رسائل القصر إلى فراعنة العصور

خميس, 2017-02-09 14:31

لا يزال  كثير من المراقبين  المحنكين، رؤساء أحزاب شاخت، ومؤدلجين فاشلين ، وبعض الأقلام التي تمتهن نشر الكراهية واستدرار ريعها  من كل جائحة ومكردس، في حيرة من أمرهم، بسبب عدم تأثيرهم   في صانع القرار بالقصر الرمادي، رغم ما منح لهم من فرص ضائعة، وما حظوا به من امتيازات من قبل   جواسيس رجال أعمال كسدت بضاعتهم، ومهربي مخدرات فقدوا البوصلة وتاهوا في المنفي، لا بواكي لهم، ولا ملجأ يأوون إليه.

كان الأحمد العزيز عصيا علي فريق دار الكتاب(دار المراء)،  فغير رؤوس الفساد ومنظريه، وجرف العلم الصهيوني ومؤنسيه، وأدال عن الجمهورية الإسلامية الموريتانية، عقودا من هيمنة  عبدة الكتاب  الأحمر  والمروجين للمستعمر وثقافته، والمتاجرين بحقوق الأقليات والقوميات،

وأسس لعهد رئيس الفقراء والمحرومين والمهمشين، وأطلق الحريات الفردية والجماعية، وأصبحت الأزهار متفتقة، و أضحي بلدنا ربيعا غير محبط وبلدا آمنا  يأوي اليه الخائف والمعتر.

وظن  الموريتانيون أن الساكت عن الحق  الذي هو شيطان أخرس، سيتوب، وأن مهرب المخدرات والبضائع سيكتفي بما غل، وأن المتاجر بذمم الرهائن وبحلوان واغادوغو سيؤوب الي رشده ، لنبدأ مع طبقة سياسية شاخت، وصنوفا من  المرابين عهدا جديدا، هو عهد" الطلقاء"؟

لكن للأسف تكلم السجان  الساكت احدي وعشرين سنة، فقال مالم تقله العرب في الخمر ، ونسي أن القصر الذي تحرر ، لابقاء فيه للبطاقة البيضاء ولا للبطاقة الحمراء،  وكان المصلون يقظين في المحراب الذي

 لايقبلون أن يؤمهم فيه  من يومئ ، ويموء مواء الصفير.

خرج العزيز الأحمد علي أهل دار الندوة(البطاقة البيضاء) فقال لهم كلمة الفصل  وحذرهم من أن العهد  هو الخروج من السلطة، ووفي بالعهد والقسم الأول.

لكن غلمان الكتاب الأحمر ، وسوق المرابين تحالفوا علي تغيير وجهة النظام ، والتحكم في توجيه ساكن القصر الرمادي الجديد ، فهم  أبالسة القصور والأحكام، وكل قرار لم   يجتمعوا عليه، وكل إطار لم يزكوه ، وكل أمر  لم ينسجوه، فيجب أن يلغوه ولو بيان فاشل دبر بليل.

خرج ولم يعد من ركب السفينة الغارقة، وأتاح اتفاق داكار للجميع أن يخرج أضغانه، وأن يعبر النهر بقاربه، وقاد خطأ الحسابات رجال أفلسوا البنوك  والمؤسسات، وخانوا الأحزاب وباعوا الحركات، إلي وهم أن غثاءهم يمكن أن يخدع  الخارج من القصر للمرة الثانية زاهدا في الحكم ومعازفه و حاشيته ، فأثنوا ، وتحالفوا بحثا عن وزارة أو صفقة أو تمويل صحيفة أو ادارة مؤسسة، أوقيادة حزب... لكن الأحمد العزيز لم يقبل مهما كانت مسافة القرب منه، أن يتيح لهؤلاء  اعادة تدوير صناعة  (البوات واللبوءات) وتجارة الفساد، فعلت أصوات هؤلاء خارج السرب،

وبدأوا في تجييش ملفات  انقضت أنظمتها ، وذهب أهلها.

لم يرفع هؤلاء عقيرة (ايرا) 18 من نظام حزب الشعب ، ولم يقرأ أحدهم تعوذة(لاتلمس جنسيتي)21 سنة من نظام  الحزب الجمهوري، فلماذا يركب ترهات اللون والعرق  الآن، ويصنعون (عجل السامري) من ألوان حلي المستعمر، والمستكبر، ليجعلوا من أغلبيتنا أقلية، ومن حكامتنا

تابعا  لأسيادهم الجدد؟

قال الشعب كلماته، و تساءل المنصفون عن  سر تحالف هؤلاء مع  الحركات الصهيونية والماسونية ، والعمل مع ناشري الكراهية ضد  علماء الاسلام ، وحضارة  البيظان، ورفض غالبية الموريتانيين  بإجماع الاصطفاف معهم، ولم يقبلوا  (خديعة الرحيل المزيف) ، و لا رضوا

بأشكال( التحالفات والصحف الخردة) بين الشيوعي والشعوبي، وبين (الموالي والمعارض)، وبين( الإقطاعي والعشائري)، وبين (المحامي والضحية )..

كان ساكن القصر يملك رؤية مغايرة تماما ، لمن تخدعه الصفحات المستعارة علي الفيسبوك، ومن تنطلي عليه مكاءات سمار الليل ومحتنكي الكذب ومدمني (أم الخبائث)، ومن تجبي اليه تقارير المرابين و المشائين في دروب الظلام ، فلم يرض بحصيلة من سبقه، ولم يسلك سيرة من  خدعه الخب(بكسر الخاء) من قبل.

عرف حسيس الخداعين ، وفحيح الأفاعي ، فأبطل سحرهم ، وسكب سمهم، وأسس لانتصارات عظيمة من خلال بناء نظام يجمع بين أبناء الولد الواحد، ويؤاخي بينهم، ويلغي سحر  المرجفين في المدينة من كل  فج،ومن كل صوب.

اليوم تملك موريتانيا نجاحات دبلوماسية كبيرة ، هي ثمرة ورؤية فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، سواء في السلم  والأمن، أو في رئاسة العمل الإفريقي والعربي المشترك ، أو في حل الأزمات الإقليمية ، أو في تشكيل قوة لحماية دول الساحل،  وقيادة مبادرات  لإنقاذ  الأشقاء من ويلات النزاعات العبثية،   وعمل الجماعات الإرهابية.

اليوم تحوز موريتانيا بفعل العمل الدؤوب، والتنسيق الدائم بين الحكومة وفريق ديوان رئيس الجمهورية، مصداقية راسخة، سواء مع الشركاء في مجالات التنمية والتعاون ، أوالحضور في المحافل الدولية ، أو التجانس مع  الأطراف السياسية  المحاورة، أوالتفاعل مع  القطاعات الخدمية التي ترعي مصالح الساكنة في جميع أنحاء الوطن ، وتعبر اللحمة التي تجسدها الزيارات الرئاسية للولايات الداخلية ، والمتابعة الحثيثة لتنفيذ مطالب سكان الولايات المزورة عن ذلك بجلاء.

ليس هناك مجال للصراع بين الكفاءات، ولا بين الأجيال، فتلك سياسات عتيقة لمن خرج القصر والعصر معا.

أيا كان المواطنون الذين هم في مصدر القرار وتموقعاتهم السياسية و العملية ، وأيا تكن وجهات نظر المعارضين لهم ، ومهما كانت مشاربهم، فان البلد بحاجة إليهم جميعا  اليوم، لتجسيد رؤية ترفض الانصياع لناشري الكراهية، والمروجين  لنخبة  خردة ، جربت لعقود خلت،  ومارست  باستهتار كل  صنوف الفساد في الأرض ، ومحاربة القيم التليدة لشعبنا ، والدين القويم  لأمتنا.، وهرعت الي خدمة الأجنبي ومصالحه في كل المراحل والأنظمة.، ولعبت علي التناقضات العرقية والجهوية والطائفية  باحتراف.

القصر اليوم به عمري ،لايخدعه الخب، وقديما قال عمر الفاروق رضي الله عنه انه  لايخدع، ولا يخدع.، فاعذرونا ان كان خداعكم ذهب بهاءه

وسحركم حرقت مراكبه.

**  **

أخرج ابنُ قتيبة، في "عيون الأخبار"، ووكيعٌ في "أخبار القضاة" (1/348)، ومن طريقه ابنُ عساكرَ، في "تاريخ دمشق" (10/19)، وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (3/418)، من طريق ابن النقور، أربعتُهم رووه من قول إياس بن معاوية رحمه الله بلفظ "لست بخِبٍّ، والخِبُّ لا يخدعني، ولا يخدع ابنَ سيرين، ويخدع الْحَسَن، ويخدع أبا معاوية بن قرة، ويخدع عُمَرَ بْن عَبْد العزيز"، وهذا لفظ وكيع

ونسبها ابن عبد ربه لعمر رضي الله عنه في أربعة مواضع من "العقد "الفريد

والخِبُّ هو: المُخادع الغادر؛ قال في "الصحاح": "الخِبُّ: الرَّجل الخدَّاع الجُرْبُزُ، تقول منه: خَبِبْتَ يا رجُل تَخَبُّ خِبًّا، مثال عَلِمْت تعلم عِلمًا، وقد خَبَّبَ غلامي فلانٌ؛ أي خدعه" اهـ

**  **

والمعنى: لستُ بالماكر المُخادع -وحاشاه عن ذلك- ولكنَّه لا يُمكن أن يخدعه الماكِر المراوغ؛ فليس المُؤمن مُخادعًا غادرًا، كما لا يَسمح لغيره أن يغدر به

وقال ابن القيم، في كتاب "الروح": "وكان عمرُ أعقلَ من أن يُخدَع، وأورعَ من أن يَخْدَع"

وقال المغيرة بن شعبة: "ما رأيتُ أحدًا أحزَمَ من عمر؛ كان -والله- له فضلٌ يَمنعه أن يَجزع، وعقلٌ يَمنعه أن يخدع"،،

 سورة طه  حكت أن تابوت موسي، وسورة يوسف أخبرت أن بئر يوسف  أوصلا رسائل  مهمة إلي  فراعنة العصور.، فهل  يعيها

الخردة الجدد؟

 

بقلم / عبد الله المبارك [email protected]