الصواب يدعو النواب لعدم التصويت على التعديلات الدستورية (افتتاحية)

أحد, 2017-02-26 11:11

افتتاحية الاثنين 26 فبراير 2017

( نداء الصواب)

 

دعوة السلطة إلى دورة برلمانية طارئة بغية المصادقة على ما توصل إليه حوار اكتوبر الأخير من توصيات بتغيير في بعض مواد الدستور من شأنها أن تزيد ما تعانيه البلاد من استقطاب سياسي حاد، وتضاعف من تعقيد احتمالات الوصول إلى مصالحة سياسية واجتماعية مطلوبة اليوم بقوة لتخفيف الاحتقان الداخلي وإبعاد شبح التوتر المتصاعد على كل جبهة.

فهي نتائج منبثقة عن حوار وطني مهما كان حجم وتأثير وأهمية من حضره، فقد قاطعته أطراف سياسية أخرى كثيرة ومتعددة الرؤى والمشارب تغطي مكوناتها الحزبية وتكتلاتها مختلف نقاط التموقع في خريطة التقاطبات القائمة اليوم، وتنتظم داخلها اغلب التشكيلات ذات الأثر التاريخي الدائم في الفعل السياسي الوطني، خصوصا المعارض منه، وغيابها ـ بغض النظر عن أسبابه ـ عن أي تدبير  أو نقاش عمومي من حجم تغيير الوثيقة الدستورية ستكون له نتائج بالغة السلبية على الحياة السياسية وعلى المجتمع بأكمله، خصوصا إذا تعلق الأمر بتغيير رموز وطنية تأسست عليها الدولة الحديثة، ويلزم وجوبا إن ظهرت الحاجة إلى تغييرها أن يكون الأمر بمشاركة وموافقة جميع قوى الطيف السياسي والمدني الوطني لأن تخلف أي طرف منه ـ أحرى إن كان وازنا ـ سيؤدي لا محالة إلى إخضاع تلك الرموز لتجاذبات السياسة والرؤى الحزبية ويجعلها عرضة للتغيير الدائم واللامبالاة والتتفيه والازدراء ، في الوقت الذي يفترض أن يحرص الجميع على أن تكون هذه الرموز خصوصا العلم والنشيد ، جزءا من ثوابت الشعب ومرتكزات وعيه المدني .

وهنا على النواب المجتمعين إدراك حقيقة إقليمية وعالمية معروفة وهي أن التجارب الديمقراطية التي أثبتت قدرتها على التطور وجنبت بلدانها كوارث التوتر والتمزق هي التي قامت على وعي عميق بين أطرافها بوجود مشتركات تحددها المصلحة الوطنية العليا ويراقبها رأي عام مشارك وذو فاعلية في مآلات الحياة السياسية. وهي التي كان فيها ممثلو الشعب منصتين جيدين لما يدور في الواقع حولهم بغية التفاعل الإيجابي معه خصوصا وهم يشرعون أو يمارسون رقابتهم القانونية والأخلاقية لمصلحة مجتمعهم جميعا دون استثناء ضيق،  ومصلحة استقراره وتطوير قواعد بنائه.

 

إننا في حزب الصواب نتوجه بالنداء إلى هؤلاء السادة النواب لرفض التعديلات المقترحة عليهم والدعوة بدلا من ذلك جميع الأطراف للبحث عن طريق جديد يهيئ العودة للتوافق وخلق مناخ يناقش فيه الخصوم السياسيون اختلافاتهم في القضايا الكبرى لا مناخ يهيئ فيه بعضهم شروط إقصاء بعضهم الآخر