أزمة معيشية صامتة،فإلى متى ؟!

ثلاثاء, 2018-12-04 09:07

بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن 

بسبب التأزم الذى تعيشه عدة قطاعات اقتصادية،سواءا تعلق الأمر بالصيد و تراكم كميات معتبرة من الأسماك،دون أن تجد سبيلها للبيع فى الخارج ،لجهات معروفة،و ظهور أزمة أسعار و كساد،تبعا لتعقد أمر الأسعار ،إلى جانب أزمة اسنيم ،بسبب سوء التسيير و التلاعب بالمخزون المالي،ضمن مسلس نهب متواصل ،منذو سنوات ،جاء عليه ارتفاع سعر التكلفة و انخفاض سعر الحديد فى السوق الدولي .

و فى هذا السياق من قبل، أفلست شركة صيانة الطرق و سونمكس،إلى جانب اختفاء لأكثر من مائة مشروع ،كانت تتوزع على الوزارات و القطاعات الحكومية ،و ممولة من طرف جهات مالية دولية عديدة،ساهمت فى وقت سابق فى امتصاص البطالة و التخفيف من حدة و لدغة الفقر.

و  فى ظل هذه الوضعية المزرية ،تكرست المنافع الموجودة المتناقصة،فى يد ثلة قليلة ،على حساب المسرحين من العمل و السواد الأعظم ،من أبناء هذا الشعب المغبون !.

و فى قطاع الإعلام ،يختنق الآلاف من المتشغلين بمهنة الصحافة،التى لجأ إليها العديد من خريجى الجامعات و معاهد تكوين الأساذة و المعلمين .فلم تفلح اللقاءات التشاورية لتجاوز ،و لو مقدار ، من أزمة هذه المهنة المهملة .

و تعيش الصحافة الحرة، أزمة حقيقية، بعد وقف الاشتراكات و الدعم ،لصالح الصحافة المستقلة،بأمر من الرئيس نفسه ،حسب ما كشف عنه ،هو شخصيا،إبان مؤتمره الصحفي الأخير ،كما تعيش الصحافة الورقية، حالة اختفاء تقريبا،أضحت شبه معتادة ،بعد تجدد و استفحال أزمة المطبعة الوطنية،التى لجأ عمالها،المحرومون من رواتبهم ،للإضراب من جديد،منذو يوم ٣ أكتوبر ٢٠١٨ .

أجواء على وجه العموم، لا تبعث على كبير أمل أو تفاؤل ،وسط تفلت أمني غير مسبوق ،حيث لم تتراجع وتيرة اللصوصية الليلية ،و خصوصا فى المناطق الهشة ،ربما بسبب الفاقة و تزايد التسرب المدرسي و تأثير عوامل عديدة ،تحتاج للفحص السريع والفوري ،عسى أن ترسم الجهات المعنية ،خطة استعجالية، للوقوف فى وجه فقدان السكينة و الأمان ،بالعاصمة بوجه خاص. 

الموريتانيون يغلب عليهم الحياء ،أكثريتهم لا تلجأ لأحد ،رغم الفاقة الشديدة،لكن المطلع على حقيقة الأحوال،يدرك رسوخ الأزمة المعيشية و سعة انتشارها .

فبعد هيمنة فئة قليلة على منافع الاغلبية ،و مع عدم الاستحاء من تباهى البعض بذلك ،فقد أصبحت الثروة ،دولة محصورة ،بين الأغنياء منهم ،لا غير ،للأسف البالغ .

فكيف لا تستفحل و تظهر الأزمة المعيشية، فى كثير من الأوساط الضعيفة أصلا .

و مهما تكن سلبيات و عثرات نظام معاوية المنصرم ،فقد نجح فى التغطية على الأزمة المعيشية ،بسبب عفافه شخصيا عن المال العمومي و حرصه على تفتيت الثروة العمومية ،بين مختلف مناكب المجتمع الموريتاني .

بينما فشل النظام القائم فى هذا الصدد ، لأنانيته و ضيق دائرة منافعه ،إن وجدت .

و لعل شيوع الفاحشة و اللصوصية، فى بعض الأوساط ،مرده الأول للفقر المدقع و الشعور بالغبن ،الواسع الانتشار ،للأسف البالغ !.

و ستكون هذه الأزمة المعيشية الخطيرة ، الممتدة فى صمت ،أكبر مغذى باستمرار لمختلف أزماتنا باختصار .

فهل من مدكر ،قبل فوات الأوان ؟!.