إعلان نواكشوط و رسالة جميل

سبت, 2017-12-23 23:30

تدوينة من صفحة السعد ولد لوليد

" و كأنه يقول لنا و للعالم فبأي حديث بعد هذا توقنون "

حضر القيادي الإسلامي الموريتاني الباركماتي البارز و المفوه رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح و التنمية الأستاذ / محمد جميل منصور بحر العام الفارط مؤتمر المراجعات الفكرية و السياسية لحركة النهضة التونسية ذات التوجهات الإسلامية .
فكان شاهدا و مستفيدا و مشاركا فاعلا في و على بداية التحولات الجذرية في النهج و طريقة التفكير و الأداء التي تجتاح تنظيمات و كيانات الجماعة الإسلامية العالمية .
وسط إكراهات و تغيرات جيوسياسية و سيسيولوجية دراماتيكية شهدتها المنطقة العربية خصوصا و الساحة الدولية عموما .
تابع الرجل أيضا عن كثب و بواسطة قنواته الموثوقة و المتواصلة مع تواصل هنا في موريتانيا إنحسار مد الجماعة الممسكة بمقاليد دفة الإدارة و الإقتصاد و الشؤون الإجتماعية على رأس حكومة الشقيقة المغربية الكبرى .
و عينه على تعثر أخر غير بعيد يعتري تنظيم الجماعة في الجزائر التي لازالت يد العسكر و أصابعها الطويلة تعبث بالمشهد السياسي هناك و ترسم له خرائط و طرق قددا على مقاسات ومعايير لم تعد بعد لصالح الجماعة بعد نتائج صناديق 1989 التي رفستها أحذية العسكر الخشنة .
في ذات الوقت كان قلبه على الحاضنات الكبرى للجماعة " مصر و تركيا و الأردن و قطر و الإمارات العربية المتحدة " حيث حدث مالم يكن في حساب الجماعة و لا في حسبان تنظيماتها و فروعها السياسية و المالية و العسكرية .
التنظيمات التي يقود الرجل بتميز و جدارة و حنكة و براعة عالية أحد أهمها في منطقة جنوب الصحراء حيث يواجه هو الآخر مابات يعرف بالموجة الإرتدادية لزلزال الربيع العربي الذي طبعه الإسلام السياسي بلونه الأخضر الذي لم يخلوا من بقعة دم هنا او هناك .
الموجات الإرتدادية نفسها التي جاءت على شكل إنقلاب عسكري في مصر على إرادة و حكم الجماعة المغلفة في صناديق الإقتراع و توجت بشلالات دم و محاكمات صورية سريعة و أحكام للردع قاسية في القاهرة و ضربات للزجر واقية في سيناء .
ليتحرك الكيان الموازي في تركيا " العلمانية التعدية الديمقراطية العادلة ؛ على رأي أردوغان " في محاولة إنقلابية إرتدادية إنفعالية أخرى ضد الجماعة التي تسلقت الحكم هناك بسلم " أتاتورك العلمانية " وأدواته العسكرتارية و نمط حكمه الغرب أطلسي . 
لتحاصر قطر : الجزيرة الإعلامية و المالية للجماعة برا و بحرا و جوا من طرف الإخوة الأعداء بهدف تجفيف روافد المدد المادي و الإعلامي و الفكري ، بأوامر و تخطيط من القوى العالمية الكبرى التي تتهمها الجماعة بأنها كانت خلف إنقلابي " مصر و تركيا " و تحييد الجماعة و تقليم أظافرها في كل من المملكة الأردنية الهاشمية و الإمارات العربية المتحدة في ترويض من نوع آخر أكثر نعومة .
هنا لم يبقى أمام ( حركة حماس ) الذراع العسكرية الضاربة للجماعة ورمحها المغروس في خاصرة الكيان الصهيوني الغاصب و الغاشم ، المحرك لمشاعر لأمة المدغدغ لشعوبها و الملامس لهواها إلا التسليم بحالة التقهقر الربيعية العربية و الإسلامية التي تنتاب الأمة هذه الأيام و الإنحناء و لو ظرفيا و إضطراريا أمام موجة " تسونامي الربيعية الإرتدادية " و تسليم السلاح و المعابر و الأنفاق و العودة الى أحضان قاهرة " مرسي و الجماعة و المرشد و دهاليز مخابراتها العسكرية بقيادة السيسي وإلى أحضان منظمة التحرير الفلسطينية .
ضمن هذه السياقات وذات الظروف جاء خطاب الرئيس محمد جميل منصور يوم أمس المحمل بماشاء له الله أن يحمل من رسائل مشبعة و مشعة و دقيقة.
إلى كل من يهمه الأمر في الداخل و الخارج لحاضر المرحلة الصعبة و إكراهاتها الثقيلة على الجماعة و لمستقبلها المحفوف بالمخاطر و التقلبات الشديدة الأثر على التنظيم في السياسة الدولية و التحالفات الإقليمية و التوازنات و التغيرات المحلية و الوطنية .
فكان إعلان نواكشوط و رسالة جميل التي أعلن عنها في الخطاب المصمم بعناية كبيرة و دقة فائقة و بصورة دقيقة و بليغة هو تعبير من الجماعة كلها .
التي كان رموزها أيضا حاضرين و شهود مباركين و ربما موقعين للإعلان و لعله كان الإعلان السياسي المعبر عن للتوجه الجديد للجماعة الإسلامية و التنظيم الكوني الملتئمة قياداته العالمية هذه الأيام في نواكشوط .
و هي القيادات نفسها التي إختارت موريتانيا و نواكشوط و سانحة مؤتمر حزب" تواصل" الإسلامي الموريتاني مكانا و فرصة لتوجيه رسالتها الجديدة إلى فروعها عبر العالم و إلى دوائر صنع القرار الدولية .
معلنة فيه حصيلة المرجعات الفكرية و السياسية و التنظيمية التي أعقبت الربيع العربي و قمة الرياض و طبيعة التحالفات المستقبلية التي يبدوا أنها بدأت من تونس و أنتهت في موريتانيا و فرضتها المرحلة .
حينما يخطب قائد متمرس محنك و مفوه مثل الرئيس الأستاذ / محمد جميل منصور أمام أركان الحركة الإسلامية الإخوانية العالمية و بحضرة أركانها الفكرية و العسكرية " كالمفكر الإسلامي الكبير " عبد الفتاح موروا و القائد العسكري خالد مشعل وشعود آخرين من قادة أحزاب و حركات سياسية و طنية و عربية و دبلوماسيين غربيين و مسلمين " قائلا : نريد أن ندخل مرحلة جديدة عنوانها أن تواصل يفتح قلبه و ذراعيه لأهلنا كلهم في الوطن نريدهم و نفرح بهم .
نقدم لهم " ( خطابا ) " يؤمن بالله ولا يكفر بالإنسان يلتزم بالوحي و لايغيب العقل يدعوا إلى الروحانية و لا يهمل المادية يغري بالمثال و يتجاهل الواقع يدعوا إلى الجد و الإستقامة و لاينسى عن اللهو و الترويح يتبني الوطنية و المحلية و لا يغفل عن الأبعاد العالمية ينادي بالإجتهاد و لا يتعدى الثوابت ينصف المرأة و لايجور على الرجل ينكر الإرهاب الممنوع و يؤيد الجهاد المشروع .
تلكم هي عصارة المرجعات الفكرية و التحولات الجذرية التي ستطبع مشهد الحركة الإسلامية العالمية و تطبع المستقبلية مع النظم و الأحكام و دوائر صنع القرار العربية و الدولية ( بدون تصرف ) . 
على لسان الخطيب محمد جميل منصور رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح و التنمية " تواصل " أصالة عن حزبه و نيابة عن التنظيم الإسلامي الدولي .
ختاما و مهما يكن لا يسعني إلا أن أبارك لأخي الرئيس محمد جميل منصور مؤتمري حزبه و حركته العالمية متمنيا لهم السداد و التوفيق في واقعيتهم و ديمقراطيته و مراجعاتهم و قراءتهم الحصيفة للأحداث و الثوابت و المتغيرات الدولية في لعبة الأمم .
و كلي فخر و إعتزاز أن تتم هذه المراجعات التاريخية التي سيكون لها مابعدها على أرض شنقيط و أن يتم الإعلان عنها في عاصمتها نواكشوط و على لسان أحد خيرة أبناء الوطن البررة و قادة فكره و رأيه .
مرة أخرى أهنئكم أخي الرئيس على النجاح الباهر في مجالكم الفكري و السياسي و التنظيمي و كل عام و أنتم بخير .