الشكوك تحوم حول الدخان المنبعث من السجائر الالكترونية

ثلاثاء, 2014-08-19 23:34

يعتقد الخبراء أن استبدال السيجارة التقليدية بالسيجارة الالكترونية قد يقلل من المشاكل المرتبطة بالتدخين، ولكن ضررها على المدى الطويل يبقى مجهولا وقدراتها على معالجة الإدمان تبقى محل تشكيك.

وتجذب السيجارة الإلكترونية الراغبين في الإقلاع عن التدخين بالرغم من أن الدراسات حتى الآن غير كافية لبيان مدى الضرر الذي تسببه في الجسم.

ومنذ إطلاقها تلقت السجائر الإلكترونية ردود فعل مختلفة، إذ رحب البعض بها لأنها تحتوي على كمية أقل من النيكوتين من السجائر العادية، وتساعد في الإقلاع عن التدخين. بينما حذر منها آخرون، وقالوا إنها على العكس تشجع الأشخاص الصغار على التدخين.

ويؤكد دعاة استعمال هذا النوع المبتكر من السجائر، بأن استخدامها يقلل من مخاطر التعرض للضرر لأن مدخنها يستنشق البخار وليس الدخان الذي يعد خطراً حقيقياً.

ويقول علماء إن مخاطر السيجارة الالكترونية على المدخنين وعلى المعرضين للتدخين السلبي أقل بكثير من مخاطر دخان السيجارة التقليدية، رغم انهم يحذرون من تأثيرها على المصابين بأمراض تنفسية.

ويوضحون أن هذه السيجارة تحتوي على كمية أقل من السموم التي تحتوي عليها السيجارة التقليدية.

وبرغم أن السجائر الإلكترونية لا تحتوي على معظم المواد الكيميائية الموجودة في السجائر التقليدية، فإنّ الحقيقة أن كلا النوعين غير مستحب، فالأشخاص الذين يستعملون السيجارة الإلكترونية يستنشقون مواد مُضرة بالرئتين أيضاً، فضلاً عن النيكوتين.

ويقول رئيس برنامج التحكم في التبغ والصحة العامة في بريطانيا مارتن دوكريل "إن السجائر الإلكترونية تمثل فرصة للصحة العامة لكنها ليست من دون مخاطر".

مضيفا "أن قطاع السجائر الإلكترونية يجب تنظيمه من أجل تقليل احتمالية تسببها بضرر، كما يجب تسويقها فقط للبالغين كوسيلة للإقلاع عن التدخين".

وكشفت دراسة قُدمت في العام 2013 أثناء انعقاد المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض التنفس مدى الضرر الناجم عن هذا النوع المستحدث من السجائر، إذ قاس الباحثون مدى قدرة مجموعة من المدخنين وغير المدخنين على الشهيق، قبل وبعد استعمال السيجارة الإلكترونية، فأظهرت النتائج زيادة ملحوظة في مقاومة المجرى الهوائي لمرور الهواء بين معظم أفراد الدراسة بعد استنشاقهم لبخار السيجارة الإلكترونية.

وقال احد الأخصائيين العرب والاستشاريين في الأمراض الباطنية "إن هناك بعض الدول منعت بيعها تماما أو استيرادها (السجائر الالكترونية) حتى يتم إجراء المزيد من الأبحاث عليها، ورغم ذلك للأسف يتم الترويج لها من خلال الفضائيات على أنها وسيلة آمنة وباعتبار أنها وسيلة فعالة في الإقلاع عن التدخين وهذا مناف تماما للحقيقة".

وأضاف "أنه ليست هناك دراسات لبيان مدى فعاليتها فى مساعدة المدخنين في الإقلاع عن التدخين خاصة أن بدائل النيكوتين مثل اللزقة أو اللبان قد يساعدان المدخن في الإقلاع من خلال تجنبه أعراض نقص النيكوتين".

وتقول منظمة الصحة العالمية أن المتاجرين بهذه السجائر استخدموا بعض الوسائل غير المشروعة للترويج لمنتجهم على أنه وسيلة ناجعة للإقلاع عن الإدمان على التدخين.

وأوضح مدير قسم محاربة التدخين بمنظمة الصحة العالمية دوغلاس بيتشر امام الصحافة في جنيف "إنه من الخطأ مئة في المئة اعتبار أن السيجارة الالكترونية وسيلة ناجعة للتوقف عن التدخين"، محذرا من أنه "لم يتم لحد اليوم القيام بأية اختبارات علمية لإثبات نجاعتها".

وظهرت السيجارة الإلكترونية في 2004 في الصين حيث تم إنتاجها، ثم تحولت للتسويق في العديد من الدول، بما في ذلك البلدان الغربية، عبر شبكة الإنترنت.