بوليفيا تسحب اعترافها بالبوليساريو وتراهن على المغرب لتعزيز علاقاتها بالعالم العربي

أربعاء, 2020-01-22 00:45

قامت حكومة بوليفيا بتجميد العلاقات مع جبهة البوليساريو وسحب الاعتراف بها كدولة مقابل تعزيز العلاقات مع المغرب ودعم مساعي الأمم المتحدة في نزاع الصحراء الغربية. ويأتي هذا التطور في أعقاب تراجع اليسار في أمريكا اللاتينية، حيث كانت بوليفيا من أكبر المدافعين عن جبهة البوليساريو في العالم إلى جانب الجزائر وفنزويلا وجنوب إفريقيا.

ونشرت وزارة الخارجية البوليفية في موقعها على شبكة الإنترنت، بيانا مطولا تتحدث فيه عن العلاقات الجديدة مع المغرب والأسباب التي دفعتها الى سحب الاعتراف بالبوليساريو كدولة. وأثنى البيان على دعم المغرب للتغيير الحاصل في بوليفيا بعد فشل الانتخابات الرئاسية الأخيرة وتصويت البرلمان على جنين أنييز رئيسة مؤقتة للبلاد في أفق إجراء انتخابات جديدة.

ويبرز البيان رهان بوليفيا على المغرب لتمتين العلاقات مع الدول العربية والإفريقية، وفي هذا الصدد جاء في البيان: “بفضل العلاقات الممتازة للمملكة المغربية مع الدول الأفريقية والعربية، فإن المملكة المغربية ستكون بوابة لبوليفيا نحو إفريقيا والدول العربية”.

وبشأن نزاع الصحراء الغربية، يبرز البيان “دولة بوليفيا، واستنادا إلى الشروحات التي قدمتها المملكة المغربية، تتبنى موقف الحياد البناء والالتزام بدعم مساعي الأمم المتحدة والمنتظم الدولي حتى يتمكن الطرفان من التوصل الى حل سياسي وعادل ودائم ومقبول تماشيا مع مبادئ الأمم المتحدة. وفي هذا الصدد، تقرر بوليفيا تعليق الروابط الحالية مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”.

ويراهن المغرب على تراجع أنظمة اليسار في أمريكا اللاتينية ليحقق مكاسب في مواجهة البوليساريو في هذه المنطقة من العالم. فقد أيدت حكومة الرباط خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا بدل الرئيس الحالي نيكولاس مادورو الذي يعد أكبر داعم للبوليساريو في العالم، ويقدم الدعم للرئيسة الحالية في بوليفيا بعد الانتخابات الرئاسية التي قادت منذ شهرين الى لجوء إيفو موراليس الى المكسيك ثم الأرجنتين.

في الوقت ذاته، يشكل وصول اليمين إلى الحكم في البرازيل فرصة لصالح المغرب؛ لأنه رغم أن حزب العمال إبان الرئيس السابق لولا دا سيلفا لم يكن يدعم علانية البوليساريو، إلا أنه كان يرفض مبدأ الحكم الذاتي ويدافع عن تقرير المصير.

وبعد التطورات السياسية الكبرى التي تؤشر على تراجع اليسار في أمريكا اللاتينية، وإلى جانب فنزويلا، تبقى الدولة الكبرى التي تؤيد البوليساريو هي المكسيك، لكن هذه الأخيرة لا يتأثر موقفها سواء بوصول اليمين أو اليسار الى الحكم، فهي تعترف بالبوليساريو دولة وتؤيده في المحافل الدولية.