مضادات الاكتئاب تهدد حياة مرضى الانسداد الرئوي المزمن

أربعاء, 2018-06-27 00:28

 الأناضول -أظهرت دراسة كندية حديثة أن تناول مضادات الاكتئاب تهدد حياة مرضى الانسداد الرئوي المزمن وتزيد من فرص دخولهم المستشفى بسبب الأعراض ذات الصلة بأمراض الرئة.

الدراسة أجراها باحثون بمستشفى سانت مايكل في كندا، ونشروا نتائجها، الثلاثاء، في دورية (European Respiratory Journal) العلمية. والانسداد الرئوي المزمن، هو أحد أمراض الرئة الخطيرة، التي تجعل التنفس صعبًا، وتزداد حالة المريض سوءًا مع مرور الوقت إذا لم يتم علاجها، وتشمل أعراضه الصفير والسعال، وضيق الصدر، وصعوبة التنفس.

وبجانب العلاجات التقليدية، عادة ما يحتاج مرضى الانسداد الرئوي المزمن إلي برامج إعادة التأهيل الرئوي التي تهدف إلى معالجة الأعراض وتحسين الأنشطة اليومية، وتتمثل في النشاط الجسدي لرفع قدرة التحمل، وطريقة التنفس لتحسين فعالية الرئتين، والتغذية الملائمة، والدعم والإرشاد. وأوضح الباحثون أنه بسبب طبيعة هذا المرض، فإن ما يزيد عن 70% ممن يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن، يعانون أيضًا من أعراض انخفاض المزاج والقلق ويلجئون لمضادات الاكتئاب.

وباستخدام قواعد البيانات الإدارية الصحية من معهد العلوم التقويمية السريرية في كندا، قام الفريق بمراقبة 28 ألفا و360 مريضا بالانسداد الرئوي المزمن، لاكتشاف تأثير مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، وهى الأدوية الأكثر شيوعًا من مضادات الاكتئاب، وتقوم بعملها على مادة كيميائية في الدماغ تسمى السيروتونين، وتشمل أدوية مثل بروزاك وزولوفت وباكسيل.

واكتشف الباحثون أن مرضى الانسداد الرئوي المزمن، الذين استخدموا هذه الفئة من مضادات الاكتئاب، زادت لديهم احتمالات الوفاة بنسبة 20%، كما زادت لديهم احتمالات دخول المستشفى بسب الأعراض المرضية بنسبة 15%، مقارنة مع أقرانهم الذين لم يتناولوا تلك الأدوية. وقال الدكتور نيكولاس فوزوريس، قائد فريق البحث لم نندهش من هذه النتائج، حيث توجد أسباب بيولوجية وراء كون مضادات الاكتئاب يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي.وأضاف أن هذه الأدوية يمكن أن تسبب النعاس، والتقيؤ، ويمكن أن تؤثر سلبًا على خلايا جهاز المناعة، وهذا يزيد من احتمال الإصابة بالعدوى، ومشاكل التنفس، وغير ذلك من المشاكل التنفسية، خاصة عند مرضى الانسداد الرئوي المزمن. وأشار إلي أن  نتائج الدراسة لا ينبغي أن تسبب الانزعاج بين من يستخدمون هذه الأدوية؛ بل تزيد من الحذر بين المرضى والأطباء، وأتمنى أن تشجع دراستنا على زيادة الوعي عند وصف هذه الأدوية ورصد الآثار الجانبية الضارة لها .

ويخطط فوزوريس لمواصلة دراسة مضادات الاكتئاب الأخرى المستخدمة لعلاج المشاكل النفسية لدى المرضى الذين يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن، لرسم صورة أكثر تكاملاً لمخاطر للآثار الجانبية لتلك الأدوية.

وكانت دراسة سابقة، ربطت بين استخدام مضادات الاكتئاب، ومضاعفة خطر تعرض كبار السن الذين يعانون من مرض الزهايمر لكسور في العظام.