أوبك تبدأ بحث استراتيجية الخروج من اتفاق خفض الإنتاج

خميس, 2017-12-21 20:54

كشفت مصادر مطلعة في قطاع النفط أمس أن منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) بدأت العمل على خطط لاستراتيجية الخروج من اتفاقها لخفض إنتاج النفط مع منتجين مستقلين، في علامة على أن نهاية الاتفاق تلوح في الأفق، على الأقل من الناحية النظرية.

وقال مصدران إن الأمانة العامة للمنظمة في فيينا تعمل على خطة تتضمن خيارات متعددة، ومن السابق لأوانه الآن التحدث عما ستبدو عليه تلك الخطة عند بلورتها بشكل نهائي. لكن أحد المصادر رجح “أنها استراتيجية استمرارية وليست استراتيجية خروج”.

وكانت منظمة أوبك وعدد من المنتجين المستقلين بقيادة روسيا قد توصلوا إلى هذا الاتفاق الذي حجب نحو 1.8 مليون برميل يوميا عن الأسواق المتخمة في نهاية العام الماضي وبدأ تنفيذه في بداية العام الحالي لمدة 6 أشهر ثم جرى تمديده لمدة 9 أشهر أخرى حتى نهاية مارس المقبل.

وفي نهاية شهر نوفمبر الماضي جرى تمديد الاتفاق لتسعة أشهر أخرى حتى نهاية عام 2018 لامتصاص تخمة المعروض النفطي. لكن أسواق النفط العالمية تبدو اليوم مهتمّة بشكل متزايد بكيفية خروج المنتجين من الاتفاق إذا ما تبددت التخمة.

وأدى الاتفاق إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير مقارنة بالمستويات القياسية المتدنية التي بلغتها في بداية العام الماضي حين انحدر مزيج برنت القياسي إلى نحو 27 دولارا للبرميل.

ويتحرك مزيج برنت حاليا فوق حاجز 64 دولارا للبرميل، مقتربا من أعلى مستوياته منذ أكثر من عامين، بدعم من الجهود التي تقودها أوبك. وهذا أعلى من الحد الأدنى عند 60 دولارا الذي تقول مصادر إن أوبك ترغب في رؤيته في العام المقبل.

وتؤكد معظم تصريحات وزراء الطاقة في منظمة أوبك أنه من السابق لأوانه الحديث عن استراتيجية للخروج من الاتفاق الحالي. وتقول المنظمة إن المنتجين يريدون مواصلة العمل معا بعد نهاية العام المقبل وقد يتضمن ذلك التنسيق في إدارة الإمدادات.

ورغم أن أسعار النفط حاليا في مستويات تستحسنها أوبك، فإن الهدف المنصوص عليه في اتفاق خفض الإنتاج يتمثل في خفض المخزونات في الاقتصادات المتقدمة، التي بنيت بعدما ظهرت تخمة الإمدادات في عام 2014، إلى متوسط مستوياتها في خمس سنوات.

وتظهر البيانات أن المنظمة تحرز تقدما في هذا المجال. وقد ذكرت في شهر أكتوبر الماضي أن المخزونات لدى الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تزيد بنحو 137 مليون برميل فقط على متوسطها في خمس سنوات.

وأكد وزير النفط الكويتي بخيت الرشيدي الأربعاء الماضي أن كميات المخزونات الزائدة عن المتوسط في خمس سنوات انخفضت بواقع 200 مليون برميل ومنذ سريان اتفاق خفض الإنتاج في يناير الماضي.

وربما تكون هناك حاجة لمناقشات بشأن الخروج من الاتفاق بعد انتهائه في شعر ديسمبر 2018، حيث تتوقع منظمة أوبك أن تستعيد السوق توازنها في أواخر العام المقبل.

ومن المقرر أن تعقد أوبك وحلفاؤها اجتماعهم الوزاري الكامل القادم في يونيو المقبل، والذي سيكون فرصة لاستعراض التقدم الذي تم إحرازه.

واقترحت روسيا، أكبر مساهم في خفض الإنتاج من خارج أوبك، مراجعة الاتفاق في يونيو، رغم أن روسنفت، أكبر شركة منتجة للنفط الخام في روسيا، أكدت هذا الأسبوع أن الخفض ربما يستمر في عام 2019