أحتضان القمة الإفريقية.... و العطاء الدبلوماسي المستمر

اثنين, 2018-06-11 17:26

 محمد الأمين الشيخ أبي

بعد عقود من النسيان والإهمال بل وحتى القطيعة هاهي الدبلوماسية الموريتانية تعود لألقها وتميزها آخذة بزمام المبادرة حينا متدخلة لحل بعض الإشكالات والتعقيدات الموجودة بعالمينا العربي والإفريقي، ساعية في إصلاح ذات البين مجنبة بعض دول المنطقة ويلات التفكك والحروب حينا آخر.

وتظهر تجليات هذا لتألق في أنه ما إن أنهت بلادنا مأمورية ترؤسها للإتحاد الإفريقي مثبتة جدارتها بهذه الرئاسة متدخلة وبكل تجرد وحياد في أزمتي كل من ليبيا وساحل العاج ساعية في تقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع، داعية للحلول السلمية بالحوار الجاد والبناء يدعمها في ذلك المجتمع الدولي وثقلها الدبلوماسي المتميز ووزنها في القارة السمراء وموقعها الجغرافي الخاص الذي جعلها همزة وصل بين العالمين العربي والإفريقي.

دون أن ننسى أن بلادنا تدخلت في الأزمة المالية ضاغطة ومستخدمة لنفوذها على كل الأطراف حتى تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين في كيدال اشرف عليه رئيس الجمهورية وفي ظروف خاصة يعلمها الجميع ،كما استقبلت بلادنا واحتضنت كل اللاجئين الماليين بالترحيب وحسن الوفادة (مخيم امبره) مثلا.

كما جنبت دبلوماسيتنا دولة غامبيا التي كادت أن تعصف بها الخلافات السياسية من حرب أهلية طاحنة لا تحمد عقباها على المنطقة جمعاء.

ضف إلى ذلك تدخل القوات الموريتانية بجدارة حافظة للسلام وداعمة لوقف الحرب في كل من وسط إفريقيا وساحل العاج حاصدة ميداليات الشرف وحسن السيرة والسلوك على إخلاصها ووفائها بالمهام الموكلة إليها .

ولم تغض بلادنا الطرف عن مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة والهجرة السرية وكل أنواع الجرائم العابرة للحدود في محيطها الإقليمي الخاص حيث كان لها السبق في إنشاء مجموعة دو ل الساحل الخمسة التي هي فكرة موريتانية خالصة تقوم على المزاوجة بين مكافحة الإرهاب والتنمية.

أجل ، ما إن أنهت بلادنا مأمورية ترؤسها للإتحاد الإفريقي حتى أخذت زمام المبادرة وأعلنت قبولها لاحتضان قمة جامعة الدول العربية بإمكاناتها الخاصة وتحت الخيمة الموريتانية الأصيلة ، وبالفعل تحقق المنشود والتأمت القمة العربية ببلاد المليون شاعر ومثلت كل الدول بوفودها بعروس الصحراء نواكشوط التي تزينت شوارعها بألوان أعلام كل الدول العربية.

و تحت الخيمة الموريتانية خرج القادة العرب بقرارات هامة في إعلان نواكشوط كان من ضمنها إعادة الاعتبار للقضية العربية الأم التي كادت أن تختفي في القمم السابقة (القضية الفلسطينية).ودعت بلادنا كل أطراف الصراع في بعض البلدان العربية إلى الجلوس إلى طاولة الحوار شاجبة في نفس الوقت كل أنواع التدخل الأجنبي في الصراعات العربية-العربية.

لقد أثبتت بلادنا بين الرئاستين أنها جديرة بهذه الثقة باعتراف الإخوة الأفارقة والأشقاء العرب ومنظمات وهيئات المجتمع الدولي،مقدمة للعالم تجربة دبلوماسية رائعة بمزاوجتها في سنتين متتاليتين بين حمل لواء هموم وتطلعات شعوب مختلفة المشارب والتطلعات مختلفة المشاكل والصراعات،ساعية في نفس الوقت وبتجرد ونصح في حل مشاكل العالمين الإفريقي والعربي متدخلة في حدود ما يسمح لها به القانون والعرف الدوليين.

واليوم هاهي موريتانيا تعود للواجهة من جديد باحتضانها الأخوة الأفارقة في قمة الإتحاد الإفريقي هذه السنة بإمكاناتها الخاصة أيضا وتستعد نواكشوط لأن ترفرف فوق هامتها خفاقة أعلام ما يربو علي خمسين دولة إفريقية ، ويستعد كل الشعب الموريتاني لاحتضان هؤلاء الضيوف بصدر رحب وبكرم شنقيطي أصيل يمنح كل الوفود الزائرة ما تصبوا إلية من طمأنينة وراحة بال... ولا غرو إن حملت موريتانيا على عاتقها هذا الهم فهي إحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية التي تمخضت عنها فيما بعد  تسمية الإتحاد الإفريقي.

هكذا إذا تقول موريتانيا للعالم أنها عادت لمكانتها الدبلوماسية وإلى تأثيرها فيه حاملة لواء شنقيط سدنة العلم وناشري  دين الإسلام ، دين الأخوة والتسامح في ربوع قارتنا السمراء آخذة مكانتها بين مصاف الدول بدبلوماسيها  وسياستها الخارجية المتميزة وبأدوارها الطلائعية في المنطقة  دون التدخل في شؤون أي كان إلا بما يخدمه .... فهنيئا لدبلوماسيتنا وإلى الأمام يا موريتانيا الحبيبة...