'شعر رمضان' عادة أصيلة تطيل العمر في موريتانيا

اثنين, 2017-05-29 02:23

يستقبل الموريتانيون شهر رمضان المبارك بعادات وطقوس تختلف من منطقة إلى أخرى، ولا تزال العائلات تتمسك بها إحياء وتباركا بالشهر الفضيل.

من بين تلك العادات والطقوس حلق شعر رؤوس الأطفال خلال الأيام الأولى من رمضان ليتزامن نمو شعر رأس الطفل من جديد مع نهاية الشهر، ويسمونه “شعر رمضان”.

ويعتبر حلق شعر رؤوس الأطفال في رمضان من أقدم وأعرق العادات التي لا يزال الكثير من الموريتانيين يحافظون عليها، خاصة في الأرياف والمناطق غير الحضرية.

وتعتقد شرائح واسعة من الموريتانيين أن حلق شعر رؤوس الأطفال هدفه التبرك بالشعر الذي ينبت في الشهر المبارك، فهو يطيل العمر، على حد اعتقادها.

وقالت آمنة بنت أحمد (65 سنة) “أحرص منذ زمن بعيد على حلق شعر رؤوس أطفالي كل سنة مع بداية رمضان”.

وأضافت “ورثنا عادة حلق شعر رؤوس الأطفال في رمضان عن أجدادنا، نقوم بذلك من أجل التبرك بهذا الشهر، حيث تنمو للأطفال شعر جديدة في الشهر المبارك”.

وأوضحت أنه “كلما اقترب رمضان تتوقف العائلات عن حلاقة شعر رؤوس الأطفال في انتظار قدوم الشهر، حيث تبادر جميع العائلات بحلق شعر رؤوسهم”.

وحسب “بنت أحمد” فإن “عادة حلق شعر رؤوس الأطفال تستمر مع الأطفال كل سنة، حتى بلوغ سن الحادية عشرة أو الثانية عشرة”. ورغم أن العائلات تحرص على حلاقة شعر الأطفال، فإن بعض الكبار يحلقون شعر رؤوسهم أيضا تبركا بالشهر الكريم.

و”إذا كانت عادة حلق شعر الرأس في رمضان بدأت في التراجع شيئا فشيئا في المدن الكبيرة، إلا أن الآلاف من الأسر في هذه المدن، وبينها العاصمة نواكشوط، لا تزال تتمسك بها”، وفق الخبير الاجتماعي سيدي ولد بياده.

ويقول ولد بياده إن “الشعب الموريتاني بطبعه شعب محافظ، فهو من أكثر الشعوب محافظة على العادات والتقاليد، ولذلك لا تزال الآلاف من الأسر تتمسك بالكثير من العادات بقوة”.

ومع بداية رمضان، تكتظ محلات الحلاقة في المدن الرئيسية بالراغبين في “شعر رمضان”، أما في الأرياف والمناطق غير الحضرية، فإن المرأة تتولى بنفسها حلاقة شعر رؤوس أطفالها.

ويؤكد محمد يحيى، وهو مالك محل للحلاقة في نواكشوط، “اعتدنا أن يتوافد الكثيرون على المحل مع بداية رمضان، ثم يتوقف الإقبال حتى ليلة العيد”.

ويضيف “مع بداية الشهر تأتي العائلات بالأطفال إلى هنا لحلاقة شعر رؤوسهم، تبركا بالشهر المبارك، فالكل يريد شعر رمضان”.