عن هديل الطفلة السورية التي قتلها والدها

خميس, 2016-12-29 22:38

من دعد ديب: لم نكن نعلم أننا سنصدم بفاجعة موت هديل، الطفلة ذات الثلاثة عشر ربيعاً التي نلقاها في طريقنا إلى الجامعة وعلى أوتوستراد الحضارة في مدينة حمص السورية.
كانت تجبَر على التسول يومياً لتؤمن دخلاً للأب، الذي يتعاطى المخدرات وحبوب الهلوسة. عندما عجزت عن تأمين مبلغ الخمسة عشر ألف ليرة اليومية؛ عاجلها والدها بالضرب المبرح بالكابل الكهربائي.
لم يدر القاتل أن إغماءه الفتاة أبدية، أما الأم المرعوبة انتظرت إلى صباح اليوم التالي كي تقوم بإسعافها إلى مشفى النهضة القريب من بيتهم. ولم تجرؤ على الإفصاح عن جريمة الأب، وادعت أنها سقطت وبعد التحقيق معها عن ملابسات الحادث، انهارت واعترفت بجريمة زوجها.
هديل لم تحتمل بسنواتها الغضة، قسوة الأب، ضحية للظلم والجبروت. ضحية مجتمع تفاقمت فجائعه المتواترة حتى لم يعد يؤرقه مشاهد الطفولة المضطهدة. التي تتسول عمرها، عمرها المشلوح على الأرصفة محرومة من الدفء والحنان والعلم .
هذه الطفلة وغيرها من الأطفال الذين لا نعرفهم ولم نسمع عنهم، صفعة بوجوهنا وعار عصرنا.
قضت هديل، وذكرى الجريمة كابوس نراه في يقظتنا ومنامنا، ولكن مازال لها أخان أصغر منها، في الشوارع مجبورين على التسول يومياً. هل ينتظرون مصيرا مشابها؟
عمالة الأطفال والتسول والتشرد، أزمة في سوريا، وتوسعت حدودها بسبب الأحداث الأخيرة، كبؤرة سوداء تبتلع المزيد من الضحايا. ضحايا العنف والموت والدمار. ولكن ماذا بعد؟ ألم يمل الموت منا؟

  •