غزوانى والافق المرتقب

جمعة, 2019-02-01 00:48

يقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

قد يكون عزيز فى وضع آمن،إن وصل محمد ولد غزوانى إلى دفة الحكم.
نعم آمنا على الأرجح -بإذن الله-من المحاسبة و تصفية الحسابات،رغم أن ولد عبد العزيز ،كانت ورطته الأولى مع التلاعب بالمال العمومي و تشكيل لوبى مافوي بخيل،أثرى على حساب السلطة،و يستبعد فى المقابل، أن يكون ولد غزوانى نهما أكولا للمال العام،كما -أستبعد- أن يكون هو و بعض أهله فى درجة الورع.
و على العموم طابع الرجل ،قد يساعده على المسالمة و التعاطى الإيجابي مع الجميع ،إن شاء الله.
حيث أن البلد و الساحة السياسية ،بوجه خاص،بحاجة للإنفراج و التفاهم ،ما استطعنا جميعا ،إلى ذلك سبيلا،بعد عشرية ساد فيها الشد و الجذب و التنافر و التصعيد،بسبب الحرص الشديد على التحكم و الهيمنة الكلية الضاغطة!.
أما محاولة ربط ولد غزوانى باستمرار بتجربة ول عبد العزيز المثيرة ،فذلك مدعاة للنفور ربما.
فالقول مثلا ،غزوانى على خطى عزيز ،قد لا يساعد على العبور بسهولة،فالناخب لا يريد تكرار تجربة يسعى إلى تجاوز سلبياتها و عثراتها،و جزم المعارضة الراديكالية،بأن غزوانى نسخة طبق الأصل من عزيز ،فهذا قد لا يكون بديهيا و لا دقيقا ،على الأقل .
كما أن ولد غزوانى ،أمام تجربة صعبة و عسيرة ،فملفات الفساد كلها ،لا يمكن أن يكون بريئا منها كليا،براءة الذئب من دم يوسف ،و هو محتاج لخطاب مقنع و عزيمة قوية على الإصلاح و تجاوز الجوانب الأكثر فشلا، لدى ولد عبد العزيز.
و عموما لن تكون حملة سهلة ،و مع وجود مرشح ،مثل مولاي ولد محمد لقظف،من نفس العمق الانتخابي،رغم أن مولاي قد لا يملك ما يشجع الناخب سوى أنه مدني و مأمور سابق ،لدى ولد عبد العزيز .
و فى المعترك مرشح المعارضة،و له حساب يستحق الإعتراف ،إلى جانب الطرح العرقي الضيق،عبر مرشح أو إثنين .و غير ذلك من المنافسين،الجديين أو الهزليين !.
أم المعارك على الأبواب،تحتاج للتعقل و الأجواء المسالمة الراشدة المتوازنة .
لا أستبعد أن تبقى الأمور شكلية و محسومة ،و حتى بعد انقضاء الحملة،بمعنى بيد الجيش بالدرجة الأولى،لكن تكريس التناوب عمليا،يعتبر مكسبا و لو كان ناقصا،ما لم يتحرر الفعل السياسي نهائيا من قبضة أصحاب النياشين،لكن الأمور لا ينبغى أن تستعجل .
فأنا شخصيا، لا أدعو لاستعجال "اصنادره"،و إن كان دورهم السياسي المباشر،غير محبذ،لضرورة تفرغ الجيش لدوره الجمهوري الأمثل،لكن الواقع يفرض التعامل بواقعية و حنكة و تمهل .سياسة خطوة خطوة .