تحية للأمن الوطني

سبت, 2017-10-21 19:52

محمد ولد سيدى عبد الله

يبدو أن بعض المسؤولين الموريتانيين، لم يحسموا أمرهم بعد بشأن تجنيب الهيئات الأمنية ورجالاتها مخاطر الاستقطاب السياسي، ليس لأنهم لا يدركون مدى خطورة ذلك بل لأنهم أحيانا يتعمدون الاضرار بالمؤسسات والأجهزة التي كونتهم وربتهم وجعلتهم منهم شيئا جديرا بالذكر وكأن لديهم حسابات مع الوطن يصرون من حين لآخر على تصفيتها.
تندرج ضمن هذا الاطار الحملات المشبوهة التي تستهدف الأجهزة الأمنية في مناسبات محددة والموجهة في مضامينها الأساسية للنيل من سمعة المدير العام للأمن الوطني الفريق محمد ولد مكت، والتي لم تعد تثير الاهتمام من حيث محتوياتها المتهافتة ولا الجهات المكشوفة التي تقف خلفها.
لقد اكتشف الجميع بسرعة، أن استهداف الفريق محمد ولد مكت لا يخرج عن إطار المجهودات المبذولة منذ فترة لتقويض سمعة البلاد وقيادتها السياسية ولإعاقة مجهوداتها التنموية، إرضاء لتعطش البعض للسلطة والتحكم في أرزاق العباد والبلاد وخدمة أجندات خارجية لا تقبل لموريتانيا أن تكون دولة مستقلة تتخذ قراراتها بكل حرية وتتولى بنفسها الدفاع عن أمنها وحوزتها الترابية.
لم يعد هناك من يجهل السياق الذي تولى فيه الفريق مهامه الحالية ولا الحالة العامة للقطاع حينها والتحديات التي كان يواجهها. كما لا أحد يجهل اليوم كيف تمكن هذا القائد خلال فترة وجيزة من رفع أهم التحديات وتحقيق نجاحات أعادت للقطاع هيبته ووضعته على الطريق السليم وعلى أهبة الاستعداد لتأدية جميع مهامه على الوجه المطلوب.
من يجهل أن أسلوب الرجل ومواهبه القيادية والخصال التي يتحلى بها، كلها أمور تضافرت لتجعل من قطاع الأمن في الوقت الراهن أحد الأمثلة الناجحة على فعالية وضوح الرؤية مع المزج بين المرونة والصرامة وبين النزاهة والشفافية، في تحقيق الأهداف الطموحة وخصوصا في التمكن من تحقيق نقلة نوعية في قطاع معين خلال فترة وجيزة.
في فترة وجيزة تم إنقاذ مستقبل قطاع الأمن من خلال توفير ما يحتاجه من مصادر بشرية ومن بنى تحتية ووسائل ضرورية لتأدية العمل، كل ذلك في ظل الاهتمام بالمحافظة على روح معنوية عالية للأفراد تدعمها عدالة القرارات وحسن التدبير وحس رفيع بالمسؤولية يستشعر الوطن ومصلحته في كل صغيرة وكبيرة ويضع نصب عينيه أمن المواطن وممتلكاته.
بالفعل تتم اكتتاب الدفعات المتتالية من المفوضين والضباط والمفتشين والوكلاء ليتم تكوينهم في أفضل الظروف، كما تم بناء وتجهيز المفوضيات وترميم وتوسيع المدرسة الوطنية للشرطة، في الوقت الذي توفرت فيه التجهيزات والامكانيات للأفراد للقيام بمهامهم وهو ما انعكس بشكل إيجابي على واقع الأمن الذي أصبح حقيقة ناصعة يعيشها المواطنون.
وفي الواقع، فإنه لا شيء مستغرب في هذه النجاحات التي حققها الفريق لمن قدر له أن يتعرف على ما يتميز به من كفاءة عالية وحس وطني رفيع ومن تفان غير محدود في العمل ورغبة في الاتقان. 
ولا غرو إن طابت صنائع ماجد *** كريم، فماء العود من حيث يعصر.