المجلس الأعلى للشباب.. صخب مشروع لم ير النور بعد

ثلاثاء, 2014-08-12 20:17

يحتدم الجدل في الساحة الموريتانية حول الدور المقبل للشباب في تسيير الشأن العام، وذلك في مطلع مأمورية رئاسية جديدة تعدها موالاة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز "مأمورية الشباب"، وتراهن فيها المعارضة على "شبابها" للتصعيد وإحراج النظام القائم. 

في غضون ذلك تستعد السلطات لتشكيل المجلس الأعلى للشباب، وهو هيئة سبق أن رأت النور في عهد الرئيس المؤسس المختار ولد داداه، واختفت منذ ذلك الوقت، حتى لقاء الشباب والرئيس مارس الماضي، حيث أدرجت ضمن التوصيات ووافق عليها ولد عبد العزيز، في خطوة صنفتها المعارضة محاولة لاستقطاب الشباب واستغلالهم سياسياً. 
  
خلاف صامت.. 

بعض المصادر تتحدث عن خلاف غير معلن في أوساط التيارات الشبابية الداعمة لولد عبد العزيز، خلاف يغذيه تباين وجهات النظر بخصوص تشكيلة المجلس المرتقب، الذي تعمل لجنة خاصة على وضع تصور له، هي نفسها اللجنة التي حضرت للقاء الشباب والرئيس. 

مجموعات متعددة من الشباب الذين شاركوا في لقاء الشباب، يدفعون باتجاه تنظيم أيام تشاورية يشارك فيها جميع الشباب، من أجل وضع تصور للمجلس الأعلى للشباب، ولا يعترفون بشرعية اللجنة التنظيمية ولا بأحقيتها في وضع تصور المجلس من دون أن يمنحها الشباب الموريتاني ذلك الحق، يقول أحد الشباب مفضلاً حجب هويته. 

بدأ الخلاف الصامت بين التيارات الشبابية يظهر للعلن، على شكل ندوات هنا ومحاضرات هناك، كلها تتمحور حول آليات الفعل الشبابي وطريقة مشاركته في الشأن العام، ولكن المداخلات فيها لا تغادر في مجملها الحديث عن المجلس الأعلى للشباب. 
  
ما هو التجديد.. 

كان آخر هذه الندوات تلك التي نظمت مساء أمس الاثنين من طرف اتحاد الشباب الموريتاني، تحت عنوان: "المشاركة الشبابية في الحياة العامة"، وشهدت مشاركة مثقفين وصحفيين، بالإضافة إلى عشرات الشباب أغلبهم كانوا ممن شاركوا في لقاء الشباب والرئيس. 

خلال مداخلته في الندوة ركز المستشار برئاسة الجمهورية الدكتور اسحاق سعد سيد المين على التساؤل عن رؤية الشباب للمجلس الأعلى للشباب وتجديد الطبقة السياسية، مشيراً إلى أن بعض المثقفين يخطؤون في فهم بعض المصطلحات والألفاظ التي ترد في خطابات رئيس الجمهورية. 

من جهته قال الدكتور احمد ولد علال إن تغييب الشباب يعتبر توقيف لنبض القلب في الجسم الموريتاني، مؤكداً أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز فهم ذلك مبكراً فدعا إلى إشراك الشباب منذ الحركة التصحيحية؛ وأوضح ولد علال أنه من الضروري إشراك الشباب في العمل السياسي، لأن تلك المشاركة هي التي تحدد ركائز البناء الديمقراطية، لأن ديمقراطية لا يشارك فيها الشباب والنساء لا معنى لها تماماً، على حد تعبيره. 

وأكد في نفس السياق على أهمية التجديد "لأن أمة لا تتجدد مآلها لا محالة إلى الفناء"، وأوضح أن تجديد الطبقة السياسية هو أن يقوم جيل من الرجال خدموا وبنوا بتسليم المشعل لجيل جديد يطمح للخدمة والبناء. 
  
ملامسة الهموم.. 

أما الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله فقد ركز في مداخلته على مشاركة الشباب في الشأن العام، وقال إن على الشباب أن يركز على مجالات يمكنها من خلالها التأثير، قد لا تكون بالضرورة سياسية. 

وأشار في هذا السياق إلى أن مجموعات من الشباب الموريتاني نظموا مبادرات خلال الفترة الأخيرة ساهمت بشكل كبير في إنقاذ سكان امبود وغزة، وهو ما اعتبره ولد سيدي عبد الله "عملاً رائداً"، ونموذجاً للعمل الشبابي الناجع. 

ولد سيدي عبد الله أوضح أن مجال اهتمامات الشباب يجب أن تكون مختلفة وتحمل الجديد، وأن تبتعد عن الاهتمام بمضمون خطب الرئيس، ووضع الحواشي والتفاسير لهذه الخطب، مشدداً على أهمية أن يحتك الشباب الموريتاني بالإنسان البسيط والوقوف على معاناته في الأحياء الشعبية والمناطق المهمشة، على حد وصفه. 
  
حوار شبابي.. 

تنوعت مداخلات الشباب الذين دعوا إلى إزالة العراقيل أمام المشاركة الفعلية للشباب في صناعة القرار وأجمعوا على ضرورة إيقاف محاولات بعض المجموعات التي تتمظهر وكأنها وصية على الشباب الموريتاني وتسعى لسرقة جهوده ونضالاته. 

ودعا المتدخلون إلى تنظيم حوار شبابي يشمل جميع الأطياف، لمناقشة المجلس الأعلى للشباب ودوره وأهدافه وتشكيلته، فيما أكد أحد المتدخلين إلى ضرورة "الكف عن محاولة الاستحواذ على المجلس الأعلى من قبل إحدى المجموعات الضيقة".

 

صحراء ميديا