متى تعلن الحكومة؟ وأية حكومة في الأفق

اثنين, 2014-08-11 17:43

سؤال على كل موقع وعلى كل لسان وجوابه الظاهر أن الحكومة الحالية بوزيرها الأول ووزرائها ووزيراتها حية ترزق وتمارس مهامها كلها وتجني امتيازاتها باستثناء واحدة هي الاستفادة من عطلة سنوية معوضة تعود الوزراء ان يستفيدوا منها على دفعتين خلال شهر أغسطس ولكنهم في الحقيقة سيستفيدون منها على اية حال فالداخلون إلي الحكومة استفادوا منها مسبقا رغم اكراهات الترقب والانتظار،

 والخارجون سيستفيدون منها أكثر ممططة لما بعد أغسطس من أشهر الله الاثني عشر.
التحليلات والتوقعات لا تتوقف واغربها تحليل يقول بأن استعجال اعلان الحكومة في أفق ما قبل الاربعاء أي قبل سفر الرئيس إلي فرنسا يعني احتفاظ الوزير الأول الحالي بمنصبه، أما تأخير تشكيلها لغاية عودة الرئيس يوم 21 أغسطس فيعني تكليف وزير أول آخر أو وزيرة أولي ينثر الرئيس كنانته السياسية ويجري الاستخارات للعثور عليها  بين 1.700000 ألف امرأة موريتانية يطمحن كلهن لتمييز إيجابي على هذا المستوى.
وقد بات من شبه المؤكد أن الحكومة تشكلت على الأقل في مخيلة الرئيس وأنها ستكون حكومة اقطاب يقودها وزراء دولة أحدها يعنى بالشباب والتكوين المهني والتشغيل والرياضة والتقنيات الجديدة بينما يعنى آخر بقضايا اللحمة الوطنية وبناء قيم المواطنة وتحقيق عدالة النفوذ إلي المرافق العمومية وتساوي فرص الولوج لكل الموريتانيين، وهنالك قطب اقتصادي وتجاري واستثماري وهنالك قطب صناعي وقطب زراعي رعوي وقطب اعلامي ثقافي ووزارء دولة ووزاء عاديون وكتاب دولة.
وتوقعت بعض المصادر أن تتلاشي قطاعات وتظهر اخرى وأن يستمر 9 من وزراء الحكومة الحالية في مناصبهم ويدخل 18 وزيرا ووزيرة في التشكلة الجديدة، وتوقعت المصادر أن تكون الحكومة تكنقراطية في قطاعاتها الفنية وسياسية في قطاعات اخرى وأن تتضمن تمثيلا لبعض أحزاب الأغلبية.
لكن اسئلة اخرى بدأت تطرح في أوساط الرأي العام حول ما ذا بعد الحكومة؟ وما هو أفق التجاذبات السياسية؟ وما هي ملامح الولاية الثانية؟ وما ذا يميزها عن الأولي؟ وهل موريتانيا مقدمة على حوار سياسي يفضي لإعادة النيابيات والبلديات وتوضيب المشهد السياسي وتقوية الجبهة الداخلية انسجاما مع تطلعات حكمائها وقادة رايها السياسيين ومع توجهات أصدقائها في التنمية؟ أم هي مستمرة على نفس الوتيرة التي انتجت الانتخابات الماضية؟
في جميع الأحوال ليست الحكومة إلا أداة لتنفيذ سياسة معينة فهل وجدت تلك السياسة لكي توجد الحكومة؟ ام إننا أمام حالة فعل سياسي ينتج الأداة والوسيلة في نفس الوقت؟

                                     محمد عبد الله محمدو
[email protected]           أو على          https://www.facebook.com/dedehmed