موريتانيا: مصادرة مجمع شيعي تابع لإيران شمالي العاصمة نواكشوط

أربعاء, 2018-05-30 02:34

«القدس العربي»: وضعت ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸؤون ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ أمس يدها على ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ الشيعي الممول من الحكومة الإيرانية، والواقع في مقاطعة ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ في ﻮﻻﻳﺔ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ، في خطوة وصفت بأنها بداية يتوقع توسعها لإيقاف المد الشيعي المؤطر من إيران. 

وأصدرت الوزارة في أول إجراء من نوعه يستهدف المتعاطفين مع مذهب الشيعة، قرارا بعزل إمام المجمع وتعيين إمام آخر سني مكانه.
ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺑﻌﺜﺔ ﻣﻦ الوزارة قبل يومين ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ اﻠﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺒﻊ ﻟﺠﻤﻌﻴﺔ «ﺁﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ» الشيعية، حيث ﻓﺘﺸت محتوياته وﻣﻠﺤﻘﺎﺗﻪ تفتيشا دقيقا ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺒﻠﻎ ﺇﻣﺎﻣﻪ ﺑقرار عزله ﻣﻦ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ، ﻭأﻤﻬﻠته ﺃﺳﺒﻮﻋﺎ ﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﺳﻜﻨﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ.
ﻭﺃﻗﻴﻢ ﻤﺠﻤﻊ الإمام علي ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ في ﻨﻮﺍﻛﺸﻮﻁ بتمويل يعتقد أن مصدره إيراني، تزامنا ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺇﻋﻼﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ ﻋﻦ ﺗﺸﻴﻌﻬﻢ، ﻭبدئهم بتنظيم ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻈﻤﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ، والخروج في رحلات إلى الحوزات الشيعية في ﻠﺒﻨﺎﻥ وإﻳﺮﺍﻥ والعراق .
وحظي هذا الإجراء بمتابعة من المدونين، حيث اعتبر المدون البارز الشيخ معاذ أن لا جديد في هذا الموضوع «فهذا مسجد للشيعة كان موجودا منذ فترة ولم تكن الصلوات تقام فيه سرا وهناك السيد بكار الذي يقدم نفسه هنا وفي إيران باعتباره زعيم من سماهم شيعة موريتانيا، وقد صرح لبعض وسائل الإعلام الإيرانية عن وجود عدد كبير من المتشيعين في موريتانيا، ورغم ذلك ظلت السلطات تغض الطرف عنه وعن حسينيته، فما الذي جدّ اليوم حتى تمت مصادرة المسجد الشيعي المذكور؟ هل للأمر علاقة بالتصعيد حاليا ضد إيران في الخليج العربي؟».
وكتب المدون أحمدو يحيى معلقا على هذه الحادثة بقوله «إقدام وزارة التوجيه الإسلامي هذا اليوم بوضع يدها على مجمع الفتنة الرافضي وعزل إمام المسجد الموجود فيه، خطوة إيجابية تستحق الإشادة، وهو تصرف في الاتجاه الصحيح تأخر كثيرا ونرجو أن يتبع بخطوات تفضي إلى إغلاق بقية الأوكار ووضع حد للعابثين بعقيدة هذا الشعب المسلم». 
هذا ولم يتحدد بشكل دقيق لحد الساعة عدد الموريتانيين الملتحقين بالمذهب الشيعي في هذا البلد السني المالكي الأشعري، مع أن هناك معلومات عن تشيع بعض الشبان واتهامات لإيران بزرع المذهب الشيعي عبر سفارتها المفتوحة في نواكشوط منذ 2010.
وتجمع المصادر على أن النشاط الشيعي في موريتانيا محدود، إذ لا تعرف في موريتانيا لحد الآن نسبة محددة لعدد المتشيعين، خصوصا أن حالات التشيّع لا تزال ممارسات فردية غير معلنة بشكل جماعي.
وينتشر المذهب الشيعي حاليا في السنغال المجاورة بشكل كبير، حيث قام التجار اللبنانيون الشيعة الذين هاجروا وأقاموا في مدن داكار وكولخ وتيس في ثلاثينيات القرن الماضي، ببث الفكر الشيعي.
وقد وزع هؤلاء التجار آلاف النسخ من كتاب «نور الأبصار في سيرة آل النبي المختار» في السنغال وموريتانيا.
ويؤجج هذا الكتاب مشاعر التشيع والتعاطف من خلال عرض مهول لأحداث صفين وكربلاء وغيرها من الوقائع.
ومن روافد المد الشيعي في موريتانيا الحوزة الشيعية في السنغال المجاورة التي بدأ ظهور الشيعة فيها عام 1969م مع مجيء الزعيم الشيعي اللبناني عبد المنعم الزين للسنغال، سنة واحدة بعد زيارة قام بها لهذا البلد، المرجع الشيعي المختفي موسى الصدر.
وتؤكد مصادر قريبة من السفارة الإيرانية في موريتانيا، أن عدد عناصر الشيعة في موريتانيا لا يتجاوز 30 شخصا، فيما يؤكد قادة الشيعة الموريتانيين أنهم يحظون بمباركة آلاف الأشخاص المتشيّعين في موريتانيا.