التنصيب بين التجاذب و المصاعب

أحد, 2018-05-06 20:58

 بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

ينشغل منتسبو الحزب الحاكم بعمليات التنصيب، التى استهلت هذه الأيام ، وسط تجاذبات حزبية حادة ، خصوصا على مستوى ولاية لبراكنه . و تعانى عمليات التنصيب ، خصوصا فى الداخل من ضرورات النقل و مصاريف أخرى متنوعة . بسبب ظاهرة التسجيل عن بعد و اشتراط الحضور العيني فى سياق تشكيل الوحدات . و قد صاحب هذا التنصيب جو من التراشق الحزبي الحاد ، فى سياق التنافس على اكتساح و هيمنة طرف على حساب ٱخر .و فى هذا الصدد أستهدف البعض إعلاميا بصورة مباشرة متعمدة ، للانتصار لطرف ٱخر ، و لم يسلم حتى المدير العام للأمن من التشهير المتكرر . كما لا يستبعد أن تترك هذه المنافسة المتصاعدة ندبا ظاهرة أحيانا فى الثقة المفترضة بين أركان النظام السياسي الواحد .حملة تنصيب قد تكلف الكثير وقد تضعف البعض و ترفع ٱخرين ، مما قد يفرض تغييرات حكومية عدة بعد اكتمال عمليات التنصيب الجارى . إذن هو مشهد حزبي تنافسي ، قد يفضى إلى مشهد ٱخر أكثر تحديدا لنقاط الربح و الخسارة . هذا المشهد كله ، المفعم بالحشد ، قد يخدم الحزب ربما فى الحلبة الانتخابية المرتقبة ، لكن قد يترك آثارا سلبية تصب ربما لمصلحة ظهور كتل سياسية أخرى . إذن هي حملة سابقة لأوانها، قد توزع فيها نظريا الكعكة الانتخابية المرتقبة وترسم فيها بعض ملامح المسرح السياسي القادم . و يحتاج هذا التنصيب الجارى إلى إجراءات أمنية،تحسبا لأي توترات و نزاعات و عراك مباشر ، لحدة الخلاف أحيانا و عدم سعة الصدر لأجواء الاختلاف الحزبي العادى .إنها باختصار حملة غير رسمية، رغم حدة وقعها على مجريات الأحداث .و ما يدريك لعل النظام السياسي القائم يحضر للانتخابات القادمة ، بما فيها الرئاسيات طبعا ،و ربما يحضر للبقاء من خلال تغيير دستوري ثان بعد ارساء البرلمان المرتقب . و هو ما يفسر بعض سر التركيز على تقوية الحزب و إرساء أركانه .

أما التكهن بإعداد للحزب الحاكم ليكون مأوى للرئيس الحالي بعد ذهابه عن دفة الحكم . أظن هذا التأويل بعيد المنال.فالمؤشرات لا تدل إطلاقا على ذهاب المعني بسهولة عن عرينه الذى استولى عليه بالقوة . إن مختلف الفرقاء بحاجة لللقاء و التباحث و الحوار الحقيقي المباشر .

فالساحة السياسية اليوم فى قمة التدابر و التباعد ،و هو أمر ينذر بصعوبة تمرير أي مشروع أحادي . و الحوار لو لم يفضى للتفاهم الكامل ، فهو يقلل المخاطر و يسهل عملية العبور . النظام يريد البقاء حسب تصريحات أركانه ، طبعا بطربقة مباشرة أو غير مباشرة ،و المعارضة الراديكالية  بوجه أخص ،تريد التناوب .

هذا الاختلاف هو وجه الرهان الاصعب المخيف على موريتانيا ٢٠١٩. حتى رمضان المنتظر المبارك ،رزقنا الله و إياكم صومه و صونه ، لا يستبعد أن يتأثر بأجواء التنصيب و التجاذب الحزبي الحاد . فلنحذر حتى لا يفسد التنسيق صيامنا و قيامنا . لقد أصبح الوطن مرتهنا فى حسابات البعض لاعتبارات و طموحات ضيقة الأفق غالبا ، للإسف البالغ . فهل نعيد الحساب من أجل نمط جامع موحد ناجع .