خاطرة تأبينية للفقيد محمد محمود أبو شامه/ محمدن ولد محمد الحافظ ولد أحمدوفال

أربعاء, 2014-09-10 21:52

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم
خاطرة تأبينية لفقيد الإسلام والمسلمين الشيخ محمد محمود أبوشامه
 
بعد الذهول من صدمة النعي ووقع المصاب الإد وعظم الهول الجلل رحيل طود العلم وبدر العلياء ومفخرة القريب والبعيد الشيخ محمد محمود أبوشامه يرحمه الله
أكتب هذه الخاطرة التأبينية التي وإن كانت قاصرة عن النزر القليل من إبراز أفضاله وقدره الرفيع إلا أنها بالنسبة لي نفثة مصدور وجهد يخفف من برحاء الألم الذي تحسه أمة الإسلام وهي تمني بثلمة في الدين , ألم تعيشه أمة الضاد وهي تفقد أحد أبرز فرسان الكلمة , ألم يطبق علي ثلاث دول هي موريتانيا والسعودية والسودان , ألم تتململ منه المجموعة القبلية الخاصة ويمسني شخصيا في الصميم
وماكان سعد هلكه هلك واحد   ولكنه بنيان قوم تهدما
فجزي الله الشيخ عن الجميع أعلي درجات الرحمة والتكرمة وأزلف له جنات عدن وأبقي بركته وفضله ومجده التليد وذكره الباقي في أهله وذويه ومحبيه.
أن الكلام عن الشيخ محمد محمود أبوشامه حديث ذو شجون وتفريعات لكثرة ما يتحلي به الشيخ من أوصاف ومحامد ليس للحرف أن يفي بها .
فهل نؤبن في الشيخ الرجل القانت والعابد المتبتل والأورع التقي والمنفق المخلص والمحب الصادق الذي تنهمر دموعه بذكر الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم وتهفو إليه روحه صحيحا وسقيما قريبا وبعيدا؟
أم نؤبن العالم الذي ينير دجنات المشاكل العلمية بالفهم الثاقب والبصيرة الدقيقة والحفظ المتقن والإحاطة بجميع فنون المعرفة ؟
أم نؤبن الشاعر الأديب الذي ملك ناصية الحرف وأوتي ملكة حفظ أمهات الشعر في مختلف العصور الأدبية وارتقي سنام الشعر إنشاء وإنشادا واحتل صدر المجلس في حقل الكلمة وسارت الركبان برائق شعره؟
أم نؤبن الجواد الحاتمي المعني الذي وقف ماله لصيد المكرمات واقتناص المفاخر بإسعاف المحتاج وفك العاني والتفريج عن المضطر فكانت داره العامرة وسياراته ووجاهته وما أعظمها وأشد مكانتها في خدمة البعيد والقريب والضوء الذي يعشو له كل حاج ومعتمر ويرده من يعرف الشيخ ومن لا يعرفه؟
أم نؤبن السياسي المحنك والزعيم الحصيف والدبلوماسي الذي نسج أقوي الوشائج ومد أحسن الجسور وأفضل العلاقات وأكثرها احتراما بين ثلاث دول كان الشيخ فيها حذامي القول والمرجع الأخير؟
لقد كان الشيخ رحمه الله كل هذا وأكثر بكثير من هذا ولا غرو فيمن نجلته تلك الدوحة السامقة والأسرة الكريمة أصلا وفصلا واكتسب بعصاميته وهمته الزحلية العظيمة العلم والمجد والتقي والورع والمال والرأي أن يصل إلي هذا المقام الرفيع والقدر الذي لايغيبه القبر ولاتستره الأرض فذلك ذكر باق إن شاء الله ونهج سيتابعه أبناؤه الكرام البررة.
قال الشاعر  وما مات من أبقي ثناء مخلدا   وأورث أبناء كراما تعاقبه
وستحفظه أم عمر يحفظها الله ويريها في نفسها وأبنائها الأعزة وعزتها الشريفة الطاهرة ما تؤمل وترجو , فقد كانت سند الشيخ فيما يعمل وعونه فيما وصل إليه كما كان يرحمه الله يكرر أمامنا علي وجه الإشهاد فأم عمر هي قلب البيت النابض وهي دلالة الفضل والمرشدة الصادقة إلي خيري الدنيا والأخرة والكريمة المنفقة والورعة الأمينة علي الدين والدنيا .
هذه حقائق لولم نقلها لأخبر بها القريب والبعيد ولهجت بها أفواج الحجيج وجماعات المعتمرين والزائرين
قال الشاعر:
  فقاموا فأثنوا بالذي أنت أهله    ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب
فرحم الله الشيخ الذي لا نقول في مصابه إلا أرثي بيت قالته العرب
لقد عزي ربيعة أن يوما    عليها مثل يومك لا يعود
وجازي الله أم عمر أحسن الجزاء ومد في عمرها وبورك في البدور بنيها الكرام عمر المجد وعبد العزيز الندي وخالد المكرمات وعزة العزيزة عليهم من الله الأمن والأمان وحرسهم من كل مكروه وبورك في تلك الدوحة الكريمة.