نظافة انواكشوط: ما هكذا يا رئيسة تورد الإبل؟

اثنين, 2014-10-27 10:47

لعنة النظافة تلاحق انواكشوط وتلاحق المجموعة الحضرية، فالمشاكل تتعقد باستمرار.. هنالك مشاكل قانونية عالقة مع شركة أجنبية أنهيت مهامها وتطالب بمتأخرات خيالية تطعم ساكنة انواكشوط لعام وتنظفها لخمس سنوات.. وهنالك حلول ارتجالية زادت الطين بلة، فاقمت المشاكل وراكمت القمامات واستنزفت الموارد.. وبدل تقييم موضوعي معمق ومساءلة منهجية تفضي لطرح حلول جذرية دفنت المجموعة الحضرية رأسها في القمامات وأطلقت حملة رسمية مؤقتة وظرفية لتنظيف العاصمة عدتها أربعة آلاف موظف خامل يتزحلقون على جبال القمامة خلال عطل نهاية اسبوع أو اسبوعين يسندهم 1000 عامل ظرفي ينقصهم التحفيز و221 سيارة معظمها مترهل.

قد يحقق هذا العبث المسرحي الحالي بين يوم وآخر نجاحات ميدانية في هذا الموقع أو ذاك ولكن القمامات عائدة إلي التراكم.. ومن نقاط ضعف الحملة الحالية التي كان يفترض أن تكون حملة تحسيسية بامتياز أنها لم تقنع المواطنين بالمشاركة فأصبحوا متفرجين، فأنت تشاهد الرسميين بقيادة وزراء الحكومة ينظفون الاحياء الشعبية بينما يتفرج الساكنة على المشهد بالكثير من اللامبالاة.
ويلاحظ غياب المجتمع المدني وتواضع مشاركة الأحزاب فبدل أن تعبئ أحزاب الأغلبية منتسبيها لإدارة حملة نظافة شعبية ميدانية اقتصرت مشاركتها على التواجد في موقع أو موقعين وكأنها مجرد قطاعات حكومية ثانوية.. كل هذا يؤشر إلي أن حملة النظافة الحقيقية لم تبدأ بعد، فالنظافة قناعات مدنية سوية تتحول إلي سلوك ميداني وإلي ممارسة يومية وعندما لا تكون كذلك تتحول إلي يافطة استعراضية لا تقدم ولا تؤخر.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وللمجموعة الحضرية التي تترنح دون رؤية ودون استراتيجية ودون برامج.
فما هاكذا توظب المدن..!! وما هكذا تشذب الشوارع..!! وما هكذا تدار الحملات..!!

      محمد عبد الله محمدو

[email protected]