موريتانيا بين ثلاثين دولة افريقية تشارك اليوم في قمة فرنسا وافريقيا

سبت, 2017-01-14 01:47

 لن تتخلف موريتانيا عن الدورة السابعة والعشرين لقمة إفريقيا وفرنسا التي تنطلق اليوم في العاصمة المالية باماكو كما توقع مراقبون من قبل، فسيكون الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز حاضرا بين نظرائه الأفارقة المشاركين إلى جانب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في هذه القمة الرمزية.

وشاركت موريتانيا أمس في باماكو في اجتماعات وزراء الخارجية التحضيري لهذه القمة التي تنعقد في مالي البلد الذي شكل النقطة الأساسية في الملف الإفريقي لولاية أولاند الحالية والموشكة على النهاية.
ويشير برنامج المؤتمر إلى أن رؤساء الدول والحكومات سيعقدون جلسات قمتهم وراء أبواب مغلقة ليتدارسوا جدول أعمال يضم ثلاثة ملفات أساسية تخص الأمن والاقتصاد والشباب.
وبخصوص الأمن فستركز القمة على قضية الإرهاب والبحث عن طرق أنجع لمحاربته؛ ومع أن جمهورية مالي توجد في الخط الأمامي لجبهة الإرهاب فإن بلداناً أخرى بينها بوركينافاسو وكوت ديفوار تواجه هي الأخرى تهديدات الإرهاب وسبق أن تعرضت قبل أشهر لعمليات تفجير دموية. وسينظر رؤساء قمة فرنسا وإفريقيا في ملف التعاون الأمني على أساس مقررات القمم الماضية، وكانت فرنسا قد تعهدت عام 2013 بتدريب 20.000 جندي إفريقي كل عام عبر دورات تأهيل وتكوين في قواعدها المنتشرة في إفريقيا.
وتؤكد المصادر الفرنسية في القمة أن فرنسا قد وفت بالتزامها الخاصة بتدريب حصة الجنود الأفارقة المقررة سابقاً، وهي تنوي الإعلان خلال القمة الحالية عن التزامها بتدريب 25 ألف جندي أضافي كل عام. 
وتحرص الحكومة الفرنسية على أن تتركز التدريبات التي ستقررعلى تأهيل وإعداد وحدات عسكرية وأمنية متخصصة في محاربة الإرهاب وفي المراقبة. وحسب الجهات المنظمة، فستكون القمة الحالية مناسبة لوضع حصيلة عسكرية وأمنية وسياسية لعملية «سرفال» التي أطلقتها فرنسا القوة الاستعمارية السابقة في مالي يوم الحادي عشر من كانون الثاني/ يناير 2011.
وبعد أربع سنوات من هذه العملية يواصل أكثر من ألف جندي فرنسي انتشارهم في الشمال المالي ضمن عملية «برخان» التي اعتبرها الرئيس الفرنسي عند زيارته لتمبكتو في الثالث من شباط/فبراير 2013، أهم حدث في حياته السياسية.
ولن يتفاجأ الرؤساء المشاركون في هذه القمة، كون العملية العسكرية الفرنسية في الشمال المالي لم تحقق نتائجها المرجوة؛ فالجهاديون المسلحون ما زالوا يقومون بعملياتهم ضد القوات المسلحة المالية، وضد قوات حفظ السلام الأممية «المنسوسما»، وضد العسكريين الفرنسيين بشكل أقل.
فقبل انعقاد هذه القمة بيومين نفذ الإرهابيون المسلحون عملية في منطقة سيغو لقي خلالها خمسة جنود ماليين حتفهم بعد انفجار لغم تحت سيارة كانت تقلهم. وتؤكد جهات التنظيم، أن هذه القمة ستشهد مشاركة ثلاثين رئيساً إفريقياً وأكثر من ألفي مشارك.
وسيكون الملف الدبلوماسي أبرز ملفات هذه القمة لكونه يشمل موضوعات بالغة الأهمية بينها متابعة الاتفاق السياسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتطور أزمة ما بعد الانتخابات الرئاسية في غامبيا.
وسينتهز رؤساء نيجيريا وليبريا والسنغال الذين تحركوا لحل أزمة غامبيا، وجودهم في باماكو لإعادة النظر في الملف الغامبي الذي ازداد تعقيداً مع ازدياد إصرار الرئيس الغامبي يحيى جامي، على التمسك بكرسي الرئاسة.
هذا وستكون قمة باماكو فرصة لتجديد الدول افريقية المشاركة، التزامها بخصوص التنمية المستدامة ومكافحة الاحتباس الحراري التي اتخذتها خلال مؤتمر «كوب1» في باريس و«كوب2» في مراكش.

نواكشوط – «القدس العربي»