كيف أصبح رونالدو نقطة تّحول في عالم كرة القدم؟

أحد, 2017-10-29 00:29

دقائق جعلته أفضل لاعب في العالم 2017:

«القدس العربي»: كرر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إنجاز العام الماضي باحتفاظه بجائزة «The best» كأفضل لاعب في العالم من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، للمرة الثانية على التوالي والخامسة في مسيرته، ليُعادل رقم غريمه التقليدي ليونيل ميسي في عدد مرات الفوز بالجائزة ذاتها، التي يتناوب عليها هذا الثنائي منذ عقد من الزمان.

يُمكن القول بأن الشخص المتابع أو المُهتم بأخبار الكرة العالمية، كان يفهم ويُدرك جيدا قبل حتى النقاد والصحفيين أن حظوظ الدون هذه المرة كانت أقوى بكثير من ليو ونيمار، رغم أنه حتى نهاية شهر مارس/ آذار الماضي وبداية أبريل/ نيسان، لم يكن ضمن المرشحين لدخول قائمة المنافسين على الجائزة.

كيف انقلبت الآية؟

كان واضحا أنه تعامل مع الموسم بشكل اقتصادي مبالغ فيه، لدرجة التطبيق الحرفي للمقولة الشهيرة «لكل مقامٍ مقال». يكفي أنه طوال دوري مجموعات أبطال أوروبا وحتى الدور ربع النهائي، كان في سجله هدفان فقط، وفي تلك الفترة، وصل فارق الأهداف بينه وبين ليو في المسابقة الأوروبية لعشرة أهداف دفعة واحدة، والأسوأ من ذلك، أن صراع هداف الدوري الإسباني (بيتشيشي) كان قد حسمه هداف الليغا على مر العصور.
وبدون سابق إنذار، أظهر رونالدو الوجه الخارق المعروف عنه، بعودة مُذهلة تُطابق الصورة والشخصية التي رسمها لنفسه طوال العشرية الأخيرة، بدأت بهدم آليانز آرينا فوق رأس مدربه السابق كارلو أنشيلوتي، ويومها قاد فريقه للفوز بهدفين (من توقيعه الشخصي) مقابل هدف لبايرن ميونيخ في ذهاب الدور ربع النهائي، ثم أضاف «هاتريك» في مباراة الإياب و«هاتريك» آخر في أتلتيكو مدريد.

الجائزة تُريد رونالدو

في الوقت الذي بدأ يستفيق فيه الدون من سباته الشتوي العميق، كان الريال يسير بخطى ثابتة نحو معانقة الليغا بعد غياب دام خمس سنوات، والمُثير أن مدربه زين الدين زيدان كان يصر على تطبيق مبدأ المداورة، الذي استفاد منه رونالدو كثيرا، وجعله واقفا على قدميه حتى نهاية الموسم، ليقود الميرينغي لسحق يوفنتوس بنتيجة 4-1، منها ثنائية لصاروخ ماديرا، جعلته يعتلي صدارة هدافي المسابقة بفارق هدف وحيد عن ميسي، وهذا جعل الرأي العام يتغير 180 ٪ في غضون  أسابيع قليلة، فبعد تزايد مصطلح «المُنتهي» في فترة استراحة رونالدو خلال الأسابيع التي أعقبت تتويجه بنفس الجائزة في يناير/ كانون الثاني الماضي، تحولت النغمة إلى أحقيته بالفوز بالجائزة قبل 3 أو 4 أشهر من إعلان الفائز.

هل فعلاً رونالدو الأحق؟

دعونا نتفق أن الجائزة في عهد حاكم الفيفا الجديد إنفانتينو أصبحت أكثر شمولية، بعد خمس سنوات من الشراكة مع صحيفة «فرانس فوتبول» بترك الاختيار لمجموعة من الصحفيين والنقاد المُعتمدين ومعهم بعض المدربين وخبراء اللعبة، قرر الرجل السويسري تعديل النظام لتُصبح المشاركة بنسبة 25 ٪ بالتساوي بين قادة ومدربي المنتخبات العالمية بالإضافة الى تصويت الجماهير والصحفيين، في تغير جذري جديد لمعايير اختيار اللاعب الأفضل التي تتغير دوما بمرور الزمن. وإذا عُدنا بالذاكرة إلى الوراء، وتحديدا منذ اعتمدها من قبل الفيفا في بداية التسعينات وحتى عام 2004، كان التقييم يتم بناء على ما قدمه اللاعب طوال الموسم، ونتذكر الصراع التاريخي بين نيدفيد وشفيتشينكو وزيدان ورونالدينيو وتيري هنري عام 2004، وبعد فترة وجيزة تغير المعيار بناء على البطولات، وهذا ساهم في حصول فابيو كانافارو وريكاردو كاكا على الجائزة عامي 2006 و2007، وأيضا خلق جدلاً لا يُستهان به عندما اُختير ميسي كأفضل لاعب في العالم عام 2010، رغم أن الهولندي ويسلي شنايدر كان يستحق الجائزة، بناء على معيار البطولات، بعدما فاز بثلاثية مع فريقه انتر ميلان الايطالي (بينها دوري الأبطال) ووصل الى المباراة النهائية لكأس العالم.

تشكيل المعايير

وُجهت انتقادات لاذعة للفيفا و«فرانس فوتبول» (قبل الانفصال)، بتعمد تغيير المعايير حتى تذهب الجائزة لرونالدو أو ميسي لأمور تجارية بحتة، نظرا لما حدث مع شنايدر وبعده إنييستا وتشافي في سنوات مجد إسبانيا، ليأتي هداف ريال مدريد التاريخي ويفوز بالجائزة بطريقة مُختلفة تماما قد تكون نقطة تحول في عالم الساحرة المستديرة وعالم التقييم والحكم على أفضلية اللاعبين في المباريات المهمة، أو بالأحرى في الدقائق الحاسمة.
في الوقت الراهن، تبدو طريقة رونالدو هي «موضة العصر»، ومع تزايد تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في عالمنا الحقيقي، أصبحت اختيارات الأفضل تتأثر بالذوق العام، بدليل تزايد انتشار ظاهرة الفرعون محمد صلاح، الذي أنسى المصريين محمد أبو تريكة والخطيب وكل الأباطرة، وأصبح أيقونة كرة القدم بالنسبة لشعبه. الآن هناك مدرسة باسم صلاح في مسقط رأسه في محافظة الغربية، كما أن هناك من يُطالب بإطلاق اسم شارع على اسمه، والفضل لثلاث مباريات أو أربع لعبها في تصفيات المونديال، جعلت فئة ليست قليلة تحكم على مسيرته مع منتخب بلاده على أنها الأنجح في التاريخ، وأنجح من أساطير حققوا بطولات، كل هذا ولم يُحقق المُحترف العالمي ولو بطولة واحدة على مدار 2017 سواء مع المنتخب أو مع روما وليفربول.

الذوق العام يحكم

مع ذلك هناك مُطالبات بمنحه جائزة أفضل لاعب أفريقي، بفضل طريقة رونالدو الجديدة «التألق في المواعيد الكبرى»، والشيء ذاته تكرر مع بيير إيمريك أوباميانغ قبل عامين، عندما أنهى احتكار يحيى توريه على الجائزة، بدون أن يُحقق بطولة مع بوروسيا دورتموند، غير أنه مع منتخب بلاده الغابون خرج من الدور الأول لكأس أمم افريقيا 2015… وإن فاز صلاح بالجائزة الأفريقية التي لم يفز بها أي لاعب مصري من قبل سوى الخطيب منتصف الثمانينات، ستكون إعلانا رسميا جديدا على أننا في زمن اختيار الأفضل بناء على ما قدمه في الدقائق الحاسمة، أو بمعنى أدق زمن سيطرة الذوق العام وتأثير «السوشيال ميديا» على كل شيء.

سجل الفائزين بجوائز الفيفا لعام 2017

شهدت العاصمة البريطانية لندن يوم الاثنين الماضي حفل الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) لتوزيع جوائز عام 2017، والقائمة الآتية توضح الجوائز التي تم توزيعها وأسماء الفائزين بكل جائزة :
أفضل لاعب: البرتغالي كريستيانو رونالدو (ريال مدريد) 
أفضل لاعبة: الهولندية ليكه مارتينز (برشلونة الإسباني)
أفضل حارس مرمى: جانلويجي بوفون (يوفنتوس) 
أفضل مدرب: الفرنسي زين الدين زيدان (ريال مدريد) 
أفضل مدرب للكرة النسائية: الهولندية سارينا فيغمان (المنتخب الهولندي للسيدات)
جائزة بوشكاش لأفضل هدف: الفرنسي أوليفيه جيرو لأرسنال في مرمى كريستال في أول كانون الثاني/ يناير الماضي بالدوري الإنكليزي الموسم الماضي.
جائزة الروح الرياضية (اللعب النظيف) : التوغولي فرانسيس كوني
جائزة أفضل جماهير: جماهير سيلتك الاسكتلندي
تشكيل منتخب العالم لعام 2017 :
حراسة المرمى: الإيطالي جانلويجي بوفون (يوفنتوس)، والدفاع: البرازيلي داني ألفيش (يوفنتوس/ باريس سان جيرمان) والإيطالي ليوناردو بونوتشي (يوفنتوس/ ميلان) والبرازيلي مارسيلو (ريال مدريد) والإسباني سيرخيو راموس (ريال مدريد) .والوسط: الأسباني أندريس إنييستا (برشلونة) والكرواتي لوكا مودريتش (ريال مدريد) والألماني توني كروس (ريال مدريد) .والهجوم: الأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة) والبرتغالي كريستيانو رونالدو (ريال مدريد) والبرازيلي نيمار (برشلونة/ باريس سان جيرمان) .

سجل الفائزين بجائزة أفضل لاعب

1991: الألماني لوثر ماتيوس (انتر ميلان)
1992: الهولندي ماركو فان باستن (ميلان)
1993: الإيطالي روبرتو باجيو (يوفنتوس) 
1994: البرازيلي روماريو (برشلونة) 
1995: الليبيري جورج ويا (ميلان)
1996: البرازيلي رونالدو (برشلونة)
1997: البرازيلي رونالدو (برشلونة)
1998: الفرنسي زين الدين زيدان (يوفنتوس)
1999: البرازيلي ريفالدو (برشلونة) 
2000: الفرنسي زيدان (يوفنتوس) 
2001: البرتغالي لويس فيغو (ريال مدريد)
2002: البرازيلي رونالدو (ريال مدريد) 
2003: الفرنسي زيدان (ريال مدريد) 
2004: البرازيلي رونالدينيو (برشلونة) 
2005: البرازيلي رونالدينيو (برشلونة) 
2006: الإيطالي فابيو كانافارو (ريال مدريد) 
2007: البرازيلي كاكا (ميلان) 
2008: البرتغالي كريستيانو رونالدو (مانشستر يونايتد) 
2009: الأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة) 
2010: الأرجنتيني ميسي (برشلونة) 
2011: الأرجنتيني ميسي (برشلونة) 
2012: الأرجنتيني ميسي (برشلونة) 
2013: البرتغالي رونالدو (ريال مدريد) 
2014: البرتغالي رونالدو (ريال مدريد) 
2015: الأرجنتيني ميسي (برشلونة) 
2016: البرتغالي رونالدو (ريال مدريد) 
2017: البرتغالي رونالدو (ريال مدريد) 
اندمجت جائزة الكرة الذهبية التي تقدمها مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية لأفضل لاعب في العالم مع جائزة الفيفا بداية من 2010 وحتى 2015 .

سجل الفائزين بجائزة الكرة الذهبية

1956: الإنكليزي سير ستانلي ماتيوس.
1957: الأسباني ألفريدو دي ستيفانو.
1958: الفرنسي ريمون كوبا.
1959: الأسباني ألفريدو دي ستيفانو.
1960: الأسباني لويس سواريز.
1961: الإيطالي عمر سيفوري.
1962: التشيكوسلوفاكي
جوزيف ماسوبوست.
1963: حارس المرمى الروسي ليف ياشين.
1964: الاسكتلندي دينيس لو.
1965: البرتغالي إيزيبيو.
1966: الإنكليزي بوبي تشارلتون.
1967: المجري فلوريان ألبرت.
1968: الايرلندي الشمالي جورج بست.
1969: الإيطالي جاني ريفا.
1970: الألماني جيرد مولر.
1971: الهولندي يوهان كرويف.
1972: الألماني فرانز بيكنباور.
1973: الهولندي يوهان كرويف.
1974: الهولندي يوهان كرويف.
1975: الروسي أوليغ بلوخين.
1976: الألماني فرانز بيكنباور.
1977: الدنماركي ألان سيمونسن.
1978: الإنكليزي كيفن كيغان.
1979: الإنكليزي كيفن كيغان.
1980: الألماني كارل هاينز رومينيغه.
1981: الألماني كارل هاينز رومينيغه.
1982: الإيطالي باولو روسي.
1983: الفرنسي ميشيل بلاتيني.
1984: الفرنسي ميشيل بلاتيني.
1985: الفرنسي ميشيل بلاتيني.
1986: الروسي إيغور بيلانوف.
1987: الهولندي رود خوليت.
1988: الهولندي ماركو فان باستن.
1989: الهولندي ماركو فان باستن.
1990: الألماني لوثار ماتيوس.
1991: الفرنسي جان بيير بابان.
1992: الهولندي ماركو فان باستن.
1993: الإيطالي روبرتو باجيو.
1994: البلغاري هريستو ستويشكوف.
1995: الليبيري جورج ويا.
1996: الألماني ماتياس زامر.
1997: البرازيلي رونالدو.
1998: الفرنسي زين الدين زيدان.
1999: البرازيلي ريفالدو.
2000: البرتغالي لويس فيغو.
2001: الإنكليزي مايكل أوين.
2002: البرازيلي رونالدو.
2003: التشيكي بافل ندفيد.
2004: الأوكراني أندري شيفتشنكو.
2005: البرازيلي رونالدينيو.
2006: الإيطالي فابيو كانافارو.
2007: البرازيلي كاكا.
2008: البرتغالي كريستيانو رونالدو.
2009: الأرجنتيني ليونيل ميسي.
2010: الأرجنتيني ليونيل ميسي.
2011: الأرجنتيني ليونيل ميسي.
2012: الأرجنتيني ليونيل ميسي.
2013: البرتغالي كريستيانو رونالدو.
2014: البرتغالي كريستيانو رونالدو.
2015: الأرجنتيني ليونيل ميسي.
2016: البرتغالي كريستيانو رونالدو