" حمد " ذاك الجاكم..

خميس, 2017-12-21 22:14

أحمد ذاك ألجاكم  ***  فات أكبلكم جان

يسو عاد امعاكم  ***  واسو عاد امعان

يقوم أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني هذه الأيام بجولة غرب إفريقية أغلبها محطاتها من الجوار الموريتاني، تقوده إلى كل من مالى وساحل العاج والسنغال وبوركنافاسو وغانا وغينيا.

وسبق لهذا الأمير، الذي تتصف علاقات بلاده ببلادنا اليوم بالقطيعة الدبلوماسية، أن زار موريتانيا أثناء انعقاد القمة العربية بنواكشوط 2016، وقد هلل البعض آنذاك لتلبية الأمير الدعوة لحضور القمة انطلاقا من شعور ظل يرافق الموريتانيين بعقدة عدم اهتمام الآخرين ببلدهم، إلا أن " غبطة " الموريتانيون بتلبية الدعوة من طرف الأمير وإعلانه عن حضوره للقمة، وسط تغيب زعماء عرب آخرين عنها، أفسده توقيت وطريقة مقدم الأمير، وانسحابه دقائق بعد افتتاح أعمال القمة بدون سبب، حيث من المعروف أن أي مؤتمر قمة يكون معلوما لدى ضيوفه موعد افتتاحه، ليصلوا بلد انعقاده بمدة تسمح بإقامة مراسيم استقبالهم ثم استراحتهم وحضورهم لجلسة الافتتاح..

لكن الأمير ضبط ساعته وحسب وقته، واختار الهبوط في المطار في الوقت الذي ستكون فيه أعمال القمة قد انطلقت أو هي على وشك الانطلاق، ويكون الرئيس المستضيف لها يستقبل ضيوفها عند مدخل خيمتها. أرسل الرئيس وزيره الأول لاستقبال الأمير في المطار الذي وصله في ثلاث أو أربع طائرات بشكل استعراضي غير مألوف، ومن المطار انتقل الأمير فورا لمقر انعقاد القمة لينسحب بعد أقل من ساعة من افتتاحها بدون أسباب واضحة، فأرسل الرئيس وزيره الأول أيضا لتوديعه، ليتساءل الجميع لماذا يحضر الأمير أصلا ولا يرسل من ينوبه بدل هذه " الطلة " الخاطفة؟!

أما والد الأمير فقد زار بلادنا أربع مرات، أولاهما كانت في يونيو 1998 سنتين بعد إطاحته بحكم والده ونفيه له في بريطانيا، في زيارة أعلن خلالها أنه جاء للتعرف على موريتانيا وبحث آفاق التعاون معها. وكانت زيارته الثانية في يونيو 2003 بهدف التضامن مع الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع بعد فشل المحاولة الانقلابية على نظام حكمه كما أعلن، بينما كانت زيارته الثالثة في إبريل 2008 بعد أشهر من انتخاب سيدي ولد الشيخ عبد الله رئيسا للبلاد، ونقل يومها أنه حث الرئيس على إشراك حزب إخوان موريتانيا في الحكم مقابل تكثيف الدعم المالي لموريتانيا، وهو الإجراء الذي أقدم عليه ولد الشيخ عبد الله بسرعة مفاجئة، و" طعمه " بإشراك نقيض حزب " تواصل " إيديولوجيا حزب اتحاد قوى التقدم، لكي يظهر الإجراء وكأنه رغبة منة في توسيع الشراكة السياسية مع المعارضة وليس استجابة لضغوط الأمير القطري، خاصة وأن الحزبان يشتركان في وقوفهما ضد ولد الشيخ عبد الله في شوطيه الأول والثاني، بل كان يصفه أحدهما بمرشح العسكر، ويصفه الآخر بالرئيس الضعيف..!