موريتانيا: تنقيب عن الذهب ينتهى بالموت في صحارى قاحلة (ضحايا)

خميس, 2017-05-11 15:13

العربية نت: التنقيب عن الذهب في موريتانيا تحوّل إلى رحلة خطيرة جداً قد تنتهي بصاحبها إلى الموت، فهذه الظاهرة التي اتخذ منها العديد مهنة له أصبحت تحصد الكثير من الأرواح في الفترة الأخيرة.

ولقي أربعة عمال موريتانيون مصرعهم يوم الاثنين، وتم العثور عليهم مدفونين في صحراء موريتانيا في منطقة شمال البلاد، بالتحديد مدينة ازويرات وهي منطقة تسود فيها أعمال التنقيب عن الذهب ويعتقد أن سبب الوفاة يعود إلى العطش.

وكان التنقيب عن الذهب انتشر بين الموريتانيين منذ العام الماضي، عندما تحولت مناطق واسعة في أقصى الشمال الموريتاني إلى مقصد لمجموعات من المغامرين الباحثين عن الثراء السريع، خاصة بعد تواتر أنباء عن احتوائها على مناجم من الذهب ونجاح البعض في العثور على قطع ثمينة.

لكن هؤلاء الذين هربوا من واقع اجتماعي صعب، بحثا عن مصدر رزق قد يخاطرون بحياتهم في سبيل ذلك، ففي كل أسبوع أو أسبوعين يعلن عن موت شخص أو أكثر في هذه المنطقة الصحراوية، إما بسبب #الانهيارات_الأرضية للآبار التي يتم حفرها بحثا عن الذهب، أو بسبب سقوط الصخور على رؤوس المنقبين أو حتّى بسبب العطش و الاختناق الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة وغياب الأكسجين.

ويرى المصطفى محمد الحاج، أستاذ في علم الاقتصاد، أن "عمليات التنقيب تتم في ظروف صعبة وفي مناطق صحراوية شاسعة ذات مناخ قاس ما جعل من حوادث الموت الناتجة عن ذلك تتكرر في الفترة الأخيرة، فضلا عن الإصابة بالأمراض والأوبئة والمشاكل الصحية"، مؤكداً أن "الأشخاص المنقبين يعملون بصفة عشوائية وبطرق تقليدية من دون أدنى وسائل للحماية ما يجعلهم يواجهون مخاطر كثيرة وصعوبات قد تعصف بحياتهم وتنهي أحلامهم وآمالهم".

وقال للعربية.نت "هنا يتم البحث عن الذهب في شكل مجموعات صغيرة، كل مجموعة تقوم بحفر حفر عميقة في مكان ما، وعند عملية الحفر وبسبب الجهل بطبيعة المكان أحيانا يتعرضون لانهيار الأتربة على رؤوسهم وكذلك خطر السقوط في هذه الحفر، وفي هذا الوضع تم تسجيل عدة حالات وفاة، وكذلك بسبب اتساع المنطقة التي تنعدم فيها مظاهر الحياة، فإن أي شخص غريب لا يعرف المسالك مهدد بالضياع بين الرمال، ما يجعل رحلته تنتهي بكارثة".

وقامت وحدات الأمن الموريتانية في عدة مرات بإنقاذ الباحثين عن الذهب من الموت عطشا وجوعا بعد أن تاهوا في الصحراء، ورغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة والاحتياطات الأمنية للحد من عمليات التنقيب في هذه المنطقة والتوعية بمخاطرها إلا أنها لم تثن الحالمين بالثراء عن الذهاب إلى منطقة ازويرات.