الصين الشعبية تحذر من حرب تجارية عالمية قبل تنصيب ترامب

أربعاء, 2017-01-18 18:16

حذر الرئيس الصيني شي جين بينغ الثلاثاء خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، الذي تهيمن عليه مناقشات بشأن تغير الإدارة الأمريكية، من أن اندلاع حرب تجارية جديدة لن يكون في صالح أي طرف، كما أشار إلى أن الحمائية لن تؤدي لنتيجة، في الوقت الذي قدم فيه بلاده كمؤيد عالمي للتجارة الحرة.

وقال شي جين بينغ في خطابه أمام المنتدى السنوي الذي يضم مسؤولين سياسيين واقتصاديين “الدفع لفرض إجراءات حمائية مثل حبس المرء في غرفة مظلمة .. ففي حين سنحمي أنفسنا في هذه الحالة من الرياح والأمطار، فإن الغرفة أيضا ستحرم من الضوء والهواء”.

ولم يشر الرئيس الصيني بالاسم للولايات المتحدة الأمريكية أو الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي سوف يتم تنصيبه رئيسا للبلاد الجمعة المقبلة، ولكن يبدو أن شي جين بينج كان يشير إلى معارضة ترامب لاتفاقات التجارة الحرة الدولية وخططه لمعارضة الصين فيما يتعلق بالمسائل التجارية.

أوضح الرئيس الصيني “لن يخرج أحد منتصرا من الحرب التجارية”.

يذكر انه من بين 7 نقاط تتضمنها خطة ترامب التجارية توجد 3 نقاط تتعلق بالصين. ويعتزم الرئيس الأمريكي المنتخب مواجهة سياسة تسعير العملة الصينية وإقامة دعاوى ضد بكين أمام منظمة التجارة العالمية واتخاذ إجراءات أخرى إذا لم توقف الصين ما يعتبرها ممارسات تجارية غير نزيهة.

في الوقت نفسه فإن هذه المواقف لن تمثل تحولا كاملا عن سياسات الإدارة الأمريكية الحالية التي تخوض بالفعل العديد من النزاعات التجارية أمام منظمة التجارة العالمية ضد الدعم الحكومي الصيني للعديد من الصناعات.

من ناحيته حاول مستشار للرئيس الأمريكي المنتخب تهدئة المخاوف العالمية فقال إن الإدارة الأمريكية الجديدة لا تسعى للصراع مع الصين، ولكن تريد أن تحقق الولايات المتحدة الأمريكية مزيدا من الأرباح من خلال علاقاتها التجارية مع الدولة الآسيوية العملاقة.

وقال المستشار انتوني سكاراموتشي في دافوس إن الاتفاقات التجارية الأمريكية مع عدة دولة أدت لشطب وظائف في قطاع الصناعة بأمريكا وتآكل الطبقة المتوسطة.

وقال سكاراموتشي “الولايات المتحدة والإدارة الجديدة لا تريد خوض حرب تجارية” مضيفا، “ولكنها تطلب من الصين التواصل مع أمريكا للتوصل لتطابق”.

ومع ذلك، تعهد الرئيس الصيني للمستثمرين الأجانب بأنه “سوف يعزز حماية حقوق الملكية، والقواعد الثابتة لجعل سوق الصين أكثر شفافية وأفضل تنظيما”.

وفي تلميح غير صريح لترامب، أكد الرئيس الصيني على أهمية اتفاقية باريس للحد من التغير المناخي، حيث يعتبر ترامب أن الحديث عن ظاهرة التغير المناخي غير حقيقي ويعارض سياسات الحد من استخدام مصادر الطاقة التقليدية.

وقال شي جين بينغ أمام مجموعة من كبار المديرين والسياسيين في دافوس “على جميع الموقعين الالتزام بالاتفاقية بدلا من الخروج منها، حيث أن هذه مسؤولية علينا تحملها من أجل الأجيال المستقبلية”.

وكان ترامب قد تراجع عن خطته للانسحاب من المعاهدة، ولكنه مازال قلقا بشأن التداعيات على الصناعات الأمريكية، وذلك بحسب ما ذكره في حوار مع صحيفة نيويورك تايمز في أجراه في تشرين ثان/ نوفمبر الماضي بعد انتخابه.

واعترف الرئيس الصيني في خطابه بأن العولمة أسفرت عن تفاوت الدخل، ووقوع مشاكل أخرى. وقال إنه يجب إدارة العولمة وليس الحط من شأنها.

وأضاف “ليس هناك فائدة من اتهام العولمة الاقتصادية بأنها سبب مشاكل العالم. هذا لن يحل المشاكل”.

يشارك في فاعليات المنتدى التي تستمر حتى يوم الجمعة حوالي 300 زعيم سياسي من 70 دولة وحوالي ألف رئيس شركة من مختلف دول العالم في أعمال المنتدى الذي يقام على جبال الألب في سويسرا، حيث يناقشون إلى جانب قضايا النمو الاقتصادي، ضمان وصول ثمار النمو الاقتصادي إلى مختلف طبقات المجتمع، وتزايد الاعتماد على تكنولوجيا الإنسان الآلي في مختلف الصناعات وما يمكن أن تمثله من تهديد للكثير من الوظائف.