«لا يدخل الجنة نمام».. كيف تتجنب النميمة في رمضان

خميس, 2017-06-15 04:55

تعرف النميمة بأنها نقل الكلام بين طرفين لغرض الإفساد. هي محرمة وأدلة تحريمها كثيرة من الكتاب والسنة. 

الغيبة والنميمة حرمتا لما فيهما من السعي بالإفساد بين الناس وإيجاد الشقاق والفوضى وخلق العداوة والحسد والكره والخصام والكذب والغدر والخديعة. النميمة لا تبطل الصيام وفق العلماء الذين إستندوا الى أحاديث عديدة ولكنها بالتأكيد تنقص من ثواب الصائم وهي قد تذهب بكل أجره أذا كثرت ما يعني أنه وكأنه لم يصم يوماً . 

الصوم هو أكبر من مجرد إمتناع عن طعام وشراب هو تهذيب للسان والروح والنفس والعقل. فكيف تتجنب النميمة في شهر رمضان المبارك ؟ 

 

ذكر نفسك بالعقاب 

قال النبي (ص) «لا يدخل الجنة نمام». النميمة من الأسباب التي توجب عذاب القبر على صاحبها. الأحاديث عديدة عن النمام وذنبه وعذاب القبر الذي ينتظره وقد حذر رسول الله من النمامين الذي يملكون وجهين ويتلونون كالحرباء فقال «تجد من شر الناس يوم القيامة، عند الله، ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه».

النميمة منتشرة على نطاق واسع لعدة أسباب ولعل أهمها جهل البعض بحرمة النميمة وبأنها من كبائر الذنوب. يضاف الى ذلك إنجرار البعض خلفها مسايرة للجلساء، والبعض الاخر يقوم بها لانهم بكل بساطة لا يحملون سواء الأحقاد والحسد. 

 

صفات النمام 

قال الله تعالى « لا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم».

وهذه هي صفات النمام فهو كثير الحلفان لانه يدرك بأن الناس يكذبونه ولا يثقون به فيحلف كي يكسب ثقتهم. 

الصفة الثانية هي أنه مهين أي لا يحترم الناس في قوله، أما الصفة الثالثة فهي أنه هماز أي الذي يهمز الناس ويعيبهم بالقول والإشارة في حضورهم أو غيابهم. الصفة الرابعة هي انه مشاء بنميم أي أنه يمشي بين الناس ويفسد بينهم .الصفة الخامس هي أنه مناع للخير عن نفسه وعن غيره. اما السادسة فهي أنه معتد أي متجاوز للحق والعدل  والصفة السابعة هي أنه أثيم يرتكب المعاصي والمحرمات أما الثامنة فهي العتل وهي صفة تجمع القسوة والفضاضة ما يجعله من الشخصيات المكروهة. التاسعة هي انه زنيم أي أنه شرير يحب أن يلحق الأذى بالآخرين ولا يسلم من شر لسانه أحد.

 

اللهم إني صائم 

يمكنك التحكم بنفسك ولكن لا يمكنك التحكم بالآخرين، فان صودف وأن وجدت نفسك في جلسة للغيبة والنميمة يمكنك محاولة تغيير الموضوع أو دفعه بإتجاه مغاير كلياً من خلال حثهم على منح الاخرين فائدة الشك أو ذكر حسنة مقابل كل سيئة يقومون بذكرها عن الاخرين. هذه المقاربة من شأنها أن تجعلهم يدركون بأنك لا تريد ان تكون جزءاً من النميمة وقد تجعلهم يصموتون. ولكن في حال لم تنفع هذه المقاربة فربما الافضل تذكيرهم باننا في شهر مبارك وعلينا ان نصون لساننا ونذكر الاخرين بالخير ولعلك تبرز لهم خطورة ما يقومون به من خلال الاحاديث والايات. 

ولكن ماذا لو كان النمام ينقل اليك كلاماً ما جعلك ولو لوهلة تصدقه. حينها عليك ان تذكر نفسك بكلام الله تعالى« يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتصُْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ». تذكر دائماً بان النمام فاسق ومفسد فلا تصدق كلمة يقولها. 

النميمة  لا  تفطر الصائم، ولكنها من المعاصي التي يجب الحذر منها واجتنابها لكونها تضعف الآجر فالنبي (ص) قال:  «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه». 

 

ماذا لو كنت أنت المبتلى بالنميمة ؟ 

في حال كنت انت المبتلى بالنميمة فعليك تذكير نفسك بهذه الامور في كل مرة تجد فيها نفسك تذكر الاخرين بالسوء. 

-أنت تعرض نفسك لغضب الله تعالى وعقابه. 

-أنت المفسد الذي حذر الله تعالى منه عباده. 

-أنت تفرط بحسناتك التي قمت بها طوال حياتك فحتى ولو كان الاخر الذي تذكره بالسوء قد الحق بك الاذى فانت حين تغتابه تظلمه وعليه فهو يأخذ من حسناتك يوم القيامة وإن فنيت حسناتك فانت تأخذ من سيئاته. وهذا أمر في غاية الأهمية لانك لا ترتكب المعاصي فحسب لكنك تخسر حسناتك وتفيده في الاخرة. 

-كن القدوة مهما كان الأمر صعباً عليك، كن الرجل الافضل الذي يتعالى عن الصغائر. 

-حاول إكتشاف السبب الذي يجعلك تغتاب هذا الشخص، هل هو الحسد، أم الكره أم بفعل عادة سيئة جعلتك تخلط بين «المحادثات الاجتماعية» والنميمة؟ 

-واجه الشخص الذي تظن بأن يتحدث عنك بالسوء أو الذي يجعلك ظنك السيء به تتحدث عنه بالسوء. حين تكون الامور واضحة فستجد بأنه لا داع «لتحليل» الامور في جلسات النميمة. 

-في كل مرة تجد فيها نفسك تغتاب أحدهم قم بوضع مبلغ مالي في صندوق أو في مكان ما ثم تصدق بهذا المال على الفقراء. 

-روض لسانك من خلال إرغام نفسك على إستغفار الله لعشرين أو خمسين مرة. 

-ضع نفسك مكان من تتحدث عنه بالسوء وتخيل مشاعرك في حال كنت أنت الشخص الذي يتم الحديث عنه.