الناتو يتّجه لإرساء شراكة عسكرية وأمنية مع موريتانيا “الشريك الوحيد في الساحل”

ثلاثاء, 2022-07-05 10:45

يتجه حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وفقاً لما تمخضت عنه قمته الأخيرة التي عقدت في مدريد يومي 29 و30 يونيوالمنصرم، لإرساء شراكة عسكرية وأمنية موسعة مع موريتانيا، وذلك من خلال مبادرة بناء القدرات الدفاعية والأمنية التي أقرتها القمة.

ذلك ما كشف عنه نائب الأمين العام المساعد لحلف شمال الأطلسي للشؤون السياسية والسياسة الأمنية، خافيير كولومينا في مقابلة مع الوكالة الموريتانية للأنباء، أكد فيها “أن موريتانيا هي شريك “الناتو” الوحيد، حالياً، في منطقة الساحل”.

وأوضح خافيير كولومينا “أن الحلف ركز في قمته الأخيرة على التهديدات والتحديات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الساحل”، مبرزا “أن انعدام الأمن في هذه المناطق له تأثير مباشر على أمن جميع الحلفاء، وهذا ما جعل المفهوم الإستراتيجي الجديد يصنف الإرهاب كأحد التهديدات الرئيسية”.

ويضيف مساعد الأمين العام: “ولهذا، جدد حلف الناتو، خلال قمته الأخيرة، تأكيد التزامه بمواصلة كفاحه لأسباب انعدام الأمن بتصميم وتضامن من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية ودعم شركائه”.

وأضاف “أن موريتانيا هي شريكنا الوحيد في منطقة الساحل، لذا التقيت في مايو الماضي بالرئيس الموريتاني في نواكشوط وبعدد من أعضاء الحكومة الموريتانية لمناقشة حزمة من المشاريع التي ننوي تنفيذها معا، وتابعت شخصيًا عملية الشراكة بين الناتو وموريتانيا”.

وأوضح نائب الأمين العام لحلف الناتو “أن مبادرة بناء القدرات الدفاعية والأمنية ذات الصلة تركز على أمن الحدود، وتدريب القوات المسلحة وقوات الأمن، والمساهمة في جهود موريتانيا في مكافحة الإرهاب، ودعم السيطرة على تداول الأسلحة الخفيفة التي تعتبر مصدراً لاضطراب الأمن”.

وأضاف “أما بالنسبة لتمويل هذه المشاريع، فسيكون من موارد الناتو المشتركة أو المساهمات الطوعية من الدول الأعضاء”.

وعن نظرة الناتو لدور موريتانيا في منطقة الساحل، أكد خافيير كولومينا “أنه دور كبير وضروري لسببين أولهما كونها الشريك الوحيد للحلف في منطقة الساحل، وهذا لا يعني أنه لا يمكننا إقامة علاقات مع دول أخرى في المنطقة، بل يعني أن موريتانيا هي الوحيدة التي يمكنها النفاذ لبعض أدواتنا بطريقة منهجية لأنها شريك”، أما السبب الثاني فهو أن موريتانيا هي الدولة الوحيدة في منطقة الساحل التي تسيطر على أراضيها وعلى حدودها وهي دولة تتمتع باستقرار سياسي وأمني، لذا فإن التعاون معها أفضل بالنسبة لحلف الناتو”.

وعن خلفية اهتمام حلف الناتو بالدور الموريتاني، أكد الصحفي الموريتاني المقيم في مدريد محمد الأمين خطاري “أن الاهتمام المتزايد بموريتانيا من قبل حلف “الناتو”، يأتي في ظل السياقات العامة التي أفرزتها الأزمة الروسية الأوكرانية والتبعات الناجمة عنها بما فيها أزمة الطاقة و”التحالفات الأمنية التي تكاد تقسم خارطة العالم.”

وأضاف الصحفي خطاري “أن هذا ما يجعل حلف الناتو يضع نصب عينيه، ضمن منظومته الجديدة التي أسماها “المفهوم الإستراتيجي لـ 2030″، أهمية التعامل مع بلد مستقر كموريتانيا؛ بلد لديه حدوده مع أوروبا، وهو ما يعتبر مهما للحلف من الناحية الإستراتيجية، خصوصاً في ظل الاكتشافات المرتبطة بالغاز في موريتانيا، لافتاً إلى أن “هذا ما تكشفه دعوة وزير الخارجية الموريتاني لحضور القمة، حيث كانت موريتانيا والأردن البلدين الوحيدين اللذين تمت دعوتهما من إفريقيا والعالم العربي، وهو ما يجب أن تستفيد منه موريتانيا على أعلى المستويات”.

وأشار خطاري “إلى إعلان حلف الناتو في ختام قمة مدريد، نيته تقديم حزمة دعم في مجال الدفاع لتطوير قدرات الجيش الموريتاني وتنويع مصادر تسليحه، وفي مجال التدريب وتبادل المعلومات”، مضيفا “أن دعم الحلف لموريتانيا ربما يمتد أيضا إلى مجالات اقتصادية واجتماعية”.

وخلص خطاري إلى القول “بأنه سيكون على موريتانيا الاستفادة من استدارة الحلف نحو الجنوب، وأن تقدم الحكومة مقترحات واقعية في مجال التنمية والتعليم والصحة؛ مما يمكّن الحلف من دعم هذه المجالات لتحقيق شراكة واقعية، خصوصا أن موريتانيا تواجه ضغط الهجرة غير النظامية، وتحقق نتائج جيدة في الشراكة مع أوروبا في هذا الإطار”.

عبد الله مولود​

نواكشوط ـ «القدس العربي»