عزيز و غزوانى صداقة تستحق الفحص

ثلاثاء, 2018-11-13 19:24

بقلم عبد الفتاح ولد إعبيدن

رغم أن هاذين الشابين الموريتانيين ،كانت صداقتهما لاحقا ،سببا لتعميق الظاهرة الإنقلابية فى الجيش الموريتاني و التعاون على استنزاف موريتانيا ،من يوم الأربعاء ٣أغسطس ٢٠٠٥و إلى اليوم ،و بصورة أدرت عليهما الكثير الكثير من المنافع الشخصية المثيرة للجدل بحق ،إلا أننى شخصيا أحيي صداقتهما من الناحية الانسانية . حيث لم تنخرق و لم تنخرم بعد، و أرجو أن لا تفسد العلاقة بينهما ،حتى يكون لدينا فى الحقبة المعاصرة ،علاقة مستقرة فى الوسط الرسمي المتحكم،لأن ذلك أصبح نادرا. 

و أرجو لبقية مشوار الصداقة أن يكون إيجابيا بإذن الله ،و أن يردوا على الخزانة العامة ما تحايلوا عليه من مال عام كثير ،و العياذ بالله تعالى ،ساعدت فى الحصول عليه هذه الصداقة المتينة،و النموذج فى الوفاء المتبادل أو الخوف المتابدل على الأرجح ربما !.

هما ربما فى الأصل -على رواية البعض-من وسط إجتماعي واحد(إديبسات)!.اشتركا فى التكوين فى الجيش ،بمدرسة مكناس، و هناك تعرف الرجلان على أسرة أهل أحمد، من الشرفاء(اسماسيد)،و قد ارتبط عزيز لاحقا بتكبر بنت ماء العينين ول النور ول أحمد ،سنة١٩٨٣،و كان أبوها سبيلا لتوثيق صلته بالرئيس معاوية،على رأي البعض.

بينما كان الدافع الرئيسي لدى معاوية لتبنى الضابط  عزيز أمنيا ،محاولة تجاوز تهميش ول هيداله لأولاد بسباع،بسبب قربهم من المغرب ،لكن عزيز انقلب لاحقا على معاوية ،بعدما قربه و عينه على كتيبة أمن الرئاسة .

و منذوذلك التاريخ ظهرت صلة عزيز و غزوانى للعلن .

ومن وجه آخر ،عزيز و غزوانى، يمتهنان الكتمان بمستوى معتبرا ،و ذلك مما يكتسب عادة من التكوين العسكري .

"العمليات"الكبيرة أيضا، تتطلب من وجه آخر الاستسلام نسبيا، لعقلية الفريق ،بمستوى متدرج !.

فالنواة الصلبة للفريق الخفي ،منذو مقاعد مكناس ،عزيز و غزوانى ،و بقية أعضاء الفريق الواسع المتوسع مع الضرورة،ملعوب بهم فى الغالب !.

و عندما أصيب عزيز ،يوم ١٣ أكتوبر ٢٠١٢ ،و رفع إلى فرنسا للعلاج، ظهر مدى وفاء محمد ول غزوانى لصديقه و حليفه العسكري و السياسي محمد ولد عبد العزيز .كل هذا يؤكد صلابة الصلة و عمق التفاهم بين الشخصين و احتمال أن يحاولا أن يلعبا دورا مشتركا حساسا فى المستقبل المنظور ، رغم نجاحهم فى التحكم و الثراء بالمفهوم الشخصي "المافيوي "الفاضح و فشلهما الكبير فى إقامة دولة ،على أركان الشفافية و العدل و تساوى الفرص .

فموريتانيا اليوم أظهرت مدى استفادة المحسوبين على السلطة و تفليس الكثير من مؤسساتها ،وخصوصا اسنيم و ملحقاتها، لصالح أغراض ،غالبا غير عامة و غير تنموية صرفة .كما أن الوضع فى هذه الأيام بالذات ،عنوانه العريض المهيمن ،حمى غامضة تقتل الأسر أحيانا .و دون تحرك جدي على الصعيد الرسمي ،مع شيوع الأوساخ المتكاثرة فى أغلب مقاطعات العاصمة ،دون اكتراث الثنائي عزيز و غزوانى، و غيرهم ،من رموز السلطة المتهاونين بالأمانة .

هذا إلى جانب الغبن و ضياع خصلة التضامن و التعاون فى الملمات !.

فأي شيئ أقسى من الفقر و المرض و الحرمان !.و رغم ذلك تستمر تلك الصداقة المثيرة الضيقة الأفق ،الأنانية المبنى و الفحوى و الخلفية ،للأسف .و باختصار كانت صلة معاوية و إعل رغم فارق السن، قوية و نموذجية ،لكن أفسدها انقلاب عزيز و غزوانى و طمع إعل رحمه الله فى المزيد من النفوذ ،و ربما لو خير، لما قبل بسهولة غدر رئيسه معاوية !.

أما من قبل ذلك ،فكانت صلة "كادير" و أحمد سالم ول سيد وطيدة، انتهت بالمغامرة القاتلة ،رحمهما الله .

و فى العمق العلاقة الانسانية عموما فى الغالب الأعم ،ضعيفة و متقلبة ،و خصوصا ساعة الطمع و الخوف، بوجه خاص .

إلا أن علاقة عزيز و غزوانى ،تستحق النظر و التحسب ، وقد بدأت ربما تنحسر ،بسبب تقاعد غزوانى و حسابات أخرى ،و لا أتوقع أن يتنازل عزيز لزميله عن كرسي الحكم ،و دون أن يفرط فيه ،و التراتبية فى العلاقة جلية ،دون منافسة كبيرة مخلة حتى الآن ،بمستوى التعاضد الثنائي المثير، لإعجاب البعض !.

لكن موريتانيا إن استفادت استقرارا نسبيا هشا ،إلا أنها تضررت كثيرا