أنباء عن تطبيق النظام الفدرالي الروسي في سوريا

أحد, 2017-01-08 20:04

تفيد معطيات تدور سرا في العواصم الغربية الكبرى باحتمال تطبيق روسيا لنظامها الفيدرالي في سوريا كحل سياسي للبلاد بعد المآسي التي شهدتها خلال الخمس سنوات الأخيرة وخلفت مقتل ما يناهز ربع مليون سوري وتهجير أكثر من ستة ملايين.

وبعد الأشواط الكبيرة التي قطعها التحالف السوري – الروسي – الإيراني في الحرب السورية وتراجع المعارضة وبدء القضاء على “الدولة الإسلامية” الإرهابية، يدرك الكرملين صعوبة الاكتفاء بالحل العسكري لوحده وبالخصوص في ظل وجود جروح عميقة وسط السوريين من الصعب أن تنذمل خلال الجيل الحالي بل ستتطلب جيلين على الأقل.

ومما يزيد من صعوبة الأوضاع في سوريا هو الطابع الطائفي الذي اتخذته الحرب التي لم تعد مقتصرة فقط على مطالب الإصلاح والديمقراطية.

ويدور همس في العواصم الكبرى في الغرب ومنها باريس بفرضية قيام موسكو تطبيق نظامها الفيدرالي في سوريا. وقد كان الغرب بزعامة الولايات المتحدة وفرنسا يرمي الى تطبيق النظام الفيدرالي بدءا من الأكراد في شمال البلاد، لكن تركيا عارضت بشدة لتخوفها من أن تكون الفيدرالية مقدمة لانفصال الأكراد عن دمشق ونقل العدوى الى العراق وتركيا.

ولا يمكن استبعاد فرضية النظام الفيدرالي الروسي وتطبيقه على سوريا لأنه نظام عكس الفيدرالية أو الحكم الذاتي الغربي القائم على الديمقراطية، فهو لا يقوم على ديمقراطية حقيقية بل على إدارة مرتبطة بالكرملين.

كما أن النظام الفيدرالي الروسي المكون من 87 وحدة في البلاد يقدم مستويات من الحكم الذاتي بين البسيط مدن فيدرالية مثل سان بتسبورغ أو موسكو وأقاليم فيدرالية الى جمهوريات ذات صلاحيات مثل الشيشان وداغستان. وتعد الأقاليم الفيدرالية أو الوحدات الإدارية الفيدرالية الأنسب لسوريا لتجاوز الحرب، حسب اعتقاد خبراء روسي وغربيين.

وأصبحت سوريا بعد الحرب وكأنها أقاليم فيدرالية بسبب سيطرة الجماعات المسلحة والنظام بدعم من روسيا وإيران على مدن وأقاليم محددة. وفرضت الحرب على الأطراف المتورطة تسيير بعض المناطق السورية وكأنها أقاليم فيدرالية. وأصبحت دمشق وكأنها إقليم فيدرالي، وهو الوضع الذي تعيشه حلب حاليا وبالخصوص بعد بدء عمل الشرطة العسكرية الروسية في الإقليم وكأنه فيدرالي، كما أن إدلب التي تجمع فيها المعارضة تعيش وكأنها فيدرالية، إضافة الى المناطق الساحلية التي لم تمسها الحرب، مثلما ذكر مصدر فرنسي مقرب من دوائر صنع القرار.

بعد بدء حسمها للحرب بالأساليب العسكرية، تحولت روسيا الى صاحب كلمة الفصل في الأوضاع السورية ومنها فرض سياسي يبعد شبح الحرب مستقبلا ويسمح للمنهزمين والمنتصرين والطوائف تحس في أنها في كيانات فيدرالية لا تخضع كليا للحكومة المركزية في دمشق.

وهذا الحل في نظر المصدر نفسه لن يشكل خطرا على وحدة أراضي سوريا مستقبلا عكس تطبيق حكم ذاتي أو فيدرالية على النمط الغربي قد ينعش مطالب الانفصال. كما أنه سيجعل تركيا مطمئنة من عدم انفصال الأكراد، وقد يكون هذا من الضمانات التي تلقتها لانخراطها في حلف موسكو في الشرق الأوسط وبالخصوص بعدما أكد الكرملين أنه “لن يسمح بتغيير خريطة الشرق الأوسط”.

وهناك تخوف من رفض الحكومة السورية مدعومة من ايران و”حزب الله” هذا “الحل الفيدرالي” الذي تعتبره تقسيما فعليا للبلاد، ويبدو ان هذا الرفض هو الذي أدى الى حدوث بعض الخلافات بين ايران وروسيا في الفترة الأخيرة.

وكما أعدت روسيا التدخل العسكري في سوريا في صمت حتى فاجأت العالم، فهي تكرر اللعبة نفسها وتعد للحل السياسي بالتشاور مع الأطراف المعنية واستثناء الغرب والدول العربية مثل قطر والسعودية من الحل السياسي مهما انعقدت المؤتمرات في عواصم مثل باريس حول مستقبل الأزمة السورية.

راي اليوم