موتوا بغيظكم و ليحفظ الله موريتانيا و أهلها بقلم الدكتور أحمد ولد أميسه

أربعاء, 2014-07-23 16:19

بلادي و إن جارت علي عزيزة عبارة نحن في أمس الحاجة إلي استيعاب مضمونها اليوم ، و كم هي أعز عندما تمنحنا الأمن و الأمان  و تنتشلنا  من عالم اللاشيء  لتقدمنا إلى العالم كقادة ،زعماء  ،رؤساء  ووزراء و تضعنا في مصاف علية القوم  بعد أن كنا مطاردين و مشردين  و منبوذين تلاحقنا وصمة الاستبداد  و التنكيل بأبناء الوطن الخيرين و المخلصين  خدمة لأنظمة استثنائية استبدادية أو عمالة لجهات أجنبية.   فشيء جميل أن يتفتق فينا الإحساس بالوطنية  و رائع أن تتدفق في عروقنا  دماء  المحبة و الإخلاص لهذا الوطن و لأولئك الرجال الدين ضحوا بأرواحهم و مستقبلهم من اجل هدا الوطن و من اجلنا و تقاعسوا إلى الصف الخلفي  ليقدموا لغيرهم ممن لا يستحق و على طبق من ذهب قيادة بلد كان في أمس الحاجة إلى من يقوده إلى بر الأمان  و يعبر به إلى شاطئ الازدهار و التنمية  و التقدم  و يذهب به بعيدا عن الأخطار المحدقة ،  و التي كانت تهدد كيانه  و تماسكه  ووحدته الوطنية سواء تعلق الأمر بالإرث الإنساني أو مخلفات الاسترقاق أو وضعه خارج إطاره الطبيعي  و عمقه التاريخي  الإسلامي العربي  الإفريقي  تطبيعا مع اليهود الغاصبين.    

تلك هي موريتانيا التي استفاقت بعد عقود من الفساد و الاستبداد  و ضيق الرؤية  و سوء التسيير  فقام مجموعة من أبنائها البررة بثورة أعادت الأمل  و أضاءت الطريق، لكن الزهد الزائد في السلطة  و حسن النوايا لدى البعض  و ربما الثقة الزائدة فيمن لم يكن أهلا لها جعلتهم يسلمون قيادة البلد و يجعلون مصيره في أيادي لم تكن و ربما لن تكن أمينة و لا حريصة على مصلحة هدا البلد و أهله ، فبعد سنوات الاستبداد  و الفساد و النهب  و الزبونية و المحسوبية و بعد أن أتيحت لهم الفرصة للتكفير عن كل ذلك لم يزدادوا إلا تماديا في الفساد  و بيع الوطن و مقدراته و لعل ذلك ما جعل الشعب يسحب ثقته منهم  و التي لم يكونوا أهلا لها ليمنحهم في استحقاقات 2009 نسبة لا تتجاوز الثلاثة في المائة.              

فبعد الخرجات المشبوهة في أكثر من مناسبة وامتطاء موجات الربيع العربي و المطالبة بالرحيل  مرورا بالمطالبة بالمقاطعة الفاشلة و التأكد من عدم استجابة الشعب الموريتاني الأبي لشتي دعوات ذلك السيد الذي يبدو انه لا يريد أن يفهم الدرس  و في هدا الظرف البالغ و الحساس من تاريخ امتنا العربية و الإسلامية  و الذي يصب فيه الكيان الصهيوني الغاصب  و عملائه النار على أهلنا بغزة  و ينكلون بهم اشد تنكيل يطالعنا فخامته ببيانات لا يمكن أن نرى فيها سوى محاولة يائسة لزعزعة امن و استقرار  البلد  و العصف بوحدته الوطنية و تقديم خدمة مجانية (أو مدفوعة الثمن) لأعداء هدا الوطن. شانه في دلك  شان وزيرنا المحترم صاحب  المسار الحانوتي و الذي لا نجد الكلمات المناسبة للتعبير عنه لأنه و بلغة بسيطة  و حتى الأمس القريب كان يطبل  و يزمر  لهذا النظام ، و لم تسلم منه معارضة  و لا دولة جوار  فقد أسهب في مدح النظام  و تلميع صورته إلى حد يمكن وصفه بالتقديس و ووصف معارضيه بابشع الأوصاف فالعجب العجاب  و سبحان مغير الأحوال.    

اذن فاذا لم تستحوا يا فخامة (الرئيس) و معالي (الوزير) فاصنعوا ما شئتم  فلن تستطيعوا حجب  ضوء الشمس فالشعب الموريتاني أصبحت ذاكرته قوية و لا اعتقد انه ستنطلي عليه الأمور  و سيبقى و فيا لمن  بعث لديه الأمل في قيام دولة المؤسسات  و المواطنة الحقة  و سيبقى وفيا لمن  وقف مع الفقراء سواء من خلال دعم المواد الأساسية  أو من  خلال توزيع القطع الأرضية  و حل مشاكل الأحياء العشوائية  و سيبقى وفيا لمن  عمم  خدمات الماء و الكهرباء  وفك العزلة ، و سيبقى وفيا لمن  حل مشاكل الإرث الإنساني و أعاد المبعدين  و حارب مخلفات الاسترقاق، و سيبقى وفيا لمن  و فر الأمن  و الأمان  و بني الجيش  و امن الحدود  و سيبقى وفيا لمن  رفع اسم موريتانيا  عاليا في المحافل الدولية  و سيبقى و فيا لمن  تأهل في عهده  منتخبنا للمحليين للنهائيات الإفريقية لأول مرة في التاريخ و سيبقى وفيا لمن حارب الفساد  و سبقي شعبنا وفيا لمن يستحق الوفاء بجدارة فمن لموريتانيا غيره؟    فموتوا بغيظكم و ليحفظ الله موريتانيا وأمنها.