ولد محمد الاغظف: رجل الأزمات والأدوار الصعبة

أربعاء, 2014-08-20 23:18

 

أخيرا قدمت حكومة ولد محمد الاغظف استقالتها، وترك الرجل الوزارة الأولى بعد سنوات من الكر والفر السياسي، تجاوزت المطالب فيها حد ترحيل الحكومة إلى المطالبة برحيل النظام نفسه.

سنوات من الشد والجذب، استطاع فيها ولد محمد الاغظف، ان يمتص الازمات ويواجه خصوم ولد عبد العزيز بصمت، غير مبال بما وجه له من انتقاد معلن ومبطن.

فقد واجه بهدوء عواصف الانقلاب ومشاكسات جبهة الدفاع عن الديمقراطية التي حاولت الطعن في شرعيته في جميع المحافل الدولية، وبصبر وتؤدة تصدى  الرجل لانتقادات مفوضية الاتحاد الأوربي وانتقادات الوى ميشل التي هدد فيها بحصار موريتانيا وإعادة الشرعية 2008.

لم يثر الأمر حفيظة ولد محمد الاغظف الذي خبر ألاعيب الغرب ودهاليز الاتحاد الأوربي الذي كان سفيرا فيه، وظل يعمل في الخفاء غير مبال بأصوات المعارضة والتهديدات الدولية.

ليقود بنفسه حكومة الوحدة الوطنية 2009 التي ضمت مزيجا من المتناقضات، وزيرا أول في مواجهة وزير داخلية ووزير إعلام ووزير مالية، جعل المعارضة آنذاك تنتشي بأنها استطاعت تقليم أظافر ولد عبد العزيز الذي كان يدرك أنه بحضور الوزير الأول ولد محمد الاغظف لا عبرة بما حدث من تغييرات.

نجح الرجل في الامتحان وأعيدت الثقة فيه من جديد، وقاد الحكومة في ظل حراك شبابي ومعارض يغذيه ربيع عربي عاصف، مسيرات ومهرجانات واعتصامات شغلت الرأي العام عن قضايا التنمية .. هذا إضافة لتحديات الحوار السياسي الذي كان الوزير الاول المستقيل يستعمل فيه سياسة العصا والجزرة وينفذ أجندة ولد عبد العزيز بحنكة واقتدار .

ولم تنته التحديات عند هذا الحد، بل زادت أكثر بعد الرصاصة الغامضة التي فتحت المجال للشائعات والشائعات المضادة وقد أخذ ولد محمد الاغظف قسطا وافرا منها، غير أن ذلك لم يدفعه للخروج عن صمته، فترك الحرية للاعلام  والساسة لصناعة الشائعة وأبعد الحكومة عن الرد عليها إلى أن عاد الرئيس ليقطع الشك باليقين.

خصوم الرجل روجوا لإقالته بعد الانتخابات البرلمانية لكن الرياح لم تجر بما تشتهيه سفن هؤلاء، فأعيدت الثقة فيه للمرة الرابعة وشكل الحكومة ليكون شاهدا وفاعلا في المأمورية الأولى  بما شهدته من إنجازات وواجهته من تحديات.

واليوم وبعد أخذ ورد ترك ولد محمد الاغظف الحكومة استعدادا لدور آخر قد لا يقل حجما عن قيادته لها، التي يبدو أن تعيين ولد حدمين عليها أبلغ رسالة -في نظر المراقبين- من الرئيس ولد عبد العزيز بثقته في حكومته الأولى، خاصة وأن ولد حدمين يعتبر أحد أركانها الذي واكب المأمورية السابقة وكان له دور مشهود فيها.

والآن ربما يتهيأ ولد محمد الاغظف  لتنفيذ دور جديد في المأمورية الجديدة.