اختيار الشيخ ولد باي رئيسا للبرلمان مسألة وقت فحسب ،فماذا ؟!

اثنين, 2018-10-08 16:02

بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

بعدما أكدت كتلة الاغلبية البرلمانية تماسكها و تمسكها بمرشح الحزب الحاكم، أو على الأصح مرشح الرئيس ،النائب عن مقاطعة ازويرات ،الشيخ ولد أحمد ولد باي، مقابل مرشح للمعارضة الراديكالية،النائب الصوفى ولد الشيبانى، من حزب تواصل ،باتت مسالة النتيجة الكبيرة عدديا، لصالح الشيخ، مرشح الموالاة ،مسألة وقت فحسب . السؤال المطروح -إن افترضنا- قدرته على تمرير التعديل الدستوري المثير المرتقب ،المكرس لمأمورية ثالثة مثيرة بحق .فهل يعنى هذا كله أن الشيخ الرئيس المنتظر اليوم للبرلمان الموريتاني ،هو الأقرب و الأوفر ثقة فى المحصلة ،لدى الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز و خليفته ربما ،حسب اختياره الخاص ،للأوقات الحرجة سياسيا و دستوريا ؟!. فطالما تحدث كثيرون عن قرب الشيخ ولد باي من الرئيس المهيمن، منذو يوم الأربعاء ٣ أغسطس ٢٠٠٥ على دفة الحكم ،و اليوم أبان الدهر عن ذلك بجلاء .فهل ثمة مخطط" ب" بعد انتخاب الشيخ رئيسا للبرلمان الحالي؟! .لعله على وجه راجح إلغاء القفل الدستوري المانع لتجاوز مأموريتين رئاسيتين .و هل ثمة مخطط "ت"فى حالة تعذر مخطط المأمورية الثالثة ،المعقد بامتياز، على رأي البعض ؟!.أم أن الحكم بموريتانيا فقط،بيد المتغلب و فريقه فحسب ،و الآخرون والشعب مجرد متفرجين ؟!.

تلك إيحاءات جل الأحداث الوطنية ، منذو مطلع الستينات و إلى اليوم ،و خصوصا منذو ١٠ يوليو تموز ١٩٧٨ ،تاريخ أول انقلاب بموريتانيا .طرأت فعلا بعض التغيرات الشكلية المحدودة ،منذو انطلاق التعددية مع مطلع التسعينات ،و لكن مازال "اصنادره"يتعاملون بمهارة لا تخلو من التوجيه والضغط الصريح الشديد ،غير الودي أحيانا ،على رأي البعض . و بايجاز القدر فوق كل مخطط ،و إن كان من الواضح أن السلطة العمومية فى بلدنا ، ربما باتجاه المزيد من العسكرة و الضبط . و المخطط الاستباقي لكرسي الحكم و دائرة الثقة العليا ، تسير حسب معايير خاصة لدى ولد عبد العزيز ،على رأسها العهد و الزبونية و الرضوخ المطلق ،و تلك أهم ربما شروط صحبة الثكنة و تحالفاتها الضيقة الحرجة ،فى نظر من اعتاد على بعض الحرية فى الاختيار و التعبير الأريحي الفسيح .

لكن حسب ما يبدو الشيخ ولد باي استطاع التكيف و عبور قنطرة اختبارات عدة، لدى سيده ،الصعب المراس.فهل تراه يصل اليوم إلى المزيد ،مثلا خلافة محمد ولد عبد العزيز ،إن اضطر الأخير لمحاولة تمرير ذلك ،لأنه قطعا لن يتنازل عن دفة الحكم، إلا مكرها أو مضطرا .و لكن حنانيك يا عزيز ويا الشيخ ولد باي، لو دامت لغيركم لما وصلت إليكم !!!.