القاضى ولد إديقبي يكتب عن: توشيح غير الموشح

أربعاء, 2018-01-03 13:09

بقلم: القاضي هارون ولد إديقبي

توشيح …غير الموشح..القاضي العالم النحرير اللوذعي المتقاعد المختار تولي باه…رئيس الغرفة الجزائية بالمحكمة العليا.
لم اعد أبالي حين حذفت من قائمة التوشيح ..وانت الذي تستحق على الجمهورية والجماهير توشيحا في نهاية مسارك المضيء الزاخر بالقسط و التواضع والعلم والاخلاق و التباهي بلغة الضاد في اناقة وكبرياء…
تقاعدت في صمت يشبه صمت الجبال الراسيات وكبرياء سامقات النخيل…
درست اللغة والفقه والادب والقانون في الوالو.. وفي معهد بوتلميت الاسلامي نهلت عباب العلوم؛ وفي عراق المجد ..كنت النوى الذي اثمر القضاء و تقاليد القضاء…بعد ان تبوأت كل المقاعد والمجالس و المفاخر و خبرت كل النوازل و بكل اريحية وامانة و تجرد..
تقاعدت والجميع يعرفك بدماثة الخلق وحب الخلق والابتسامة المطبوعة على محيا و طلعة بهية…
تقاعدت بعد ان وصلت الى نيابة رئاسة المحكمة العليا…وحضرت دورات عديدة من دورات المجلس الاعلى للقضاء فشاهدت موافق رؤساء شتى من القضاء والقضاة في صمت وبكل احترافية و مهابة…
تقاعدت في صمت فوئدت تضحياتك و مواقفك مثلما وئدت احلام سدنة العدل من القضاة الجالسين المخلصين الذي لا حامي ولا محامي عنهم الا اخلاقهم و كفاءتهم و جدارتهم و هيبتهم و تواضعهم…ذنبهم الوحيد أنهم قضاة جالسون..تقاعدوا فنسيهم تاريخ التملق والتزلف وبكت عليهم محارب العدل.
لن يغيب عن خاطري ما حييت يوم دخلت طالبا جامعيا مسترقا السمع الى جلسة من جلسات الغرف المجمعة بقصر العدل العامر وانت تتلو تقريرا رصينا فذا ما زلت احفظ بعض كلماته منذ تسعينيات القرن العشرين..
ايها القاضي الفذ الذي دوى اسمه و اشتهر بين جمهور القضاء والقانون عذرا لاننا لم نقدرك بين ظهرانينا وعندما غادرت جعلناك ظهريا …
ايها الباسل الشهم حرموك خلال ممارستك…بحجة انك قاض جالس وان القاضي الجالس مستقل لا يوشح وان وشح فيكون ذلك عرفا لا قانونا عند مغادرته حيث لا يجديه التوشيح شيئا..ولا يجدي القضاة شيئا من بعده ؛ بل لان القضاء الجالس مسبة ومكان الحرمان دوما “الزر الحافي”؛ حرموك في تقاعدك حتى أصابنا الذهول…رغم انهم و شحوا من لم يصل شأوك في الرتب والمراتب القضائية…ونحن فرحون بتوشيحه لانه توشيح لنا جميعا.
ايها القاضي الشهم …سلام عليك و استاذنك في تذكير الموشحين بكسر الشين أن نظام الاوسمة الرسمية او نظام الاستحقاق الوطني انشأ بموجب للقانون رقم:118/60 بتاريخ: 13 يوليو 1960 المعدل بالأمر قانوني رقم:182\61 بتاريخ: 02 نوفمبر 1960 ؛ و القانون رقم:040\72 المطبق بموجب المرسوم رقم:191/60 ، و بموجب المرسوم رقم:185/60 بتاريخ:09/11/1960 تم تعيين أعضاء مجلس الأوسمة الوطنية تطبيقا للمادة:12.13 من القانون رقم:118\60 بتاريخ:13 يوليو1960 الانف ، وهم:
عبد الله ولد الشيخ سيديا شيخ أولاد أبييري مدير جامعة بوتلميت،
عبد الرحمن ولد بكار أمير تكانت،
عبد العزيز كان شيخ مجموعة:Irlabés-Ebiabés، و رئيس جمعية المحاربين القدماء،
احمد ولد عيده أمير آدرار ونائب برلماني،
المختار ولد خَطره شيخ قبيلة إسْواكرSouakeurs.. هكذا في نشر حرفيا في الجريدة الرسمية عدد 46 .
ثم بعد ذلك اصبح يمنحه رئيس الجمهورية وقد وشح قبل الان قضاة حكم منهم القاضي العادل إميي علما وهو ممارس وغيره، اما الان فيمنحه رئيس الدولة و ويمنح باسمه لكل من يستحق و رئيس الجمهورية هو الرئيس الاعلى للقضاء.
فلماذا تحرمون القضاة الجالسين من التشجيع المعنوي خصوصا اذا انهوا مسارهم في الزر الحافي…؟
لماذا لا توشحون الا اعضاء النيابة العامة فقط وعمال الوزارة…
لماذا لم توشحوا كتاب الضبط المتميزين الممارسين او المتقاعدين او المتوفين كالاستاذ عبد الرحمن ولد اعمر صالح وبوابة القصور المتفانين و مسيري السجون المعانين و الكناسين المواظبين، لماذا لم توشحوا القضاة الجالسين الشباب لتشجيعهم والرفع من معنوياتهم بعدما حاصرهم الحيف من كل جانب :التقدمات ؛ و الترقيات؛و التقييمات؛والتحويلات ؛التتسخيرات ؛ التكوينات، واخيرا التوشيحات.
لا توشحوهم أعربوا لهم عن قليل من التقدير والتحفيز المعنوي فقط..
لا زلت اذكر الالتفاتة التاريخية التي قام بها رئيس المحكمة العليا الاسبق القاضي الشجاع السيد ولد الغيلاني حيث هنأ بعض رؤساء المحاكم المتميزين في أدائهم العملي وهي بادرة انتهت برحيله؛ ولن انسى البادرة الراقية التي قام بها نادي القضاة الموريتانيين حين كرم وقدر القضاة المغادرين 2016.فلهم جميعا جزيل الشكر والامتنان.
أيها القاضي المختار تولي باه الفذ و شاحك اخلاقك و ذكر جميل وعبق خالد لن يتوارى لن يتلاشى لن نتناساه ما بقينا …سياتي يوم لنرد لك الجميل… وداعا فانت الخالد..مع الخالدين فقد رحلت كما رحل اخرون لم يوشحوا وبقوا خالدين انت عنوانهم وهم تفاصيل محنة الاقصاء والتهميش…
ايها الموشحون بكسر الشين اعلموا ان قضاة الحكم أولى بالتشجيع والتقدير ورفع المعنويات، وانهم يقدمون للوطن خدمة جلى و يصبرون و يصابرون ليعيش الوطن بسلام.
سلام عليك يا مختار فستاتي يوما موشحا بوسام العدل والقسط في معية المقسطين هناك عند الله في جنات الخلد “وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا”…
على النادي أن يكرم القاضي المختار تولي باه…وعلى الوزارة ان توشحه في السنة القابلة…وعلى الجميع ان يحيي القضاة الجالسين”الزر الحافي”.