للتعامل مع الاحتمال الأصعب

ثلاثاء, 2018-05-01 18:19

بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدنا

حتى لو أصر الطرف القوي على خوض غمار مأمورية ثالثة، بحجة نتيجة استفتاء الانتساب للحزب الحاكم، فهذا المسار قد لا تحله المواجهة فى الشارع أو العنف بشكل ما ، بصراحة . فتجارب اخوتنا العرب فى هذا الصددغير مشجعة إطلاقا. بل تؤكد تلك التجارب أن السلم الأهلي عندما يربط بخيار الرفض الفعلي للاستفراد بالقرار السياسي، لا يتراجع بسهولة النظام المهيمن و يذهب سدى ما هو موجود من الاستقرار . كما حصل فى اليمن و سوريا و ليبيا و غيرها من دول الربيع العربي،

للأسف . إننا فى موريتانيا نخاف انتقال العدوى و الفتنة، و لنا الحق . فالمشهد السياسي المحلي بين فسطاطين ، بين موالاة غالية أحيانا و معارضة راديكالية أحيانا أيضا .فماذا لو أصرالحاكم و أنصاره على البقاء فى السلطة و رفض الطرف الآخر و نزل للشارع ، كما هو متوقع على الأقل أو بشكل راجح ،كما يرى البعض .و تطورت الأمورالسياسية و الأمنية إلى أفق مقلق مخيف بحق على عافية الوطن و تماسكه، لا قدر الله .

أقول لا حل إلا الحوار و مجافاة العنف من طرف الجميع . فلا تحتك الجهات الرافضة سلميا بالجهات الأمنية،و فى المقابل لا يمنع أي محتج بطريقة حضارية سلمية من حقه فى التعبير عن ذلك .فاذا نجح الطرف المعارض فى إلغاء التغييرات المقترحة ، فذلك خيار لدى جمهور عريض يحسب له حسابه . وإذا نجحت الجهات المحسوبة على السلطة ، فينبغى التكيف مع ذلك ،عسى أن لا ينفرط عقد الوطن و الاستقرار . مع ان هذا كله مجرد احتمالات و إن كانت تستحق الحسبان و الاحتياط .و ربما تسير الأمور فى اتجاه تقدير الدستور حرفيا ، و عدم تجاوز العهدتين . لكن التعامل مع احتمال هذه المأمورية الثالثة المثيرة على رأي البعض ، أمر يستحق التأمل الموضوعي الهادئ ، فالحفاظ على الأوطان أهم و ٱكد . و رهان الدول الضعيفة على البقاء متماسكة بالدرجة الأولى .رغم أهمية الديمقراطية ، التى قد تأتى فى الترتيب بعد رهان الاستقرار .

و هذه مفاهيم أردت التحدث عنها بصراحة تفاديا للصدام و التوتر ، لا قدر الله . و قد لا يكون الأمثل المساس المتكرر بالدستور ، ليجعل منه مكتوبا هلاميا ، على رأي البعض . لكن الفترة السياسية الراهنة ، قد لا تكون الأمثل لامتلاك وثيقة دستورية نموذجية .و قد تسمح ظروف قادمة ، أكثر توافقا و استقرارا ببناء وثيقة دستورية ، أكثر صرامة و نموجذية و تلبية للتوجهات الديمقراطية الأمثل. فلكل فترة رهاناتها و اكراهاتها ربما .