قتلى وجرحي في تفجير لحافلات لاجلاء أهالي في بلدات سورية

سبت, 2017-04-15 23:15

ارتفعت حصيلة التفجير الانتحاري الذي استهدف السبت حافلات أهالي الفوعة وكفريا إلى 43 قتيلا، في منطقة الراشدين غرب حلب، وهي تقل خمسة آلاف شخص تم إجلاؤهم من البلدتين المواليتين للنظام. وبعد ساعات من التفجير، انطلقت خمس حافلات من كل من القافلتين ممن تم إجلاؤهم من بلدتي الفوعة وكفريا في إدلب (شمال غرب) وبلدتي مضايا والزبداني قرب دمشق.

ارتفعت حصيلة التفجير الانتحاري الذي استهدف السبت حافلات أهالي الفوعة وكفريا إلى 43 قتيلا، غالبيتهم من أهالي البلدتين المواليتين للنظام والذين تم إجلاؤهم الجمعة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الحصيلة جديدة لقتلى التفجير الانتحاري بلغت "43 قتيلا هم 38 من أهالي الفوعة وكفريا وأربعة مقاتلين من الفصائل المعارضة وخامس مجهول الهوية".

وأشار المرصد إلى أن "الخسائر البشرية إلى ارتفاع نتيجة وفاة البعض متأثرين بجروحهم فضلا عن العثور على مزيد من الجثث في مكان التفجير" في منطقة الراشدين الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة غرب مدينة حلب.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أشار في وقت سابق عن سقوط 24 قتيلا على الأقل، وعشرات الجرحى في تفجير سيارة مفخخة استهدفت منطقة الراشدين غرب حلب، تنتظر فيها منذ يوم الجمعة حافلات تقل خمسة آلاف شخص تم إجلاؤهم الجمعة، من بلدتي الفوعة وكفريا .

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس "استهدف تفجير بواسطة سيارة مفخخة منطقة تجمع حافلات بلدتي الفوعة وكفريا في منطقة الراشدين" التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة غرب حلب، ما أسفر "عن سقوط 24 قتيلا من أهالي البلدتين" المحاصرتين من قبل الفصائل الإسلامية في محافظة إدلب (شمال غرب). وأكد التلفزيون الرسمي السوري "ارتقاء شهداء وجرحى بين أهالي الفوعة وكفريا نتيجة تفجير إرهابي بسيارة مفخخة" في الراشدين.

وأفاد المرصد أن عدد القتلى مرشح للارتفاع نتيجة وجود إصابات خطيرة.

وشاهد مراسل فرانس برس في المكان جثثا متفحمة وأطفالا مرميين على الأرض وسط بقع كبيرة من الدماء وحافلات محترقة تماما.

كما نقل مشاهدته لحالة من الهلع والخوف بين الناجين من أهالي الفوعة وكفريا.

 "أهالي مدينة مضايا" يدينون التفجير

وأدان العالقون في الحافلات في منطقة الراموسة التفجير الذي استهدف أهالي الفوعة وكفريا.

وأصدروا بيانا باسم "أهالي مدينة مضايا" العالقين في الحافلات في الراموسة ناشدوا فيه "الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، والمنظمات الدولية المعنية، بتأمين الحماية اللازمة لإيصالنا نحو وجهتنا في إدلب، بعد الإحتقان الحاصل إثر التفجير الذي استهدف منطقة الراشدين".

واتهم التلفزيون الرسمي "المجموعات الإرهابية المسلحة (...) باستهداف أرتال الحافلات".

حافلات أهالي البلدات السورية الأربع تستأنف طريقها بعد التفجير 

استأنفت الحافلات التي تقل سكانا تم إجلاؤهم من أربع بلدات سورية محاصرة عصر السبت طريقها بعد توقف استمر ساعات طويلة وإثر تفجير دموي استهدف أهالي الفوعة وكفريا أثناء وجودهم غرب حلب، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس إنه بعد طول انتظار "انطلقت خمس حافلات من كل من القافلتين" اللتين تقلان آلاف الأشخاص ممن تم إجلاؤهم من بلدتي الفوعة وكفريا في إدلب (شمال غرب) وبلدتي مضايا والزبداني قرب دمشق، وذلك بعد بضع ساعات من تفجير دموي استهدف مكان تجمع حافلات الفوعة وكفريا وأودى ب43 شخصا.

 إجلاء لم يكتمل

شهدت سوريا خلال سنوات الحرب، والتي تخللها حصار الكثير من المناطق من قبل كافة أطراف النزاع، عمليات إجلاء عدة شملت عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين وخصوصا من معاقل الفصائل المعارضة.

وجرى الجمعة إجلاء 5000 شخص بينهم 1300 مقاتل موال للنظام من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في إدلب (شمال غرب) و2200 ضمنهم نحو 400 مقاتل معارض من بلدتي مضايا والزبداني قرب دمشق، بحسب المرصد.

وتأتي عملية الإجلاء هذه ضمن اتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة برعاية إيران أبرز حلفاء دمشق وقطر الداعمة للمعارضة.

وكان من المفترض أن تتوجه قافلات الفوعة وكفريا إلى مدينة حلب ومنها إلى محافظات تسيطر عليها قوات النظام، على أن تذهب حافلات مضايا والزبداني إلى محافظة إدلب، أبرز معاقل الفصائل المعارضة والجهادية.

"أن تقتلع من جذورك"

لكن بعد أكثر من 30 ساعة على وصولهم إلى منطقة الراشدين التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة غرب حلب، لا تزال قوافل الفوعة وكفريا تنتظر إكمال طريقها.

كما تنتظر حافلات مضايا والزبداني منذ أكثر من 15 ساعة في منطقة الراموسة التي تسيطر عليها قوات النظام غرب حلب أيضا.

وبحسب المرصد السوري ومصدر في الفصائل فإن التأخير ناتج عن خلاف حول عدد الذين تم إجلاؤهم من الفوعة وكفريا.

وكان من المفترض أن يتم اجلاء ثمانية آلاف شخص، بينهم ألفا مقاتل موال من الفوعة وكفريا ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، وفق المرصد السوري.

ومن المفترض بموجب الاتفاق أن يتم على مرحلتين إجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا الذين يقدر عددهم بـ16 ألف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني.

وتمت عملية الإجلاء وسط حالة من الحزن والخوف من المجهول سيطرت على هؤلاء الذي تركوا بلداتهم.

وأثناء انتظاره إلى جانب الآلاف في منطقة الراشدين، قال الطبيب البيطري جمال نايف من بلدة الفوعة لفرانس برس "إنه شعور مرعب أن تقتلع من جذورك وتخرج إلى أرض غير أرضك، وتذهب للعيش في الغربة".