجرد مجيئه إلى السعودية اعتذار لكن متى تفهم هذا يا جفري؟! ستفهمه حين يخرج الحقد من قلبك على السلفية والوهابية".

وكتب المغرد الأردني يوسف علاونة على حسابه: "سهرتنا الليلة مع الحبيب الجفري أو مستر "G" هذا (الدعي) يهاجم (الوهابية) لمصلحة إيران لماذا؟".

بدوره غرد فهد العوهلي في تدوينة على الموضوع ذاته له قائلا: "بعد تراجع شيخ الأزهر واعتذاره، الرئيس الشيشاني يعتذر.. من بقي مع الجفري ومموليه؟!!.. لا يحيق المكر السيء إلا بأهله".

وعلق أبو فاتن مهاجما الداعية اليمني: "تظل أيها الجفري الصوفي الراقص معول هدم وتحريف لدينك ولكن تستطيع النيل من ذلك وستخسر دينك ودنياك لأن نيتك ومسيرتك باطل!".

إلى ذلك شن الحساب الإماراتي "بو حميد UAE" المعروف بقربه من سلطات بلاده، هجوما لاذعا على الجفري قائلا: "من يوالي شخص كـ الجفري شاذ عن المجتمع ويهاجم الدولة وقراراتها ولو بشكل غير مباشر عليه أن يراجع نفسه قبل أن يقول كما قالوا من قبله". 

وواصل الحساب ذاته الهجوم على الجفري بتغريدات عدة فند فيها نفي الأخير اعتذار الرئيس الشيشاني، فضلا عن إعادة نشره لتغريدات إماراتية تهاجم الجفري.

وكان قد عقد في العاصمة الشيشانية مؤتمر تحت رعاية الرئيس الشيشاني رمضان قديروف بعنوان: "من أهل السنة والجماعة"، واستمر ثلاثة أيام من 25 إلى 27 أغسطس/ آب 2016.

وأثار المؤتمر عاصفة من الانتقادات لأن الدعوة لم توجه إلى علماء السعودية أو اتحاد علماء المسلمين، كما أثار بيانه الختامي وخصوصا تعريفه لأهل السنة والجماعة حفيظة الكثير من علماء الإسلام.