رسائل مباشرة من مواطن موريتانيّ عاديّ يحب الخيرَ لبلده / إسلم ولد سيد احمد

خميس, 2014-08-21 20:20

1-إلى السيد/ رئيس الجمهورية/ المحترم،
أهنئكم بالمأمورية الجديدة وأتمنى لكم التوفيق، وأنوِّه بما أعربتم عنه سابقًا من أنكم رئيس لكل الموريتانيين، وأرجو أن يتجسد ذلك - بشكل ملموس- على أرض الواقع،

 فموريتانيا بحاجة إلى إشراك جميع أبنائها في تسيير شؤونها وفي الاستفادة من خيرات البلد ومن ما توفره الدولة من خدمات ومصالح ومنافع...
2-إلى الحكومة الجديدة،
أهنئ الوزراء المحترمين بالمهام الموكولة إليهم، وأذكِّرهم بضرورة التمسك  بثوابت الأمة، والعمل على الاستجابة لما ينتظره المواطنون منهم، رافِعِين شعار: الإسلام ديننا،  والعربية اللغة الرسمية في دستورنا، والفرنسية لغة أجنبية على جميع شرائح مجتمعنا، وقوتنا في وحدتنا وتماسك جبهتنا الداخلية، والعدل أساس نجاحنا واستمرار دولتنا، والحوار منهجنا، والمصالح العليا للوطن والمواطن فوق كل اعتبار...
3-إلى الموالاة،
ينبغي التخفيف من التركيز على الإشادة بإنجازات النظام، فالشعب يفضل أن يرى الأعمال تتحدث عن نفسها، بدلا من الأقوال، فهذا الخطاب كان سائدا في عهد النُّظم الشمولية الدكتاتورية،  ولم يعد صالحا في عهد النظم الديمقراطية. يجب التركيز على العمل الجاد، والنقد البنّاء، وتوجيه الحكومة عند الاقتضاء، والاستفادة من الآراء المحايدة، فالمحب لا يرى عيوب حبيبه "عين الرضى عن كل عيب كليلة...". مع التخفيف من "شيْطَنة" المعارضة وتسفيه خطابها، فلا موالاة دائمة ولا معارضة دائمة، ومن مصلحة السياسيّ-مهما كان- أن يحتفظ لنفسه بخط  رجعة يؤمِّن له الاحتفاظ بماء وجهه، عندما يقرِّر الانتقال من الموالاة إلى المعارضة أو العكس.
4-إلى المعارضة،
لا يختلف اثنان على أهمية المعارضة في العملية الديمقراطية، فكلما كانت المعارضة قوية وفاعلة تعززت الديمقراطية، والعكس صحيح. ثم إنّ المعارضة الموريتانة- برموزها المرجعية وأحزابها العتيدة وقواعدها المتجذرة في المجتمع- قدمت التضحيات الجسام من أجل النهوض بالبلد، وفي ظروف لم تكن مواتية للعمل السياسيّ. وهذا شيء لا ينكره  المُنْصِفون. ومع ذلك، ونحن في بداية مأمورية رئاسية ثانية(وأخيرة بنص الدستور)، ينبغي للمعارضة أن تقف وقفة مع النفس، لمراجعة حساباتها ومواقفها السياسة، على أساس موضوعيّ ينطلق من الواقع السياسي المَعِيش-داخليا وخارجيا-وبطريقة هادئة وهادفة. ويمكن أن تنطلق مراجعة الحسابات هذه من قاعدة"لا غالب ولا مغلوب"، إن وُجِدَت آذان صاغية من الجانب الرسمي الذي بيده مقاليد الأمور في الوقت الراهن. علما بأنني لا أدعو المعارضة إلى التخلي عن المبادئ الأساسية التي تتبناها  والأهداف التي تعمل من أجل تحقيقها، وإنما أدعو إلى نوع من التعامل مع الواقع، من أجل أن ننطلق جميعًا في عملية التنمية الشاملة للبلد، في جو من الاستقرار السياسيّ يضمن مشاركة كل المواطنين  في مكافحة أمراض المجتمع المزمنة المتجسدة في الجهل والفقر والمرض... والله ولي التوفيق.