تحرك لروحاني يحيل إلى أزمة صناعة طائرات انتونوف في إيران

ثلاثاء, 2014-08-12 10:02

 امر الرئيس الايراني حسن روحاني بوقف كافة رحلات طائرات انتونوف-140 المصنعة في ايران وذلك بعد تحطم طائرة من هذا النوع صباح الاحد بطهران ما اوقع 39 قتيلا وتسعة جرحى بحسب حصيلة جديدة.

واوردت وكالة ايرنا "طلب الرئيس من وزير النقل تقريرا كاملا وفي الانتظار امر بوقف كافة رحلات هذا النوع من الطائرات واحترام قواعد السلامة في جميع الرحلات الجوية".

ويقول مراقبون إن تحرك روحاني ودفعه باتجاه التحقيق في هذا الحادث يكشف عن عمق الأزمة التي تعاني منها صناعة هذا النوع من الطائرات في إيران.

وتحطمت طائرة انتونوف-140 ايرانية الصنع بترخيص اوكراني صباح الأحد بعيد اقلاعها من مطار مهراباد.

وتملك ايران تسع طائرات-140 من صنع محلي قبل الحادث.

وتحطمت الطائرة في منطقة صناعية مخصصة للعسكريين. وبالكاد تفادى الطيار بنايات وسوقا كان فيه عشرات الأشخاص للتسوق.

ولقي تسعة وثلاثون شخصا مصرعهم الاحد لدى تحطم الطائرة فأضيفت بذلك كارثة جديدة الى الكوارث الجوية التي حصلت في الاشهر الاخيرة في العالم.

وكانت الطائرة التي تمتلكها شركة ايرانية تقوم برحلة داخلية بين طهران ومدينة طبس.

وقد تحطمت عند الساعة 9.18 (4.48 تغ) في حي ازادي السكني المخصص للعسكريين وعائلاتهم ويبعد نحو خمسة كيلومترات عن المطار.

وقال نائب وزير النقل احمد مجيدي انه "كان هناك اربعون راكبا وطاقم مكون من ثمانية افراد على متن الطائرة التابعة لشركة سيباهان (...) وبعض الركاب نقلوا الى المستشفى".

وقال علي رضا جانغيريان رئيس منظمة الطيران المدني في تصريحات نقلتها وكالة فارس ان "الطائرة تحطمت على اشجار ولا ضحايا على الارض".

وتجنب الطيار بصعوبة المباني وسوقا مكتظة، قبل ان تتحطم الطائرة وتصطدم بجدار اسمنتي لثكنة سلاح الجو.

ونقلت وكالة فارس عن شاهد عيان "انه مشهد رهيب.. ذيل الطائرة سقط على الطريق وسقطت الطائرة على بعد 500 متر عن سوق، لو سقطت فوقها لسببت موت عدد كبير من الاشخاص".

وبث التلفزيون الرسمي صورا للطائرة المتفحمة، مع اجزاء متناثرة في الضواحي.

وقال شاهد للتلفزيون "كانت مارا على متن دراجة نارية وسمعت ضجيجا صاخبا ورائي. وعندما نظرت، رأيت طائرة متجهة صوبي.. ألقيت بنفسي على الارض واصطدمت الطائرة بجدار اسمنتي".

واضاف "انا جندي. ومع اشخاص آخرين، هرعنا لإنقاذ الركاب لكن حصل انفجاران او ثلاثة انفجارات، واندلعت ألسنة النار".

واكد مسؤول في الطيران المدني نقلت وكالة الانباء الايرانية ايضا تصريحاته ان الطائرة من نوع انتونوف 140، وهي نموذج مصنوع برخصة في ايران.

وفي 2009، تحطم النموذج الاول لهذه الطائرة في اصفهان، بينما كانت تقوم برحلة تجريبية. لكن انتونوف 140 تستخدم منذ ذلك الحين للرحلات الداخلية.

وقد وقع آخر حادث جوي كبير في ايران في كانون الثاني/يناير 2011 عندما تحطمت طائرة مدنية في شمال البلاد ولقي 80 شخصا مصرعهم.

وتمنع العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والبلدان الاوروبية ايران من شراء قطع غيار او طائرات غربية لتجديد اسطولها المدني المتهالك.

لكن الدول الغربية وافقت في اطار الاتفاق النووي المعقود بين ايران والدول العظمى لمجموعة 5+1، على بيع ايران قطع غيار لاسطولها الجوي.

وتضم هذه المجموعة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا، ويطبق الاتفاق منذ كانون الثاني/يناير 2014.

ولتأمين رحلاتها الداخلية، عمدت ايران الى صنع طاِئرات على النموذج الروسي او الاوكراني، ولاسيما انتونوف 140.

وذكر التلفزيون الرسمي ان ايران تمتلك تسع طائرات انتونوف 140 احداها تلك التي تحطمت في طهران.

ومنذ بداية 2014، تعرض النقل الجوي المدني لخمس كوارث اسفرت عن اكثر من 750 قتيلا، وخصوصا تحطم طائرة للخطوط الجوية الماليزية فوق اوكرانيا وطائرة الخطوط الجزائرية في الساحل، وكلاهما في يوليو/تموز.