الإصلاح محرم على هذه الوزارة؟!.

اثنين, 2017-01-30 11:15

تعيش وزارة التهذيب فتورا ملحوظا منذ زمن؛انعكس على أداءها ومحصولها؛وإن كان لا بدّ من ذكر مجهود لها؛ علّه يزيد من بهاء وجهها؛فلن تجد لها غير مدارس الامتياز.

 

فمن يتحرك على كرسي الوزارة الآن؛ قد جاء من خارج سربها؛و يحتاج إلى أمد حتى يفهم معضلاتها؛وبخرية متمرس ليكشف له مخابئها.

 

زد على ذالك الفراغ الإداري؛ الذي يعشش في بعض إداراتها الحيوية؛كالتعليم الأساسي مثلا؛ الذي ما زال ينتظر مديره الجديد بلهف؛فغيابه وبقاءه في النعمة كأنّ عليه إقامة جبرية هناك؛زاد الطين بلّة؛وترك الإدارة في كفّ عفاريتها؛يتلاعبون بها؛ وبوثائقها.

 

أضف إلى ذالك بعض إداراتها الجهوية وفروع مفتشياتها التي قتلها الفراغ؛فأصحابها أحيلوا إلى المعاش وهم إلى الآن مازالوا في مناصبهم؛من دون تجديد تزكيتهم ؛ أو الاستغناء عن خدماتهم.

 

الذي أجزم به أنّ الإرادة السياسية العليا لهذا البلد لا تريد إصلاحا للتعليم؛ولو أرادت له ذالك فهي قادرة عليه ومن دون ريب.

 

أليست هذه الإرادة السياسية الممتنعة عن إصلاح التعليم هي نفسها الإرادة التي أوشكت على تسوية ظاهرة الأحياء العشوائية في العاصمة؛وإعلان القضاء عليها؟.

 

أليست هذه الإرادة السياسية هي نفسها التي قوّمت اعوجاج الحالة المدنية وإصلاحها من دون خوف أو تردد؛مما جابهته من لغط وشغب وإرجاف واحتجاج؟.

 

أليست هذه الإرادة السياسية هي نفسها التي فرضت وجودها في المعادلة الإقليمية؛حتى صارت المغرب ـ وما أدريك ما المغرب ـ والسنغال يعتذران عن كلام إمّعة؟.

 

لكنّ البائس سعد؛البائس هو التعليم؛هو وزارة التهذيب؛فالإرادة السياسية تهابه أو تخافه بل تريده هكذا خشية الوعي الطارد للديكتاتوريات؛فعلى القارئ أن يحكم ؛وإن كنت ميّالا إلى الأخيرة من تلك الخصال.

 

فمنذ بزوغ (رئيس العمل الإسلامي)؛وتعليمنا يكبو؛وتكبر فيه آفات جنينية من فحل قبله:

 

ـ فالقبيلية والجهوية والطائفية أمراض تفشت في تحويلات وزارة التهذيب وتعييناتها؛فالوزارة في السنوات الماضية إنجازها الوحيد يكمن في حشر سواد أعيننا في إنواكشوط واترارزه.

 

أمّا الآن ومع ضيق الوقت بدأنا نجد لها تحويلات وترقيات ليس فيها من رائحة سوى (حد أصيل افتكانت).

 

و ما أجملها من رائحة ؛لو أنّها في غير هذا الموضع؛ولا مانع أن يكون كرسي الوزير يتأفف منها؛لكنّ المفسدين يتطوعون بنشر عبقها من أجل التودد إليه.

 

ـ والآفة الثانية هي تفشي اكتتاب العقدويين في التعليم ؛من دون معيار ولا ضابط. ـ والآفة الثالثة هي تفشي الغياب و(التفريغ)؛ومن الغريب أنّ هذه الوزارة التي تئطّ ّ بالموظفين؛ما زالت محرومة من نظام التوقيع بالبصمة.

 

مما يشجّع فينا هاجسا؛يدندن فينا؛ أنّ الفساد لا يراد غيره في وزارة التهذيب؛وكلمة الإصلاح عندها لا محلّ لها من الإعراب.

 

غالي بن الصغير