برشلونة… من نشوة الانتصار التاريخي إلى مرارة السقوط المفاجئ!

أحد, 2017-03-19 01:39

إذا كان هناك فريق يصعب تصنيفه فهو برشلونة، الذي انتقل في غضون أربعة أيام فقط من نشوة فوزه التاريخي على نظيره باريس سان جيرمان إلى مرارة الهزيمة أمام منافس متواضع، يصارع من أجل البقاء في بطولة الدوري الأسباني.

لقد كان أسبوعا مليئا بالتناقضات بالنسبة لبرشلونة، وهو في الحقيقة أسبوع يشبه ما حدث طوال الموسم للفريق الكتالوني، إلا أن الوضع في الوقت الراهن بات مختلفا، حيث أن كل عثرة لهذا الفريق تكبده ثمنا باهظا. وأبهر برشلونة بقيادة المدرب لويس انريكي الاسبوع الماضي جماهير كرة القدم في العالم أجمع، بعد أن حقق العودة الأهم في تاريخه في دوري أبطال أوروبا. ونجح برشلونة في تعويض تأخره بأربعة أهداف في مباراة ذهاب دور الستة عشر لدوري الأبطال أمام باريس سان جيرمان بالفوز 6/1 في مباراة الإياب. وتحدث الجميع بعد تلك المباراة التاريخية عن الفريق الأسباني «العملاق»، الذي عاد من جديد لصدارة قائمة المرشحين للفوز بالبطولة الأوروبية. ووصف برشلونة آنذاك بأنه الفريق «الملحمي الدؤوب»، الذي لا يعرف معنى اليأس، رغم انتفاء حظوظه في التأهل، لقد كان فريقا سحريا في كل الجوانب. بيد أن العكس تماما هو ما حدث مساء الأحد الماضي مع سقوطه 1/2 خارج أرضه، أمام ديبورتيفو لاكورونيا، الفريق الذي تعاقد لتوه مع مدرب جديد ويصارع الهبوط في مؤخرة الجدول، قبل أن يجد طوق النجاة مع برشلونة. ولم يستطع لاعبو برشلونة إعطاء تفسيرات لهذا السقوط المفاجئ، فقد أكد لاعب مثل لويس سواريز أن الاحتفال بالفوز بمباراة سان جيرمان ليس السبب في الهزيمة، فيما أكد لويس انريكي أنه كان يدرك أن شيئا مثل هذا كان محتمل الوقوع، وقال: «توقعت أن مثل هذه الصعوبات قد تقع»، فيما ذهب سواريز لرأي مغاير، وقال: «لم تكن مباراة سان جيرمان هي السبب على الإطلاق، لقد أخذنا قسطا جيدا من الراحة واستعدنا عافيتنا». وعلى أي حال وأيا كان السبب، دفع برشلونة ثمنا باهظا لخسارته وأصبح في المركز الثاني بفارق نقطتين عن ريال مدريد المتصدر، الذي عاد للقمة مجددا، بالإضافة إلى إن لديه مباراة أخرى مؤجلة. وهكذا لم يصبح برشلونة يعتمد على نفسه فقط في الحفاظ على لقبه في الدوري الأسباني. وتجرع النادي الكتالوني على ملعب ديبورتيفو لاكورونيا الهزيمة الثالثة له هذا الموسم، حيث سبق له أن خسر أمام ألافيس وسيلتا فيغو، وهما فريقان من خارج قائمة فرق المقدمة. وربما يعاني برشلونة من نقص في الدوافع عندما يواجه منافسين ليسوا على درجة كبيرة من الأهمية. ورغم أن ديبورتيفو استحق الفوز بدون شك، عاد برشلونة للظهور بشكل باهت، وبعيدا تماما عما قدمه منذ الدقيقة الأولى أمام سان جيرمان. ومرة أخرى بدا هذا الفريق يفتقد للقدرة على التحكم في مجريات المباراة ونقل الكرة بسرعة والتصدي للكرات العالية. وبالإضافة إلى ذلك، ظهرت بشكل جلي العلامات والسمات، التي تصاحب هذا الفريق مع كل هزيمة، والتي تتمثل في عدم قدرة اللاعبين البدلاء على إحداث أي تغيير، مثل البرتغالي اندريه غوميش والتركي أردا توران، اللذين حظيا بفرصة المشاركة أمام ديبورتيفو لاكورونيا، ولكنهما ظهرا بشكل ضعيف للغاية. ومع كل ما سبق، يعتبر الأداء المتراجع للنجم ليونيل ميسي في تلك المباراة أكثر مسببات القلق في برشلونة، وهو ما حدث أيضا في مباراة باريس سان جيرمان، التي لم يتألق فيها اللاعب الأرجنتيني، حيث كان البرازيلي نيمار، الذي حصد كل عبارات الإشادة والمديح، هو من قاد الفريق إلى أهم انتصاراته التاريخية. وها هو النجم الأرجنتيني، الذي ينتظر تجديد تعاقده هذه الأيام، يخفق مرة أخرى في قيادة برشلونة في اللحظات العصيبة. وافتقد فريق لويس انريكي كثيرا لمجهود نيمار، الذي غاب عن مباراة لاكورونيا بداعي معاناته من بعض المشاكل البدنية البسيطة، حسب ما أفاد الجهاز الطبي للنادي الأسباني.