أسواق مقديشو قبيل العيد.. إزدحام ومساومات وقليل من الشراء

أحد, 2014-07-27 11:45

ما ان يبدأ الأسبوع الأخير من شهر رمضان في الصومال، حتى يسارع المواطنون في تكثيف استعداداتهم لعيد الفطر (يصادف الاثنين القادم فلكيا) وشراء المستلزمات المتعلقة بتلك المناسبة وأبرزها الملابس، وسط ارتفاع مألوف في الأسعار.

ففي سوق حمراوين، أحد أكبر أسواق العاصمة مقديشو، تزاحم المتسوقون في الأيام الأخيرة لشهر رمضان، وتهافتوا على شراء الملابس والأحذية وتجهيزات أخرى، وإن غلبت المساومة على معظم المعاملات التجارية في السوق نتيجة لارتفاع الأسعار، حسب مراسل الأناضول.

وبدت الحيرة على وجه عبد الرحمن عمر، وهو صاحب متجر للملابس بالسوق، نتيجة لزيادة الإقبال وكثرة المساومة (محاولة الحصول على حسومات من قيمة الشراء) وفشل كثير من محاولات البيع، وقال :”السوق منتعش حقا ليس بالتجارة والبيع والشراء ولكن بالمتسوقين فقط.. الكثير يساومونك ثم يتركونك”.

وأضاف عبد الرحمن: “اضطررنا أحيانا أن نبيع السلع بأقل من قيمتها؛ لأن لدينا مخزونا كبيرا ونخشى أن ينتهي العيد دون أن تُباع؛ فالسوق سوف يواجه ركودا كالعادة بعد عيد الفطر المبارك”.

وفي أروقة السوق، تغلب الشكوى؛ فالمواطنون يرون أن التجار يستغلون أيام الفرحة والمناسبة والإقبال الكبير على الشراء، ويضاعفون الأسعار لتضخيم الربح، فيما يقول التجار إن المعروض من السلع أقل من الطلب؛ ما يؤدي إلى زيادة الأسعار لإحداث التوازن في السوق، حسب أحاديث منفصلة جمعتها الأناضول.

وبأحد معارض السوق، التقطت الأناضول سيدة تبدو حائرة، ويحيط بها أولادها الست، فبادرت بالحديث معها، فأجابت “أكاد أن أعود إلى بيتي لأن سعر السوق لا يناسب بسطاء الحال.. الميسورون هم من يشترون كل متطلبات العيد المبارك”.

وأضافت، مفضلة عدم الكشف عن هويتها، “ما دبرته من أموال غطى بالكاد مستلزمات العيد لولدين فقط، أما الباقون فلا استطع أن أجلب لهم مستلزماتهم قبل حلول العيد”.

وفي محاولة للتغلب على ارتفاع الأسعار، حاول بعض الصوماليون ابتكار طرق للتحايل على الأمر، وتلبية رغبة أبنائهم في ملابس جديدة بالعيد، إذ لا يهرع المواطن أبو إسماعيل إلى السوق قبيل العيد لأن الأسعار تفوق طاقته المالية، ويظل على موقفه هذا حتى صباح يوم العيد، حيث يذهب إلى السوق ويبتاع ما يحتاجه بسعر زهيد، ومن العجب أن أبنائه يدركون طريقة والدهم فلا يطلبون ملابس حتى صباح العيد.

وقال أبو إسماعيل في حديث للأناضول: “أولادي لا يغادرون المنزل في صباح العيد حتى أحضر لهم ملابسهم، حيث أذهب وحدي إلى السوق ويناديني أصحاب المحال بصوت عال من أجل جذبي إلى سلعهم، فأتخير واحدا وأجمع ملابس أولادي بسعر زهيد”.

ولا تقتصر استعدادات الصوماليون للعيد على شراء الملابس فقط، بل أيضا تشمل شراء البسكويت والحلويات.

وفي هذا الإطار، قال مصطفى يوسف، مسؤول مخبز العين، بمقديشو، في حديث للأناضول إن “عملية إعداد وتجهيز الحلويات مازالت مستمرة رغم قرب العيد”، مضيفا أن “صناعة الحلويات في المخابز تنتعش في المناسبات فقط، فيما يقتصر العمل في الأيام العادية على صناعة الخبز وقليل من الحلويات”.

أما الشابة العشرينية، فوزية عثمان، التي تنوب عن أسرتها في ابتياع الحلويات والبسكويت، مع انشغال باقي أفراد الأخرى بأمر الملابس، على حد قولها للأناضول، ترى أن تقسيم ابتياع مستلزمات العيد على أفراد الأسرة من شأنه أن ينهي الأمر في أقل وقت ممكن رغم الازدحام الذي تشهده الأسواق.

وفيما يتعلق بأسعار الحلويات والبسكويت، قالت فوزية إن “الأسعار ليست جنونية كما في أسواق الملابس″، وتابعت: “هنا في المخابز تناسب الأسعار الميسورين وبسطاء الحال”، منوهة إلى أن الحلويات “أرخص بكثير” عن الأعياد الماضية.

ولا تخلو مائدة الصوماليون في العيد من قطعة الحلوى أو البسكويت، مع كوب القهوة، لذا تعتبر تلك المخبوزات من تقاليد الصوماليين وتأتي الملابس الجديدة بعدها في سلم الأولويات.

القدس العربي