مجتمع المعلومات والمعرفة والقرية الكونية

أربعاء, 2014-06-11 14:00

 صدر في بيروت وباريس عن منشورات ضفاف والملحقية الثقافية السعودية بباريس كتاب بعنوان: «نقد مجتمع المعلومات» لكوكبة من الباحثين، ترجمة الدكتور خالد طه الخالدي المختص في علوم الاتصال والإعلام. 
يقع الكتاب في 136 صفحة ويحتوي على تسعة دراسات، تطرق فيها أصحابها إلى موضوعات غاية في الأهمية، من ضمنها «دور المواطن في فضاء المدونات» «ضرورة تكييف الأنترنيت مع العولمة اللغوية» «المعيار كأداة للوصول إلى المعرفة على الأنترنيت»، «مجتمع الاتصال أكبر من مجتمع المعلومات». الكتاب، يعالج موضوعات حديثة وغنية بالمعلومات والاستكشافات بشأن القرية الكونية، هذا إضافة إلى ثراه بمصطلحات جديدة استطاع المترجم وجود مقابل لها باللغة العربية بشكل مميز ولافت للانتباه.
مجتمع المعرفة، أو مجتمع المعارف المشتركة، أو مجتمع الذكاء، هذا ما تناقشه الدراسات المثبتة في الكتاب، لأنها تبحث في علاقة الأنترنت والتقنيات الحديثة بالاستكشافات الجديدة، والذي يمثل «حجر الزاوية لمجتمعات المعرفة، غير أنه بالنسبة لي يرتبط بمفهوم «مجتمع المعلومات» بفكرة الابتكار التكنولوجي، وبالتالي فإن مفهوم «مجتمعات المعرفة» يتكون على بعد في التحول الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي والمؤسساتي، بالإضافة إلى منظور يكون أكثر تنوعا» كما أكد على ذلك مدير عام اليونسكو لشؤون الإعلام، الأستاذ عبد الواحد خان، لأنه يعتبر العلم محركا للتنمية وهو على علاقة بكل ميادين الحياة» والملاحظ أن المجتمعات المتقدمة تواصل هيمنتها لكونها تملك القدرة والمؤسسات التي تؤهلها على امتلاك المعرفة، لذا فإن الهوة الرقمية تعيد إنتاج حالات عدم المساوات التي كانت موجودة قبل وصول التكنولوجيا إلى المجتمع، وعليه، فإن المعرفة صارت «منذ الآن وصاعدا مصدرا للتنمية والثروة، والرفاهية الاقتصادية، وفي الوقت ذاته صارت ايضا سببا افي احداث تباينات اجتماعية»، والملاحظ أن العالم العربي في هذه الحالة يبقى ضمن الدول المتخلفة لأنه مجرد مستهلك لبعض ما ينتج خارج حدوده وليس مشاركا فيه، بينما يلاحظ ظهور فاعلين جدد على الساحة مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية وروسيا والهند، «تتعامل حاليا الدول الثلاث الأولى مع المنظمة الأولى للمعايير ( ISO) فتشكل اتحادات عالمية حول عدة مراكز معلوماتية»، والهدف من ذلك هو إنشاء شبكات خاصة بها تفرض نفسها على الساحة التقنية.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب يسلط الضوء من زوايا مختلفة على موضوع ‘مجتمع المعلومات وتنوع نوافذه، بدءا بمناقشة حيثيات تكوين مجتمع المعلومات ووصولا إلى الآفاق المستقبلية للرقمي، ومرورا بتأثير الثورة الرقمية والشبكات الاجتماعية والمدونات»، هذا ما يؤكده الدكتور طه الخالدي مترجم الكتاب القيم الذي يبين كيف تفكر الأمم المتقدمة في بناء مجتمعاتها رقميا، وفي حياة شعوبها على المدى المتوسط والبعيد لتبقى دائما السيدة توجه مصائر الشعوب، لأن العلم حسب جان بول لا فرانس – أحد المساهمين في الكتاب- «يمثل محرك التنمية، أما التكنولوجيا فهي وقود، وبدون الوقود لا يمكن أن يعمل المحرك، وعليه يسمح التقدم في مجال تقنيات الاتصال والإعلام بإحداث تغيير نوعي عن التعليم والتأهيل في الوقت الراهن».
لا شك أن العالم الافتراضي أصبح يمثل جزءا مهما من العولمة، ومن التطورات التقنية الحديثة، يل وأصبح يسير بموازاة العالم الحقيقي، وينقل الكثير من انشغالاته وهمومه، فأين العالم العربي من كل هذا؟ هذا هو السؤال المحير، لأن تعامل العالم العربي مع عالم التقنيات لا يتعدى 4 في المائة، رغم توفره على أموال طائلة، وإطارات مهمة، التحق جزء كبير منها بالغرب مجبرين لا أبطال.

القدس العربي